مساحات خضراء... سعادة وتوتر أقل وصحة أفضل
يحرص كثيرون على قضاء أكبر وقت ممكن في الحدائق والمساحات الخضراء، سعياً إلى الراحة بعيداً عن ضغوط الحياة. وقد يكون التنزه فيها قبل العمل أو بعده فرصة لتنشيط الذات. وبحسب كلية الموارد الطبيعية الأميركية، فإن الذهاب إلى الحدائق والمساحات الخضراء له فوائد صحية عدة، منها ما يتعلق بالصحة العقلية. ويتمتع الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الطبيعة بوظائف معرفية أفضل، كما يصبحون أقل توتراً. ويعد هؤلاء أقل عرضة لاضطرابات القلق والاكتئاب، ويحظون بنسبة أعلى من السعادة.
من جهة أخرى، فإن الارتباط بالطبيعة والمساحات الخضراء يساهم في تعزيز التنمية الإيجابية لدى الشباب. وتساهم المتنّزهات في إضفاء فوائد للمجتمعات بشكل أكبر، من خلال توفير مساحات يتجمع فيها الناس ويتفاعلون لبناء التماسك الاجتماعي. وعلى الرغم من القدرة الهائلة للحدائق والمساحات الخضراء على تحسين الصحة، غالباً ما تظل موزعة بشكل غير عادل بين المجتمعات.
وبحسب الأمم المتحدة، بلغت نسبة الأماكن العامة عام 2016 بالكاد اثنين في المائة من مساحة مدن الشرق الأوسط، بالمقارنة مع متوسط 12 في المائة في أوروبا. ويعود ذلك جزئياً إلى ضعف التخطيط الحضري في مواجهة التوسع الحضري السريع.
وفي المنطقة العربية، لاسيما في شبه الجزيرة العربية، المساحات الخضراء باهظة التكلفة وتحتاج إلى موارد. إذ تتطلّب المساحات الخضراء العشبية موارد مائية في منطقة هي الأكثر معاناة من شح المياه في العالم.
(العربي الجديد)