عدد خاص من "ليبراسيون": الجبهة الوطنية... لماذا دائماً لا؟

عدد خاص من "ليبراسيون": الجبهة الوطنية... لماذا دائماً لا؟

02 مايو 2017
حذّرت الصحيفة من خطاب لوبان (باتريك كوفاريك/ فرانس برس)
+ الخط -
على نسق العدد الذي أصدرته يومية "ليبراسيون" الفرنسية في اليوم التالي للتحركات الشعبية التي شهدتها باريس وعدد من المدن الفرنسية سنة 2002، والتي حملت شعار "لا للجبهة الوطنية"، عادت الصحيفة اليسارية، اليوم الثلاثاء، مع عدد خاص يتضمّن 16 صفحة للحديث عن الجبهة الوطنية: ماذا تغيّر في خطاب الجبهة خلال 15 عاماً، من البرنامج والرؤية الاقتصادية إلى السجالات الداخلية، وصولاً إلى العلاقة مع الإعلام والأسباب التي تجعل جزءاً كبيراً من الفرنسيين يتحرّك ضد وصول الجبهة إلى الحكم.

في افتتاحية العدد، يشرح لوران جوفران الأسباب التي جعلت فريق عمل "ليبراسيون" يقدم على خطوة شبيهة بتلك التي قامت بها الإدارة سنة 2002: "التحركات الشعبية الرافضة لخطاب الجبهة ومرشحها جان-ماري لوبان قبل 15 عاماً كانت أضخم، إذ جمعت نحو مليون ونصف المليون متظاهر، بينهم 400 ألف في باريس، في حين لم تشهد مسيرة الأمس مشاركة كبيرة، فلم تتعدّ أرقام المشاركين الـ 150 ألفاً. نعم، هنالك أمور تغيّرت وأصبح ضخ الكراهية والعنصرية أمراً عادياً، لذلك ارتأينا أن نلجأ إلى إيقاظ الوعي مجدداً لنقول للفرنسيين إنّ الجبهة الوطنية لا تحمل شيئاً من قيم الجمهورية".



دومينيك ألبرتيني، الصحافي المتخصص في دراسة تاريخ الجبهة الوطنية، وصاحب كتاب "la fachosphère" والمشارك في إعداد كتاب "حكاية الجبهة الوطنية"، كتب مادة تناولت ستة أسماء-مفاتيح السر في نجاح الجبهة في استقطاب عدد كبير من الناخبين: على رأس القائمة يحل فلوريان فيليبو، النائب الأوروبي الذي تعتمد عليه مارين بشكل كبير في فريق الإعداد والمحاججة في الحلقات والندوات والإطلالات التلفزيونية والإذاعية. وليس خافياً على أحد، كيف تحوّل فيليبو إلى النجم الأول في صفوف الجبهة، خاصة بعد استقدامه شقيقه داميان الكادر السابق في مركز IFOP للاستطلاعات وجعله مسؤولاً عن كل ما له علاقة بالأرقام في استحقاقات الجبهة.


ينتقل ألبيرتيني للحديث عن فيليب أوليفيه، "الفنان" الذي يعمل في الخفاء كما يطلق عليه الجبهويون. أوليفيه المتزوج من شقيقة مارين، ماري-كارولين، هو المسؤول عن خلية "الفكرة-الصورة" في التنظيم. وكان أوليفيه من الجبهويين الذين خرجوا من التنظيم سنة 1999 مع انشقاق برونو ميغريه، معلّلاً ذلك بصعوبة إحراز تقدّم في الحزب طالما بقي جان-ماري على رأسه. عاد أوليفيه إلى الجبهة مع انتخاب مارين، وعلى الرغم من عمله كمستشار لمارين وانخراطه المبكّر في الجبهة إلا أنّه ينتهج خطاباً هادئاً في المسألة الأوروبية وقضية المهاجرين.



ومن بين الأسماء التي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام بحسب ألبرتيني، أكسيل لوستو، صديق مارين لوبان، والعقل اللوجيستي في الجبهة. هو المسؤول عن الخطة المالية للحملة الرئاسية، وهو الذي يدير خزينة التنظيم. أما الأسماء الثلاثة التي جعلت من الجبهة حزباً حديدياً وجماهيرياً في عهد مارين لوبان: جان-لين لاكابيل المسؤول الأول عن التعبئة والحشد الجماهيري خلال الحملة الرئاسية، نيكولا باي الذي اصطدم مع مارين لوبان سنة 2004 واعتبرها "وريثة قصر سانت-كلو" وعاد سنة 2008 بطلب من مارين مصطحباً معه غييوم بيلتييه الرجل القوي في التيار الذي أسسه ميغريه.



أما الاسم الأخير فهو لويس أليو، وتلك "قصة أخرى"، بحسب ألبرتيني، لأنّ ما يجمع أليو ومارين ليس فقط الجبهة الوطنية إنّما الحب والعلاقة الزوجية. وأليو، المتحدث الجيد والعارف بتفاصيل البيت الداخلي، يعد من الأوفياء للخط النقابي الذي أسسه بيار بوجاد في الجمهورية الرابعة، ومن المتمسكين بتاريخ فرنسا الاستعماري.



في الملف أيضاً، مادة تتناول العلاقة المتوترة بين مارين لوبان والإعلام، وبحسب ألبرتيني دائماً فإنّ "الجبهة تعد الصحافيين خصوماً سياسيين وهي لذلك تتعامل بحذر وتسلط مع بعض الإعلام المعادي لخط الجبهة".


أما آخر فصول العلاقة المتوترة فقد كانت منع فريق مارين لوبان مراسلي (TMC (Quotidien وموقع ميديابارت من تغطية النشاطات واللقاءات الانتخابية لمرشحة الجبهة. وتعيد أوساط جبهوية السبب إلى ما سمّته "التغطية الموجهة التي تهدف إلى شيطنة خطاب الجبهة والتصويب على كل ما تقوله مارين وربطه بالعداء لقيم الجمهورية الخامسة".

لكنّ الأمر يتعدى كونه توترًا في العلاقة، لأنّ كوادر الجبهة يتصرفون بشكل سلطوي في المدن والقرى التي استطاعوا الفوز بها. ويتحدث مدير تحرير "la voix du Nord" لليبراسيون عن الوضع المأساوي في التعاطي مع الصحافيين في Hénin-Beaumont، مدينة ستيف بريوا رئيس الجبهة بالوكالة "هنا لا يوجد تغطية إعلامية حقيقية، ما يقوله عمدة البلدية وفريقه هو ما تنشره وسائل الإعلام. هذا جزء من ممارسة الجبهة تجاه الإعلام الذي تقوّضه في مناطق نفوذها يوماً بعد يوم".