قادة عملية "البنيان المرصوص" الليبية يحتجون على مسلسل "غسق"
أثار مسلسل "غسق" الذي يتناول عملية "البنيان المرصوص" التي خاضها الجيش الليبي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في 2015، جدلاً، وهو ضمن باقة الأعمال الدرامية المخصصة لشهر رمضان الحالي.
وعبّر عدد من قادة عملية "البنيان المرصوص" ومقاتليها عن رفضهم لطريقة عرض المسلسل لــ"تضحيات الأبطال"، مؤكدين أنهم لم يصدروا أي موافقة لإنتاجه وتصويره، في بيان صدر مساء يوم الاثنين، قبل يوم من بدء عرضه.
وأكد البيان أن قادة عملية "البنيان المرصوص" ومقاتليها يتحفظون عن "خصوصية حقوق الطبع والنشر"، ويرفضون "أي عمل يجسد العملية إلا بإذنهم".
ولفت البيان إلى أن الغرفة اتخذت مجموعة من الإجراءات القانونية إزاء المسلسل، ونُقل عن قادة العملية قولهم: "لم تعلم غرفة عملية (البنيان المرصوص) بهذا العمل إلا بعد استضافتنا وعمل لقاء مع بعض أمراء المحاور والقادة"، مؤكدين أنهم "لم يشاركوا فيه بإعطاء أي معلومة أو قصة تحكي عن حدث وقع في ملحمة (البنيان المرصوص)".
وأوضح البيان أن المسلسل لم يعطِ المقاتلين المشاركين في "البنيان المرصوص" حقهم، و"لم يظهر إلا جزء بسيط وقليل مقارنة بالأعمال الإجرامية الوحشية لتنظيم (داعش) الذي أرهب الليبيين والعالم بأسره خلال فترة من الزمن".
كانت قناة "سلام" الليبية قد أعلنت، يوم الأحد الماضي، عرضها لمسلسل "غسق"، وهو من كتابة سراج هويدي وإخراج أسامة زرق وإنتاج شركة "إيه آر تي برودكشن" ART Production. وعرضت يوم الثلاثاء، أول أيام رمضان، الحلقة الأولى منه، ومدتها نحو 54 دقيقة، وحصدت أكثر من 16 ألف مشاهدة عبر حساب القناة على "يوتيوب".
وقالت القناة، عبر صفحتها الرسمية، إن المسلسل "يؤرخ لصفحة من كتاب (البنيان المرصوص) ضد تنظيم الدولة، ويرصد الأوضاع داخل مدينة سرت تحت سيطرة التنظيم، كذلك يرصد الأوضاع في مدينتي مصراتة وطرابلس ابتداءً من سبتمبر/ أيلول عام 2014، وصولاً إلى ديسمبر/ كانون الأول عام 2016"، تاريخ سقوط الجيزة البحرية آخر معاقل "داعش" داخل سرت.
وأضافت أن المسلسل "يرصد جانباً من نضال الشعب الليبي بكل فئاته وأعماره ضد التطرف والإرهاب واقتلاعه من ليبيا، بعد تضحيات مئات الشهداء".
وحسب تصريحات صحافية محلية لمخرج مسلسل "غسق"، أسامة زرق، فإنه سيعرض في 10 حلقات، بمشاركة عدد من الممثلين من ليبيا وتونس والمغرب ومصر وسورية والأردن. وأوضح رزق أن اسم المسلسل يرمز إلى اللحظة الفاصلة بين الضوء والظلام، و"هي اللحظة التي قصدناها من وراء المسلسل بالمرور من ظلمة الإرهاب وداعش إلى نور تحرير ليبيا".
وأفاد بأن إعداد المسلسل استغرق أكثر من أربعة أشهر، وثلاثة أشهر لتصويره في مدينة أورفا جنوب شرقي تركيا، لكونها "تتوافر على ذات بيئة مدينتي سرت ومصراتة"، مشيراً إلى أن الفريق اضطر إلى تصوير العمل في تركيا بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا، علاوة على توافر متطلبات لوازم الإنتاج في تركيا.
وحصل رزق على عدد من شهادات في الإخراج والإنتاج السينمائي في ليبيا وخارجها لقاء عدد من أعماله التي اشتهر منها الفيلم الوثائقي "النيهوم... سيد الكلمات"، ومسلسلات "فوبيا" الذي عرض عام 2013، و"دراجنوف" (2014)، و"الزعيمان" (2020).
بدأت القنوات الليبية بعرض عدد من الأعمال الدرامية والكوميدية خلال رمضان، منها مسلسل "تخاريف" للمخرج الليبي مؤيد زابطية، والجزء الثالث من مسلسل "شط الحرية"، والمسلسل المنوع "هدرازي".
