Infiesto... مختلّون يعلنون أنها البداية فقط

Infiesto... مختلّون يعلنون أنها البداية فقط

04 مارس 2023
ينتهي الفيلم بخاتمة تقليدية ومألوفة (نتفليكس)
+ الخط -

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء كوفيد-19 التي حصدت عشرات الملايين من الإصابات والضحايا وتسببت في أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية، يعود فيلم Infiesto من إخراج باتكسي أميزكوا، أحدث عروض منصة نتفليكس لعام 2023، إلى بداية الجائحة، وتحديداً عندما فُرض الإغلاق العام لأول مرة في 2020 في إسبانيا، ليخبرنا على لسان إحدى شخصياته المختلة/المجرمة: "إنها البداية فقط".

يبدأ كل شيء في بلدة صغيرة تقع شمال غربي إسبانيا، عندما تجد الشرطة على الطريق السريع فتاة تُدعى سايوا بلانكو (أندريا بارادو) في حالة صدمة وتعنيف جسدي، كان قد أُشيع أنها ماتت بعد اختطافها من قبل مجهولين. على الفور، تطلب الشرطة من المحققين غارسيا (إيزاك فيريز) وكاسترو (إيريا ديل ريو) العمل على القضية ومعرفة الفاعل. يعرض الفيلم إحداثيات قصته بمتوالية تبدأ من "اليوم الأول" من الإغلاق، و"اليوم الثاني" من الإغلاق. هكذا، تتوالى الأحداث وتتكشف الخيوط تباعاً. إلا أن الصعوبة التي يواجهها المحققان تبدو مضاعفة، أولاً بسبب ظروف العمل تحت القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا، وثانياً لأن ضحية الاختطاف بقيت صامتة جراء الصدمة، ورفضت الكلام مع أحد، إلا بالإشارة، رغم الجهود التي تبذلها الطبيبة النفسية معها في المستشفى.

بعد اكتمال أجزاء الصورة العامة للقصة/الجريمة، يتبين أن سايوا ليست الضحية الوحيدة، بل هي جزء صغير من مشهدية أوسع وأخطر، ما يدفع المحققين إلى العمل بأقصى حدودهم، لدرجة أن المحقق غارسيا يفقد أعصابه عندما يحاول خنق أحد المشتبهين بهم الذي يدعى "الشيطان"؛ مختل عقلياً، ظلّ يضحك بشكل هيستيري ويصرخ بجملتين: "هذه البداية فقط"، و"إنها نهاية العالم".

يتوصل المحققان إلى أن هناك عصابة مكونة من ثلاثة رجال، يتخذون من صوامع الجبال مقراً لهم ولطقوسهم الدموية، أحدهم هو إل ديمونيو المُلقب بـ"الشيطان" الذي تكشف إجاباته أنه جزء من تشكيل ديني يقوده شخص اسمه راموس، يُطلق عليه لقب "النبي". كما يعترف "الشيطان" بأن مهمتهم التجهيز والتحضير لـ"نهاية العالم" التي "بدأت مع مجيء جائحة كورونا". وهم لذلك يخطفون الفتيات ويقدموهن كـ"قرابين" و"أضاحي" على مذابح مخصصة في قمم الجبال، في مسعى منهم إلى "تطهير هذا العالم من ذنوبه".

المقاربة التي تناولها الفيلم في عرض جنون البعض بالتزامن مع بدء أزمة كورونا، لم تكن موفقة في ربط العلاقة بين كورونا وسبب إنشاء هذه "التشكيل"، حتى أنها لم توضح العلاقة بين أعضاء "التشكيل الديني" الذين لم تجمعهم سوى جملة: "إنها البداية، إنها البداية". لا نتعرف إلى أي أبعاد نفسية أو غيرها لهذا "التشكيل الديني"، وجلّ ما نعرفه أن من يُدعى "النبي" كان من الهيبيين، وجمع حوله فتيات وشابات يقمن على خدمته، ثم مع تعاطيه المخدرات بطريقة غير معقولة، بدأ يجبرهن على تنفيذ أفكاره الخبيثة التي أدت إلى تشكيل عصابة قتلة، تَقتَنع أنها تتولى مهمة إنقاذ البشرية بتقديم "القرابين/ الفتيات" اتقاء المزيد من "غضب الآلهة".

كما أن عودة الفيلم إلى بداية انتشار فيروس كورونا وفرض إجراءات الإغلاق والحظر العام، وتفعيل قانون الطوارئ في البلاد، لم تعق عمل المُحَققِين، كما هو المفروض، بل إن المحقق غارسيا نادراً ما ارتدى الكمامة، ولم يأبه بأي إجراء من إجراءات كورونا، إنما كانت حياته الخاصة هي التي في حالة يرثى لها، ونتيجة انفعالاته في التحقيق فقد أوقف عن العمل. رغم ذلك، تبع إحساسه في قضية الفتاة، وخاطر بكل شيء من أجل القبض على راموس/النبي، إذ ينجح في مقابلته أخيراً، وهو اللقاء المنتظر، لكنه لقاء بارد، ليس على قدر ذلك الانتظار، ينتهي بفعل تقليدي غالباً ما نشاهده في نهايات هذا النوع من الأفلام التي تستثمر في ما يشهده العالم من كوارث.

المساهمون