طاولة الطعام: اللون البرتقالي يزيد الجوع

طاولة الطعام: اللون البرتقالي يزيد الجوع

08 ابريل 2014
+ الخط -
الهواء والماء والطعام، ثالوث أساسيٌّ لحياة الإنسان. وقد نبالغ في احتفالنا بالطعام كتعويض عن عدم قدرتنا على لمس الهواء أو إضفاء طعم على الماء. من هنا ربما أصبح الطعام رمزاً لنعمة الحياة. وبما أننا كائنات اجتماعية فهذا الرمز يجمعنا من حوله في أفراحنا وأتراحنا. وكنتيجة طبيعية لتطوُّرنا عبر الزمن ووقوفنا على أرجلنا، رفعنا معنا الطعام ووضعناه على مائدة.

إذا هي "مائدة الطعام" تجمع العائلة والأقارب والأهل والأصحاب كلَّ يوم وفي معظم المناسبات والاحتفالات. هي عنصر أساسي في كل منزل، وهي  محور حديثنا مع أستاذة الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية ومهندسة الديكور فدى حطيط.

عن حجم هذه الطاولة وشكلها الهندسي بدأنا حديثنا، فقالت حطيط لـ"العربي الجديد": "المستطيل والمستطيل ـ البيضاوي هما الشكلان المثاليان والأكثر شيوعاً لطاولة الطعام، أما حجمها فتحدده مساحة البيت. هذا بشكل عام، لكن لكل عائلة ومنزل أسلوب عيش مختلف، ومن هنا أنطلق لأصمم الطاولة المناسبة لكل زبون".
وتكمل حديثها شارحة أنّ "المنزل الذي غالبا يستقبل زوَّاراً على الغداء والعشاء، لا بدَّ وأن أعطي طاولة الطعام  فيه حيَّزها المهم في حياة أهله، حتّى لو كانت مساحة المنزل متوسطة أو صغيرة. والمثل القائل إنَّ الحاجة أم الاختراع كان وسيبقى السبب الأساسي لكثير من الحيل والاختراعات في عالم الهندسة الداخلية: فالطاولة المربعة التي تتسع لأربعة أشخاص يمكنها أن تكبر لتصبح مائدة مستطيلة تستوعب 12 شخصاً، طاولة الصالون المنخفضة والصغيرة يمكنها أن ترتفع وتكبر أيضا، حتى أنَّ هذه الطاولة يمكنها أن تختفي تماما على حائط المنزل بشكل لوحة جميلة لتفتح عند الحاجة".

حطيط أشارت إلى أنَّ مائدة الطعام كانت تاريخياَّ حكرا على الملوك والأمراء وعليَّة القوم. ومع اتساع دائرة وسلطة الطبقة الوسطى وتطور وضعها الاجتماعي والاقتصادي انتقلت هذه العادة إليها لتلبي حاجاتها، ومن هنا، فإن "مقاسات طاولة السفرة لا بدَّ وأن تتناسب أيضاً مع مقاسات جسمنا، فيدنا لا يمكنها أن تتناول الطبق إذا إبتعد عنها أكثر من 60 سم، وكل شخص يحتاج إلى مساحة 45 سم عرض ليجلس ويتحرَّك بشكل مريح، كذلك الأمر بالنسبة لارتفاع الكرسي عن الأرض 45 سم. هذه هي الأسس التي يجب أن تنطلق منها تصاميم المفروشات مهما اختلفت وتنوَّعت".

أما الناحية الفنية والجمالية فهي تعود لإبداع المصمم وقدرته على الابتكار مع مراعاته للكلفة المادية: "الموضة تتجدد دائما، فآخر صرعات الطاولات مثلا عبارة عن قطعة خشب كبيرة بكل شوائبها وعدم تناسقها لتكون المائدة أشبه بجذع شجرة، كذلك يدخل الزجاج والرخام والحديد والبلاستيك والسيراميك والمعادن الأخرى لتلبية معظم الأذواق. بالنسبة للألوان فالخيارات واسعة ولا حدود لها".
آخر الدراسات تقول إنّ اللون البرتقالي يشعر الإنسان بالجوع: "لذلك فهو مناسب جدا لغرف الطعام ومن المستحب إضافته اليها. الإضاءة أيضا مهمة جدا، فإذا استثنينا الأجواء الرومانسية التي يحبّ البعض إضفاءها على مكان الطعام مع ما تتطلبه من إضاءة خافتة، فطاولة السفرة تحتاج إلى إضاءة مباشرة بقوة 500 واط لنرى بوضوح ما عليها من أطايب وأطباق".

أخيراً، وعن شكل المائدة المفضَّل لديها كمهندسة ديكور: "الطاولة المستديرة بكل تأكيد. فهي أكثر إلفة وتواضع. تحضن المحيطين دون تمييز حتى لو فاقوا قدرتها على استيعابهم. الطاولة المستديرة كقلب الأم الذي يلم كل الأبناء دون تفرقة مهما زاد عددهم". 

دلالات

المساهمون