يعاني عدد كبير من الذين أصيبوا بفيروس كورونا من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، قد تكون مرتبطة بالمرض نفسه، بحسب بعض الخبراء. ويقول غي شوشانا (69 عاماً)، الذي أدخل المستشفى في إبريل/نيسان الماضي، إثر إصابته بالفيروس: "بين ليلة وضحاها، فقدت الرغبة في أي شيء".
واعتقد شوشانا لدى عودته إلى منزله، بعد قضاء أسبوعين في مستشفى باريسي، أنه طوى الصفحة مع شفائه. لكنه لم يعد يجد لذة في أي شيء، لا القراءة ولا الطعام ولا حتى الاهتمام بأحفاده أو لقاء أصدقائه. يقول: "كنت أبقى جالساً من الصباح وحتى المساء". فلجأ إلى خدمة المتابعة المنتظمة عبر الهاتف التي يؤمّنها المستشفى للحصول على تشخيص لأعراضه، ما مكّنه من بدء علاج في منتصف الشهر الحالي. وقيل له: "لستَ وحيداً".
العديد من المصابين الذين تعافوا من كورونا يعانون من الأرق أو نوبات كرب (يشبه اضطراب ما بعد الصدمة) ويعجزون عن الاهتمام بأطفالهم. وتقول مديرة شبكة "فونداسيون فوندامنتال" للأبحاث، ماريون لوبواييه: "بعد الإصابة بكورونا، سواء أكانت الأعراض طفيفة أم خطيرة، تزداد مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية". تضيف: "نقدّر أن نحو شخص من أصل اثنين أصيبا بكوفيد سيعاني من أعراض نفسية أو عقلية"، مشيرة إلى أن نسبة احتمال الإصابة بالاكتئاب هي 30 في المائة، واضطرابات الكرب نحو 20 في المائة، واضطرابات النوم نحو 15 في المائة، بالإضافة إلى أعراض إجهاد ما بعد الصدمة.
(فرانس برس)
(الصور: فرانس برس، Getty)