مسلسل "قبضة الأحرار": معركة العقول والاستخبارات في غزة

مسلسل "قبضة الأحرار": معركة العقول والاستخبارات في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
21 يناير 2022
+ الخط -

يجسد الفنان الفلسطيني جواد حرودة، شخصية رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي يُدير العمليات ضد قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي، ضمن أحداث مسلسل "قبضة الأحرار"، الذي تنتجه حركة "حماس"، لتقديم الرواية الفلسطينية دراميًا، والمُضادة للرواية الإسرائيلية.
تعتمد أحداث المُسلسل الدرامي، الذي يصفه القائِمون عليه بأنه استخباراتي ومعلوماتي، بشكل أساسي على حرب العقول، كما يسعى إلى عكس رأي الشعب الفلسطيني في الأحداث الدائرة، التي تشهد جولات تصعيد قاسية، يتعرض فيها الفلسطينيون في قطاع غزة إلى الممارسات الإسرائيلية العدائية، ويذهب ضحيتها مدنيون، فيما تقوم الفكرة العامة للمسلسل على التفوق المعلوماتي والاستخباراتي للمقاومة.
تنحصر مهمة رئيس الموساد في المسلسل بتجنيد العُملاء لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وفق تعبير جواد حرودة، إلى جانب إرسال المُستعربين، وتشكيل حماية برية وجوية لهم، كما حدث مع الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي دخلت قطاع غزة، وقد انتهت باستشهاد سبعة فلسطينيين، ومقتل ضابط إسرائيلي، بعد اكتشاف أمرها.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يجسد فيها الفنان الفلسطيني أدواراً لإسرائيليين، حيث جسد حرودة من قبل شخصية "أفيكتور" وهو مدير سجن إسرائيلي، ولعب دورًا لمتعاون أجنبي، إضافة الى تأدية دور زعيم المؤسسة الصهيونية، ويرى في حديث مع "العربي الجديد" أن القيام بدور إسرائيليين يُمكنه من إيصال رسالته، فيما يُحاوِل قدر المُستطاع تجسيد الحقد الإسرائيلي والممارسات العدائية بحق وطنه وشعبه الفلسطيني.
يُجسد حرودة الدور هذه المرة بشكل مُغاير، ليُصوِّر شخصية الضابط الهادئ، والذي يتميز بـ "لازمة" أو حركة، يُكررها للتعبير عن انفعال الغضب. يقول إن "صناعة الدراما الفلسطينية أخذت بالتطور في الأعوام الأخيرة، بعد تحقيق نجاحات كبيرة في إيصال الصوت والصورة والمُعاناة والصمود الفلسطيني"، ويطمح بأن تُصبح صناعة الدراما المحلية قادرة على المُنافسة دوليًا وعالميًا.


