جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد... هكذا كانت بعلبك

جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد... هكذا كانت بعلبك

01 ابريل 2021
تشمل الجولة 38 محطة في بعلبك الحاضر والمتخيلة (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت المديرية العامة للآثار في لبنان، أمس الأربعاء، بالتعاون مع المعهد الألماني للآثار وشركة "فلاي أوفر زون" الأميركية المتخصصة في تصميم الجولات الافتراضية، إطلاق تطبيق "إعادة إحياء بعلبك: المعابد".

والتطبيق هو الأول ضمن سلسلة تطبيقات ستقدم جولات افتراضية في المواقع الأثرية بمدينة بعلبك، في إطار مشروعٍ لإعادة إحياء المدينة. يأتي ذلك بالتزامع مع انطلاق حملة تبرعات لترميم المنازل التراثية التي طاولها الدمار جراء انفجار مرفأ بيروت.

ويركز تطبيق "إعادة إحياء بعلبك: المعابد" على معابد المدينة، حيث يأخذ المستخدم في جولة افتراضية يستكشف خلالها هذه المعابد بصورتها الحالية في وقتنا الحاضر.

كذلك يعيد تصميم المعابد لتحاكي صورتها القديمة قبل آلاف السنين بفضل تقنية الرسومات الحاسوبية المتطورة التي يتميز بها، مانحاً المستخدم فرصة للسفر عبر الزمن، لمعايشة أجواء المعابد في العصور القديمة، وتكوين فهم شامل لتاريخها وأهميتها، إلى جانب الترويج لمدينة بعلبك كوجهة سياحية بارزة في لبنان.

وتسلط الجولة الافتراضية الضوء على مجمع معابد بعلبك الشهير الذي يُعد واحداً من أضخم المواقع الدينية الرومانية في العالم، ويضم معبد جوبيتير هليوبوليتانوس، ومعبد باخوس، ومعبد فينوس، ومعبد الميوزات.

وتشتمل الجولة على 38 محطة يمكن المستخدم التوقف فيها واستكشافها، مستفيداً من الشروحات والتعليقات الصوتية المصاحبة التي أعدّها خبراء المعهد الألماني للآثار بأربعة لغات هي: العربية والإنكليزية والألمانية والفرنسية.

وتعليقاً على إطلاق التطبيق، قالت مارغاريت فان إس، مديرة قسم الشرق في المعهد الألماني للآثار ورئيسة البحث العلمي في بعلبك "إن الإبهار في بعلبك لا يقف عند المعابد الرومانية فقط، بل يكمن أيضاً في تاريخ المدينة الممتد منذ قرابة 10 آلاف عام".

جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد... هكذا كانت بعلبك- "فلاي أوفر زون" والمعهد الألماني للآثار
من معابد بعلبك (الصورة من "فلاي أوفر زون" والمعهد الألماني للآثار)

وأضافت: "بصفتي عالمة آثار، يمكنني أن أتصور كيف كان شكل هذا المكان المميز في العصور القديمة استناداً إلى نتائج البحوث التي توصلنا إليها. من الرائع أن يُعاد تصميم الشكل القديم لهذه المعابد وأن يعرضها التطبيق ليستمتع الجميع في مختلف أنحاء العالم بمشاهدتها".

من جانبه، قال برنارد فيشر، مؤسس ورئيس شركة "فلاي أوفر زون": "كان هذا المشروع حلماً لـ"فلاي أوفر زون" تحوَّل إلى واقع. أهمية هذا الموقع لا تكمن في ضخامته فقط، بل في مكانته الثقافية أيضاً. فقديماً، كان يأتي الناس من أقاصي الإمبراطورية الرومانية ليستشيروا كهنة بعلبك، بل ولدينا وثائق تدل على أن الأباطرة أنفسهم كانوا يفعلون ذلك".

وأضاف: "نستخدم الآن كل ما تعلمناه لنذهب ببعلبك إلى الفصول الدراسية والبيوت ليتعرف إليها الطلاب وعامة الناس. نأمل أن يقوم آلاف الأشخاص بتنزيل التطبيق واستخدامه وأن تدفعهم الجولة الافتراضية إلى زيارة بعلبك على أرض الواقع بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة السفر الدولي مجدداً".

جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد... هكذا كانت بعلبك- العربي الجديد
يعيد التطبيق تصميم المعابد لتحاكي صورتها القديمة قبل آلاف السنين (العربي الجديد)

ويمكن تنزيل تطبيق "إعادة إحياء بعلبك: المعابد" واستخدامه بالمجان "بفضل الدعم السخي المقدم له من بسام الغانم (رجل الأعمال الكويتي) الذي موَّل المشروع تخليداً لذكرى والديه يوسف وإلهام الغانم"، وفق ما ذكر البيان.

وكان التطبيق قد أُطلِق في حفل أقيم عبر الإنترت اليوم بمشاركة عباس مرتضى، وزير الثقافة والزراعة في لبنان، وسركيس خوري، المدير العام للآثار، ومارغاريت فان إس، مديرة قسم الشرق في المعهد الألماني للآثار، وبرنارد فيشر، مؤسس ورئيس شركة "فلاي أوفر زون"، وهينينغ بورويتز، منسق مشروع بعلبك. وأدارت الاجتماع لور سلوم، عالمة الآثار المسؤولة عن بعلبك في المديرية العامة للآثار في لبنان.

هكذا كانت بعلبك- "فلاي أوفر زون" والمعهد الألماني للآثار
يستخدم المشروع لدعم البيوت التراثية في لبنان (الصورة لفلاي أوفر زون والمعهد الألماني للآثار)

وعلى هامش المشروع، تعاونت المديرية العامة للآثار مع Arc En Ciel، منظمة لبنانية غير حكومية، لإطلاق سلسلة من الدورات التدريبية المهنية الممولة جماعياً حول الحرف التراثية.

وستستثمر تبرعات التمويل الجماعي في تدريب قرابة 100 شاب وحرفي وعامل وتزويدهم بالخبرات اللازمة من أجل امتلاك مهارات تدريبية، لدعم مشروعات ترميم بيروت، ولا سيما إعادة تأهيل البيوت التاريخية التي تضررت جراء انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.

وسيسهم التدريب في إعادة إحياء الحرف التقليدية التي تميّزت بها بيروت، ممهداً الطريق لدعم أساليب الترميم وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.

يعمل التطبيق على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بنظامي أندرويد وآيفون، والحواسيب بنظامي ماكنتوش وويندوز 10، وسماعات الواقع الافتراضي من نوع Oculus Goو Oculus Questو Oculus Riftو Oculus Rift-Sو HTC Vive ويمكن تنزيله من متاجر التطبيقات ذات الصلة.

المساهمون