فقراء العراق... ضحايا الإعلام غير المهني

فقراء العراق... ضحايا الإعلام غير المهني

22 فبراير 2018
من المقطع المتهم بالفبركة (فيسبوك)
+ الخط -
يوماً بعد آخر يتم الكشف عن مواد إعلامية مفبركة يتم من خلالها استغلال فقر بعض الأشخاص لإعداد تقارير لا تمت للحقيقة بصلة، من أجل تحقيق الاختلاف وإثارة مشاعر المجتمع العراقي، وكسب الشهرة سواء لوسيلة الإعلام أو للصحافي نفسه. 

هذا الموضوع لم يحظَ بالأهمية التي يستحقها لولا ما عرضته قناة فضائية عراقية تتلقّى دعماً إيرانياً، بشأن فتاة قالت إنها بيعت من قبل ذويها لإحدى مافيات التسول، وهو ما نفته وزارة الداخلية العراقية لاحقاً وقالت إنّه مجرد فبركة.

وظهرت الفتاة في وقت لاحق وقالت إنّها قبلت بتسجيل المقابلة مع القناة الفضائية مقابل مبلغ مالي بسيط، وهذا ما دفع وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي لإصدار بيان رفض فيه ما وصفه بالتشويه وتلفيق الأكاذيب التي تجعل الصورة أمام الرأي العام قاتمة.

ولفت الأعرجي إلى أنّ وزارته تحتفظ بحقها القانوني الكامل لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الملفقين والكذابين.


إلى ذلك، يقول الصحافي العراقي محمد حسين إنّ عدداً غير قليل من الفضائيات بدأ ومنذ فترة بانتهاج أساليب الكذب والتضليل من أجل الحصول على نسبة مشاهدة عالية، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" أنّ هذا الأسلوب ليس بالجديد على الإعلام العراقي، لكن الأضواء سلطت عليه ربما لدخول جهات رسمية بالدولة العراقية على خط الأزمة.

وأشار إلى وجود مقدمة برامج في فضائية معروفة تقوم باستدراج الفقراء للظهور معها في برامج تمثيلية على أنّها قصص واقعية، مقابل مبالغ مالية زهيدة لا تتجاوز المائة دولار في أحسن الأحوال، مبيناً أنّ هذه الأكاذيب لا يمكن أن تنطلي على العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحافية، لكن الخشية هي من تصديقها من قبل العراقيين الذين يحرصون على متابعة مثل هذه المواد بشغف.
وأضاف "على الرغم من ذكر اسم المقدمة وبرنامجها على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مرة، وفضح أساليبها في الخداع، إلا أنها ما تزال مستمرة في تلفيق القصص التي أصبحت مكررة بشكل واضح، وهذا دليل مؤكد على وجود التمثيل".

وينتقد أستاذ الإعلام في جامعة بغداد علي شاكر، لجوء بعض الإعلاميين إلى تلفيق القصص من أجل الحصول على السبق الصحافي، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" أنّ الكثير من التقارير التي تعرض على الفضائيات العراقية أصبحت خالية من المعنى، ولا يسعى معدوها إلا إلى تحقيق الانتشار.
وحذر من انتشار مصطلح غريب على المجتمع العراقي يوصف بـ "الطشة"، مبيناً أن الانتشار أصبح هو الشغل الشاغل لكثير من معدي التقارير المتلفزة على حساب مشاعر الناس وكرامتهم.

يُشار إلى أنّ "الطشة" مصطلح عراقي محلي يستخدم حين يقوم بعض الأشخاص باختلاق قصص مثيرة للجدل، أو ابتكار روايات ساخنة من أجل الحصول على عدد أكبر من المشاهدات والمشاركات في مواقع التواصل الاجتماعي.