عيد العمّال... عام ثانٍ في ظلّ كورونا
مع بدء انتشار فيروس كورونا الجديد في العالم، كانت دول قليلة قادرة على حماية عمّالها في مختلف القطاعات، المياومين أو العاملين في قطاع الفن أو السياحة والمطاعم وغيرها، من موجات الإقفال العام وبالتالي خسارتهم أعمالهم وانحدارهم إلى الفقر المدقع.
وجهد الملايين حول العالم لتأمين قوت يومهم وتوفير مستلزمات الحياة لأفراد عائلاتهم في ظلّ الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تسبّبت فيها الجائحة. لكنّ كثيرين فقدوا موارد رزقهم وحتى منازلهم، في حين ارتفعت مستويات الفقر لتسجّل نسباً قياسية في دول عديدة، فصارت أعداد كبيرة من الناس تعيش على التبرّعات. وشهدنا على نشاط غير مسبوق لجمعيات خيرية وإنسانية تقدّم معونات عينية وغذائية، وعلى تظاهرات في دول مختلفة ضدّ الإقفال وتوقف الأعمال.
من جهة أخرى، ثمّة عمّال آخرون استنزفتهم أزمة كورونا، من أمثال العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وتقنيين وآخرين في المستشفيات، وكذلك في أجهزة الشرطة، وفي مجال تصنيع المستلزمات الطبية، وغيرهم الكثيرين. هؤلاء، منذ بدء الجائحة، أي منذ سنة ونصف تقريباً، يعملون في الخطوط الأمامية لمواجهتها، وسط ظروف صعبة وفي أحيان كثيرة في ظلّ نقص في المستلزمات الوقائية والمعدات. وقد فقدوا بمعظمهم الحق في الراحة والحصول على عطلة أو حتى استراحة غداء. ومع انطلاق حملات التحصين حول العالم وتوسّعها، قد يعود عيد العمّال في السنة المقبلة بظروف أفضل على هؤلاء جميعاً في كلّ أنحاء العالم.
(العربي الجديد)