أما الفنان الفلسطيني، زُهير البلبيسي، فيُجسد من خلال العمل، دور الضابط الإسرائيلي "ديفيد"، وهو ضابط يشتهر بالدهاء، ولا يفشل في أي عملية يتولى مهمتها، حيث يحصُل على جهاز تجسس من مسؤوله الإسرائيلي "عازرا"، لزراعته برفقة وِحدة إسرائيلية في قطاع غزة، إلا أنه يفشل، ويُقتل بقصف إسرائيلي من مسؤوله بعد فشل مهِمته.
يوضح البلبيسي لـ "العربي الجديد" أن العمل يواجه الهالة الإعلامية الإسرائيلية الكبيرة، حول قدرات العدو الإسرائيلي، والصورة النمطية الخاطئة حول قدراته ومعداته، وأنه غير قابل للفشل، إذ تُثبت أحداث المسلسل أن المُقاومة الفلسطينية، وبما تملكه من أدوات بسيطة، قادرة على إفشال مُخططاته.
يرى الممثل الفلسطيني أن الدراما، من أقوى الأسلحة الفعالة للرد على الرواية الإسرائيلية، التي تزيد في قوة تأثيرها في الشارع عن الخُطب والشعارات الرنانة، وفق توصيفه، إلى جانب قدرتها على إبقاء الذاكرة الفلسطينية متوهجة، فيما تؤكد على فشل المقولة الإسرائيلية بأن "الكبار يموتون والصِغار ينسون".
يُحاوِل العمل الدرامي الفلسطيني إظهار وجهة النظر الفلسطينية، المتمثلة في عكس صورة المُقاوِم الفلسطيني، والحياة الطبيعية للفلسطينيين، فيما يسعى كذلك إلى مواجهة الرواية الإسرائيلية، التي تُحاول تصوير قدراتها الاستخباراتية، ضد المُقاومة، وضد الشعب الفلسطيني.
وتلعب الفنانة الفلسطينية نيفين زيارة دور "سلمى"، وهي فتاة عشرينية تمر بمشكلة اجتماعية، حيث تتم خطبتها لشاب، ومن ثم تفسخ خطوبتها، ويجبرها شقيقها على خطوبة شخص آخر، لتضطر إلى فسخ الخطوبة، وتعاود الرجوع إلى خطيبها، وتمر بأحداث كثيرة تغير نظرتها إلى الأمور كافة، بينما يمُر خطيبها في المسلسل، ويلعب دوره الفنان رشاد أبو سخيلة، الذي يواجه عدة صراعات، في الجانب العسكري والاجتماعي، ويقوم بالتصدي لعملية الاغتيال المعنوي، الذي تسبب به الاحتلال الإسرائيلي، حيث يواجه مشكلة اهتزاز ثقة القيادة به، ويتجاوز الأزمة، ويبرز من خلال دوره تجاوز المقاوِم الفلسطيني للعديد من العقبات والتحديات.
يأتي "قبضة الأحرار" ليمثل ردًا على المسلسل الإسرائيلي "فوضى"، ويجسد تسلل عدد من المستعربين الإسرائيليين إلى قطاع غزة، وذلك من خلال مواجهة الفكرة، بفكرة مشابهة، لثلاثة كتاب ومخرجين فلسطينيين.
يقول مدير إنتاج المسلسل، أحمد قاسم، إن العمل يتحدث عن صراع المقاومة مع الاحتلال، عبر مشاهد في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي أثينا، فيما يعكس الصراعات الإسرائيلية الداخلية بين جهازي الشاباك والموساد، ويتطرق إلى المقاومة الفلسطينية بشكل عام، من دون تحديد فصيل بعينه.
ويشدد قاسم خلال حديث مع "العربي الجديد" على أهمية الدراما في خدمة مختلف القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، إلى جانب أنها تحاول تقديم النصائح الخاصة بالتعامل مع القضايا الأمنية، فيما تعكس عبر مختلف الأحداث تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه رغم كل التحديات.


بدوره، يوضح رئيس دائرة الإنتاج الفني في حركة "حماس"، محمد ثريا، أن "قبضة الأحرار"، ليس العمل الدرامي الأول، إذ سبقه العديد من الأعمال الدرامية التي لاقت رواجًا خلال المواسم السابقة، ومنها مسلسل "الروح"، و"بوابة السماء"، و"الفدائي"، وسلسلة من الإنتاجات الفنية، التي تسعى إلى تصوير الواقع الفلسطيني، وإيصال الرواية الفلسطينية، المُجابِهة لزيف الرواية الإسرائيلية.

ويوضح ثريا في حديث مع "العربي الجديد" أن المسلسل المُقرر عرضه على 12 قناة فضائية، ومنها قنوات "الأقصى"، و"المنار"، و"اليرموك"، و"مكملين"، و"الشرق"، يتحدث عن تطور قدرات المقاومة، وعن صراع الأدمغة مع الاحتلال الإسرائيلي، داخل فلسطين وخارجها، إذ سيتم تصوير جزء من المسلسل في تركيا، لإظهار تفاصيل عمليات الموساد الإسرائيلي، الذي يُدير عمليات اغتيال العقول الفلسطينية خارج فلسطين.

ويؤكد ثريا أن المُشاهِد الفلسطيني والعربي سيشاهد نوعًا جديدًا من الدراما، التي توضح أن مُقاومة الاحتلال لا تقتصر على السلاح فقط، حيث يتم تصوير ثبات الجبهة الداخلية خلال الحرب، والاغتيال المعنوي والترهيب الذي تمارسه قوات الاحتلال، فيما يُسلط الضوء على الهاكرز الفلسطيني، واختراق الحواسيب الإسرائيلية، كذلك على تعامل المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين وفق الشريعة الإسلامية، وتصوير التعامل الهمجي مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

ذات صلة

الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة

سياسة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، إن أكثر من 100 مجندة إسرائيلية رفضن العمل في وحدة المراقبة بجيش الاحتلال إثر صدمة عملية "طوفان الأقصى"

المساهمون