دعم حقوقي لصحافيي "فيدوموستي" الروسية بمواجهة رئيس التحرير

دعم حقوقي لصحافيي "فيدوموستي" الروسية بمواجهة رئيس التحرير

25 ابريل 2020
تعاني الصحف الروسية من التضييق عليها (Getty)
+ الخط -
دعا أعضاء اللجنة الدائمة المعنية بحرية المعلومات وحقوق الصحافيين، التابعة لمجلس حقوق الإنسان الروسي، إلى منح هيئة تحرير صحيفة "فيدوموستي" حق ترشيح واختيار رئيس تحرير، دون ضغوط من ملاك الصحيفة، وشددوا على ضرورة مراعاة القوانين الروسية التي تمنع فرض رقابة على وسائل الإعلام.

وصدر بيان اللجنة، بعدما شهدت الأيام الأخيرة مواجهة حادة بين أعضاء هيئة تحرير "فيدوموستي" والقائم بأعمال رئيس تحريرها الجديد أندريه شماروف، بلغت حد نشر الصحافيين مقالة احتجاجية دون موافقة شماروف، اتهموه فيها بفرض رقابة على عملهم، وتغيير السياسة التحريرية للصحيفة بشكل يقوض ثقة الجمهور، أما شماروف نفسه، فقد اعتبر أن الصحيفة لا يمكنها الاستقلال برأيها عن إدارتها، موضحاً أن بيان هيئة التحرير "يؤكد فقط حرية التعبير".

ونشر موقع مجلس حقوق الإنسان، البيان، اليوم السبت، جاء فيه "نحن، أعضاء اللجنة الدائمة لمجلس حقوق الإنسان وأعضاء المجلس الرئاسي لتنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان، ومن أجل تجنب تدمير واحدة من أكثر الصحف الروسية احتراماً، نطالب: بالسحب الفوري للتعليمات المخالفة للمادة 29 من دستور الاتحاد الروسي، ومنح فريق فيدوموستي الحق الذي يكفله قانون وسائل الإعلام وميثاق هيئة التحرير، بالمشاركة في ترشيح رئيس تحرير الصحيفة دون ضغط من المالكين الجدد للصحيفة".

وجاء في المقال الاحتجاجي، الذي حمل عنوان "فيدوموستي الجديدة"، ونُشر في صحف روسية أخرى متعاطفة مع هيئة تحرير الصحيفة "لقد أظهر رئيس تحرير فيدوموستي بالنيابة، أندريه شماروف بالفعل من خلال أفعاله، كيف يخطط لتغيير السياسة التحريرية للصحيفة. التغييرات من هذا النوع تقوض مصداقية الصحيفة... تقوض الثقة التي تستغرق سنوات لتتشكل، والتي تحددها جودة الصحيفة واستقلاليتها".

وانتقل الخلاف داخل الصحيفة الروسية، يوم 22 إبريل/ نيسان، إلى مستوى جديد بعدما أبلغ شماروف هيئة التحرير بـ"حظر نشر أي استطلاعات للرأي صادرة عن مركز ليفادا في مقالات الصحيفة"، كما حظر نشر أي مواد إعلامية تنتقد التعديل الدستوري حول تصفير فترات حكم الرئيس فلاديمير بوتين السابقة. 

وكشفت هيئة التحرير أيضاً، عن تغيير رئيس التحرير الجديد عنوان مقالة تنتقد شركة "روسنفت" النفطية، وقيامه فيما بعد بحذفها، بحجة "حماية الصحيفة من الدعاوى القضائية الممكنة".

ورداً على اتهامه بفرض الرقابة ونزع استقلالية الصحيفة، قال شماروف، في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية، "كيف يمكن أن تكون الصحيفة مستقلة عن القيادة؟ كيف يمكن أن تكون هناك شركة مستقلة عن القيادة؟"، موضحاً أنه "لا يمكن لرئيس التحرير فرض الرقابة في الصحيفة، لسبب أن الرقابة هي سياسة دولة، وهي محظورة بموجب القانون في روسيا".

وبدأت المشكلات في التفاقم، منذ 13 من الشهر الحالي، بعدما طلب شماروف من مدير موقع الصحيفة شطب مقال رأي يتعرض بالانتقاد لرئيس شركة "روسنفت" إيغور سيتشين، كتبه البروفيسور في جامعة شيكاغو كونستنتين سونينا، تحت عنوان "وقت الحساب العصيب"، وبعد ساعتين من نشره حُذف المقال، وفي حين أكد شماروف أن حذف المقال الذي فيه معلومات خاطئة يجنب الصحيفة محاكمات، أكدت مصادر في "فيدوموستي" لراديو "سفوبودا" أن شطب المقال جاء بعد اتصال من نائب رئيس شركة "روسنفت". 

الكرملين ينأى بنفسه

وبلغت أصداء الخلاف بين صحافيي وقيادة الصحيفة، الكرملين الذي نأى بنفسه عن المشكلة، وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف إن رئاسة البلاد "لم تتدخل في عمل فيدوموستي"، موضحاً أنه "لا أعرف من أي جهة [شماروف] يمكن أن يتلقى توصيات (بشأن حظر انتقاد الإصلاح الدستوري)"، ومؤكداً "كنا وما زلنا مهتمين باستمرار عمل المطبوعات الرائعة والموهوبة مع فرق العمل الموهوبة جدًا في سوق المعلومات لدينا".

وشهدت مواقع مثل "لينتا رو" و" إر بي كا" مشكلات مشابهة في السنوات الأخيرة مع تغيير المالكين وتغير السياسة التحريرية.

ورغم تأكيد الكرملين احترامه حرية الرأي، تعاني وسائل الإعلام الروسية التضييق عليها، والتعرض للعاملين فيها، وقد شغلت روسيا في العام 2019 المرتبة 149 في قائمة دول العالم لحرية الصحافة، سابقة جمهورية الكونغو، ومتخلفة عن هندوراس.

دلالات

المساهمون