ما سرّ الكلاب الزرقاء والخضراء في روسيا؟

ما سرّ الكلاب الزرقاء والخضراء في روسيا؟

15 فبراير 2021
ظهرت كلاب ملوّنة في الشوارع، ما أثار مخاوف وجدلاً (إنستغرام)
+ الخط -

أثارت صور كلاب ضالة ذات لون أزرق مخاوف السكان في مدينة روسية، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة الأسباب والتأثيرات المحتملة.  

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية صور لمجموعة من الكلاب ذات لون أزرق غير عادي، ما أثار مخاوف من أن تكون الحيوانات قد تعرضت لتلوث كيميائي ما، أو مرض يمكن أن تنقله إلى الحيوانات البرية أو السكان، خاصة أن مجموعة الكلاب شوهدت على أراضي مصنع كيميائي مغلق في مدينة ديرجينسك في مقاطعة نيجني نوفغورود الواقعة في الجزء الأوروبي من روسيا على بعد 400 كلم شرق موسكو. 

ودفع التفاعل الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي السلطات إلى التحرك للتأكد من أسباب ظاهرة التحول اللوني، ومدى خطورته على صحة الحيوانات. وفحص أطباء بيطريون حكوميون مصحوبون بنشطاء رعاية الحيوانات قطيع الكلاب ذات اللون الأزرق، ليخرجوا بتقرير زاد من غموض الأمر.  

وقالت الدائرة الصحافية لإدارة المدينة لوكالة "إنترفاكس" إنه لم يُكشَف عن سبب تلوّن الكلاب باللون الأزرق، مؤكدة أن الفحص كشف أنه لا يوجد خطر على صحة الحيوانات. 

وحسب كبير الأطباء في مستشفى "زوزاشستا" البيطري، دميتري شيغلوف: "عُثِر على حوالى 10 كلاب في المؤسسة، كان لون بعضها أزرق غير طبيعي حقاً. حالة الحيوانات في أثناء الفحص البصري لا تثير الشكوك. المساعدة الطارئة للحيوانات غير مطلوبة"، مشيراً إلى أنه لم يُعثَر على مصدر طلاء في أراضي الشركة.  وأضاف: "من الواضح أن الصبغة دخلت إلى الداخل (داخل الكلاب)، ولكن قبل التشخيص والفحوصات المخبرية، لا يوجد سبب لافتراض أن لها تأثيراً سلبياً في الصحة". 

وأشار الطبيب إلى أنه ستُنقَل الحيوانات إلى المستشفى لإجراء فحص أكثر تفصيلاً. مشيراً إلى أن الكلاب ضالة، لذلك ستُفحَص وتُطعَّم وتُخصى، وبعد ذلك ستُطلَق في مكان إقامتها السابق. 

وفي وقت سابق، قال عمدة مدينة درجينسك، إيفان نوسكوف، على حسابه على إنستغرام، إن "سيناريو التسرب (الكيمياوي)، الذي تحول فرو الحيوانات بسببه إلى اللون الأزرق، غير متسق"، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك أشخاص قد أساؤوا عمداً إلى الكلاب، فستُتَّخَذ الإجراءات التي ينص عليها القانون ضدهم". 

وبعيداً عن التعاطف مع الكلاب الضالة، شكك بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في وجود هذه الكلاب أصلاً، ورأى آخرون أن قطيع الكلاب يعيش في مصنع دهانات مهجور، وربما لهذا السبب اكتسبت اللون الأزرق، محذرين من تأثير سلبي في صحتها، إن كانت الدهانات سامة بسبب العوامل المناخية بعد فترة تخزين طويلة.

وبعد يومين على الضجة بسبب كلاب درجينسك الزرقاء، ظهرت صور وتسجيلات فيديو لكلاب لونها أخضر في مدينة بودولسك جنوبي محافظة موسكو. 

وقال أمين جمعية حماية الحيوانات "زوشيت" لوكالة نوفوستي: "أصبحت الكلاب معروفة منذ أسبوعين، عندما بدأت المكالمات تتوارد حول حيوانات مصبوغة في إحدى مناطق بودولسك. ذهب الخبراء إلى الموقع واكتشفوا أن الحيوانات ملطخة بصبغة، رشّ أحدهم صبغة جافة. الطلاء ليس ساماً، ولكن لا بد من الانتظار، حتى تختفي". 

وتعيش الكلاب والحيوانات الضالة أوقاتاً عصيبة خلال جائحة فيروس كورونا. فمع إغلاق المطاعم والمعامل والكثير من الشركات، ومكوث المواطنين في بيوتهم في فترة الإغلاق، فقدت هذه الحيوانات مصادر طعامها ومطعميها، ما دفع نشطاء حماية الحيوان إلى رفع عرائض تطالب بعناية أكبر بالحيوانات المشردة، وتنظيم حملات توصيل الطعام وتقديم العناية الطبية لها. 

وتفيد إحصاءات وزارة الزراعة الروسية بأن عدد الكلاب في روسيا لا يقل عن 10 ملايين كلب، منها حوالى مليون ضالة ومشردة.  

المساهمون