جدل حول الأعمال الدرامية الرمضانية في تونس

جدل حول الأعمال الدرامية الرمضانية في تونس

17 مارس 2024
لاقى مسلسل "باب الرزق" الاستحسان لطابعه الاجتماعي والأسري (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد أسبوع من بداية عرض الأعمال الدرامية التونسية في رمضان، تباينت آراء المشاهدين حول مستواها الفني، مع تركيز على "رقوج"، "الفلوجة"، و"باب الرزق"، حيث استحسن البعض معالجتها لقضايا اجتماعية وتربوية.
- تواجه الدراما التونسية تحديات مثل تزامن أوقات البث وقرارات تجارية تؤثر على الوصول للجمهور، بالإضافة إلى جدل حول تمثيل قطاعات معينة كالصيدلة في "الفارمسي".
- شهر رمضان يعد سوقًا رئيسيًا للإعلانات في تونس، مع تأكيد النقاد على صعوبة الحكم على الأعمال الدرامية بعد عرض حلقات محدودة، مما يعكس التحديات والديناميكيات المعقدة لصناعة الدراما.

بعد مرور أسبوع على عرض الأعمال الدرامية التونسية، وهي "رقوج" الذي يبث على قناة نسمة الجديدة و"الفلوجة" على قناة الحوار التونسي و"باب الرزق" على القناة الأولى للتلفزيون التونسي، بالإضافة إلى ستة مسلسلات كوميدية، هناك حالة من عدم الرضا لدى المشاهد التونسي عن هذه الأعمال واختلافات في الرأي حول مستواها الفني.

ففي حين يرى بعضهم أن تلك الأعمال على قلتها اجتهدت في تقديم طبق تلفزيوني رمضاني للمشاهد التونسي، اعتبرها بعضهم الآخر أنها لا ترتقي إلى مستوى الأعمال الجيدة.

بالرغم من ذلك هناك أعمال لاقت الاستحسان مثل مسلسل "باب الرزق" للمخرج هيفل بن يوسف لطابعه الاجتماعي والأسري، ومسلسل "فلوجة" (الجزء الثاني) للمخرجة سوسن الجمني الذي أثار الجدل بسبب الموضوعات التي يتناولها، وكشف من خلالها واقع المنظومة التربوية في تونس، والتراجع الكبير الذي تعرض له النظام التعليمي، وبروز آفات اجتماعية في الوسط المدرسي كالمخدرات والعنف.

أما مسلسل "رقوج" فرأى بعضهم أنه استفاد من اسم مخرجه عبد الحميد بوشناق نجل الفنان لطفي بوشناق، وقد ذهب الإعلامي هشام الحاجي إلى حدّ القول: "حين تكون ابن لطفي بوشناق يحق لك أن تغرقنا ببذاءة تتحول إلى إبداع، وتتهافت القنوات على بثها، عن عبد الحميد بوشناق أتحدث".

إلا أن أغلب الآراء أجمعت على أن مستوى الأعمال التونسية لم يرتقِ إلى سقف توقعات التونسيين منها، وهو ما أكده عدد من النقاد، فقد كتب جوهر أولاد حمودة: "تلفزاتنا ورمضان ازدحام في أسواق التفاهة، الفن في خدمة الرق الجديد".

وتتزامن الأعمال الدرامية الرمضانية التونسية هذه السنة في أوقات بثها، مما يصعب على المشاهد متابعتها كلها، خاصة أن التلفزيون التونسي اختار هذه السنة عدم بث مسلسل "باب الرزق" على قناته في يوتيوب أسوة بالسنوات الماضية.

وبحسب تصريح لمصدر من إدارة التلفزيون لـ"العربي الجديد"، فإن "هذا الاختيار يعود إلى رغبة القناة في أن يشاهد التونسيون المسلسل عند بثه على القناة الأولى لا أن يشاهده عند إعادة البث أو عند بثه في يوتيوب، لأن تجربة السنوات الماضية سبّبت خسائر للتلفزيون بسبب رفض المعلنين التجاريين بث إعلاناتهم عند عرض المسلسل في القناة لضعف نسب المشاهدة مقارنة بنسب المشاهدة على يوتيوب"، وأضاف أن "مسلسل باب الرزق سيعاد بثه بعد انتهاء شهر رمضان حتى تستفيد القناة مالياً".

من ناحية أخرى، أدانت نقابة أعوان الصيدليات ما يتمّ تقديمه في المسلسل الكوميدي "الفارمسي" (الصيدلية) الذي يبث على القناة الأولى في التلفزيون التونسي معتبرين أنه أساء للعاملين في قطاع الصيدلة، وهو ما نفاه محمد أمين البلدي مخرج المسلسل الذي أكد أن العمل يحترم العاملين في هذا القطاع ولم يسئ إليهم بأي نوع من أنواع الإساءات.

قياس نسب مشاهدة الأعمال

كما عبّر مجدي الحسيني منتج مسلسل "أولاد الحي في دبي" عن رفضه لما تنشره بعض مكاتب قياس نسب المشاهدة عن العمل الذي يُبث على قناة  تلفزة تي في، معتبراً أن الهدف من ذلك دفع المعلنين التجاريين إلى عدم بث إعلاناتهم أثناء عرض العمل وهو ما قد يسبّب خسائر للقناة والشركة المنتجة.

وعاد الجدل حول قياس نسب المشاهدة إلى السطح من جديد، في ظل غياب قانون تونسي ينظم هذا القطاع، رغم أنه على عكس السنوات الماضية، لم تنشر الشركات أرقامها للعموم حول نسب المتابعة للأعمال التونسية الرمضانية، لكنها ترسلها إلى شركات الإعلانات التجارية وهو ما رأى فيه بعضهم رغبة في توجيه هذه الشركات إلى قنوات تلفزيونية دون أخرى، وهو ما أضرَّ بعدد من القنوات منها قناة  تلفزة تي في التي دخلت لأول مرة منذ تأسيسها سباق بث أعمال درامية ومسلسلات كوميدية تونسية.

وبغض النظر عن رأي التونسيين في الأعمال الدرامية يرى أصحاب القنوات التلفزيونية في شهر رمضان سوقاً للإعلانات التجارية، إذ يتمّ ضخ أكثر من 60 في المائة من الحقيبة المالية للإعلانات التجارية في السوق التونسية والمقدرة بـ 220 مليون دينار (حوالي 72 مليون دولار ) خلال شهر رمضان، لذلك ترتفع حدة المنافسة بين هذه القنوات.

وذهب بعض النقاد إلى أن من المبكر الحكم على الأعمال الدرامية بعد بث ست حلقات منها، وقد تتغير النظرة إليها بعد استكمالها، مثلما حصل في رمضان 2023 للجزء الأول من مسلسل "الفلوجة" الذي تعرض لنقد كبير في البداية ليشيد به النقاد والمشاهدون بعد استكمال حلقاته.

المساهمون