جدل بعد وصف الرئيس الجزائري صحافياً موقوفاً بـ"مفتعل الحرائق"

جدل بعد وصف الرئيس الجزائري صحافياً موقوفاً بـ"مفتعل الحرائق"

03 يونيو 2021
الصحافي الموقوف بسبب كتاباته رابح كارش (تويتر)
+ الخط -

أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وصف فيها صحافياً موقوفاً في السجن بأنه "مفتعل الحرائق"، جدلاً كبيراً، إذ رفضها صحافيون ومحامون، واعتبروا أنها إدانة سياسية مسبقة لصحافي، وتوجيه للقضاء وإخلال بقرينة البراءة، لكون الصحافي لم يُدَن بعد.

وقال الرئيس تبون في حوار نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية، رداً على سؤال عن توقيف الصحافي رابح كارش، وهو مراسل صحيفة "ليبرتي" في منطقة تمنراست، أقصى جنوبيّ البلاد، على  الرغم من أن الدستور الجزائري يتضمن مادة تمنع سجن الصحافيين بسبب كتاباتهم، إنّ هذا الصحافي "مفتعل حرائق أراد اللعب على موضوع حساس، وهذا أمر خطير".

لم يكشف الرئيس عن طبيعة الكتابات المقصودة، لكنه كان يشير إلى كتابات تخص معاناة السكان المحليين في منطقة الجنوب ذات الخصوصية الإثنية، حيث السكان الطوارق (أمازيغ الصحراء)، إذ يعيش سكان مناطق الجنوب مشكلات اجتماعية أكثر تعقيداً من مناطق الشمال، على الرغم من أنّ مناطق الجنوب هي منبع النفط الذي يمثل 98 في المائة من مداخيل البلاد، دون أن تستفيد هذه المناطق من بنى تحتية وتنمية متوازنة.

وكانت شرطة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مدينة تمنراست قد استدعت الصحافي كارش منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي للتحقيق معه، عن مقالات نشرها عن مظاهرات نظمها سكان المدينة قبل أن يقرر قاضي التحقيق حبسه.

ورفض القضاء الجزائري إخلاء سبيله، ووجهت إليه تهمة "إنشاء وإدارة حساب إلكتروني مخصص لنشر معلومات وأخبار من شأنها إثارة التمييز والكراهية في المجتمع"، و"الترويج العمدي لأخبار وأنباء كاذبة أو مغرضة بين الجمهور، ليكون من شأنها المساس بالأمن والنظام العمومي" و"العمل بأي وسيلة كانت على المساس بسلامة وحدة الوطن".

لكن صحافيين ومحامين في هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي، انتقدوا تصريحات الرئيس تبون بشأن الصحافي رابح كارش، واعتبروها تدخلاً وتأثيراً سياسياً بالقضاء والسعي للتأثير فيه. وعلق المحامي عبد الغني بادي على تصريحات الرئيس، بأن "إطلاق تبون لوصف مفتعل الحرائق على صحافي جريدة ليبرتي المسجون رابح كراش، بمثابة حكم مسبق ودوس قرينة البراءة، وتأثير صارخ في أحكام القضاء قبل صدورها، وتأكيد مرة أخرى أن تغوّل السلطة التنفيذية على الوظيفة القضائية صار علنياً".

وكتب الصحافي بوعلام غمراسة: "من أكبر عيوب رئيس البلاد، فقدان القدرة على التمييز، لا يعرف ولا يعي ولا يستوعب أن الخوض في ملف محل تحقيق قضائي، يسيء إلى القضاء ويهدُم المبدأ الدستوري للفصل بين السلطات. كارثة حقيقية أن تبون لا يدرك أن رئيس الجمهورية إذا أعلن موقفاً من شخص في الحبس المؤقت، يشكل تأثيراً بالقضاء".

وأدت تصريحات سابقة للرئيس تبون قبل عام في حق صحافي آخر كان موقوفاً في السجن، خالد درارني، ووصفه "بالخبارجي" (متخابر) مع سفارة أجنبية، وكان يقصد بها السفارة الفرنسية، إلى توجيه القضاء نحو إدانته بعام سجن نافذ قضاها كاملة، حيث تعد مثل هذه التصريحات إدانة سياسية مسبقة، توجه القضاة نحو إدانة المتهمين.

المساهمون