تصفير ولايات بوتين في روسيا: "تعيين القيصر"

تصفير ولايات بوتين في روسيا: "تعيين القيصر"

11 مارس 2020
أثار التمهيد لبقاء بوتين في الرئاسة رفض حركات المعارضة(Getty)
+ الخط -
وجهت الصحافة المستقلة الروسية، اليوم الأربعاء، انتقادات إلى مشروع التعديلات الدستورية التي تسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالترشح لولايتين إضافيتين، معتبرة أن الأمر يعكس عجزه خلال عقدين من الحكم، عن إقامة منظومة سلطة لا تعتمد على شخصيته، ويضع روسيا على خطى الأنظمة الاستبدادية في الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى.
وفي مقال بعنوان "التحرري بوتين. إذا لم يكن هو يثق في الدولة، فليس للآخرين سوى الثقة في أنفسهم"، لخّص الصحافي الروسي المعارض أوليغ كاشين، نتائج "الثلاثاء الأعظم"، وقبول بوتين التعديل الدستوري، في عدم ثقته لا في الدولة الروسية ولا في مؤسساتها ولا في أنصاره وقدرتهم على توفير كل ما يحتاجه بدءاً من "الحفاظ على البلاد"، ووصولاً إلى ضمانات شخصية له ولأسرته.
ورأى كاتب المقال الذي نُشر بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، أنّ الخيار الذي حسمه بوتين هو "الأكثر مأساوية"، كونه يكشف عن أنه لم يتمكن خلال 20 عاماً من حكمه، من إقامة جهاز دولة قادر على السير بصرف النظر عمن هو على رأسه.



وذكّر كاشين بأن الشعار "بوتين هو روسيا" كان يردّده منذ فترة طويلة كثيرون، لا بوتين نفسه، الذي لم ينطق بذلك سوى الآن، بعد نحو شهرين من التردد العلني، ما يعني أنه لم تعد هناك أي بوادر للاعتقاد بأن النظام السياسي يقتضي وجود أي رئيس مقبل من أساسه، مشيراً إلى أن بوتين قرر تأجيل "نزع البوتينية" إلى ما بعد عهده.
وبدوره، رأى المحرر السياسي كيريل مارتينوف، بصحيفة "نوفايا غازيتا" الليبرالية المعارضة، أنه كان واضحاً منذ البداية أن حزمة التعديلات الدستورية التي اقترحها بوتين في 15 يناير/كانون الثاني الماضي، لا هدف لها سوى "عدم تغيير أي شيء"، معتبراً أن القطار الذي انطلق أمس يشكل "هدماً للنظام الدستوري".
ولما كانت النائبة بمجلس الدوما (النواب) الروسي فالينتينا تيريشكوفا، وهي أول رائدة فضاء في العالم هي التي اقترحت تصفير ولايات بوتين، أشار مارتينوف إلى أن هذا الخيار يضع روسيا على حافة "الهاوية الكونية"، وعلى خطى الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى. وأضاف ساخراً أن مطار "بايكونور" الفضائي الواقع في كازاخستان، عزز استفادة روسيا من خبرة النظم الاستبدادية الشقيقة في آسيا الوسطى، في إشارة إلى استقالة رئيس جمهورية كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، من منصبه قبل نحو عام، مع الحفاظ على صلاحيات واسعة بصفته "أب الأمة".
كما أثار التمهيد لبقاء بوتين في الرئاسة حتى عام 2036، رفض حركات المعارضة الروسية التي تقدمت إلى رئاسة بلدية موسكو بطلب تنظيم تظاهرات مناهضة لتصفير الولايات الرئاسية وسط العاصمة الروسية، يومي 21 و22 مارس/آذار الجاري، بينما اعتبر المرشح المستبعد من سباق الانتخابات الرئاسية في عام 2018 أليكسي نافالني، أن اقتراح تيريشكوفا يعني "تعيين بوتين قيصراً".



وأقرّ الدوما، اليوم الأربعاء، في القراءة الثالثة والأخيرة، بأغلبية 383 صوتاً، التعديلات الدستورية، والتي من شأنها تعزيز صلاحيات السلطة التشريعية، وتحديد الحد الأقصى للولايات الرئاسية، لكن مع تصفير ولايات بوتين، مما سيتيح له الترشح لولاية جديدة في عام 2024.
ووفق نص الفقرة 3.1 من المادة 81 من الدستور الروسي المعدَّل، يتم إعفاء الرئيس الروسي الذي يشغل منصبه وقت دخول التعديلات الدستورية حيز التنفيذ، من احتساب ولاياته السابقة ضمن الحد الأقصى للولايات الرئاسية.