الصراع في السودان... سلاح الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة

الصراع في السودان... سلاح الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة

30 ابريل 2023
باتت الساحة الرقمية مصدراً أساسياً لنقل الأخبار (مروان علي/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

بالتزامن مع المعارك المستمرّة في السودان منذ 15 إبريل/ نيسان الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يخوض طرفا الصراع حرباً أخرى موازية، مُستخدمين سلاح الأخبار الكاذبة والمعلومات المُضلّلة.

ومع مغادرة مجموعة كبيرة من الصحافيين ومراسلي الإعلام الأجنبي السودان، خوفاً على حياتهم، باتت الخرطوم بقعة معتمة إخبارياً ومسرحاً لانتشار الأخبار الكاذبة والمضللة. ويواجه الصحافيون الذين بقوا في المدينة عراقيل لوجيستية تتعلق بصعوبة الوصول إلى بعض المواقع القتالية بسبب إغلاق الطرق، إضافة إلى أن تلك المواقع قد تكون مكشوفة، ما قد يعرّض الفرق الإعلامية لمخاطر أكبر. ونتيجةً لذلك، باتت وسائل الإعلام الكبرى ترفض إرسال أطقمها إلى الأرض، وتفضل سلامة صحافييها على السبق الصحافي والتغطية الإعلامية.

ومن هنا باتت الساحة الرقمية مصدراً أساسياً لنقل الأخبار ومستجدات الميدان، ما دفع وحفّز طرفي النزاع على توظيفها في حربهما الدائرة. هكذا اشتعلت المعركة الرقمية بضخ كم هائل من المعلومات المُضلّلة والمواد التفاعلية الزائفة من صور وفيديوهات وأخبار.

تداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، صورة ادّعت أنّها لهروب عناصر من الجيش المصري بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مطار مروي في السودان. وزعمت أنه ألقي القبض على أغلب الجنود المصريين، وتجري مطاردة البقية.

ووجد تحقيق لـ"مسبار"، المنصة العربية لتقصّي الحقائق، أنّ الادعاء مضلّل والصورة قديمة، نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي منذ آذار/ مارس عام 2022، ولا علاقة لها بالأحداث الجارية في السودان. وبمقارنة لباس الجنود الظاهرين في الصورة بلباس الجيش المصري، يظهر أنّ هناك تطابقاً بينهما، وأنّها تعود بالفعل إلى عناصر من الجيش المصري، إلا أنّ تداولها القديم ينفي الادّعاء المتداول.

كذلك وجد تحقيق لـ"مسبار" أن فيديو المروحيات التي تحلّق في سماء السودان بعد الاشتباكات الأخيرة، الذي ادّعى ناشروه أنّه يعود لمروحيات تابعة للجيش السوداني تحلّق في أجواء العاصمة الخرطوم، قديم ونشرته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في آب/ أغسطس عام 2022، لعرض عسكري.

كذلك انتشرت أخبار كثيرة وصور وفيديوهات ادعت تهريب الرئيس السوداني السابق عمر البشير من السجن، وهو ما تبين أيضاً أنه خبر كاذب. فالصور المتداولة لموكب سابق لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، عند وصوله إلى حفل تخريج طلاب حربيين في جامعة كرري الحكومية في أم درمان يوم 25 يناير/ كانون الثاني الفائت، أي قبل الاشتباكات بأشهر.

تُشكّل هذه المواد أعلاه بعضاً مما نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل طرفي النزاع في عملية تسابق للأخبار الكاذبة والزائفة لتحقيق مكاسب على الصعيد الداخلي أو الإقليمي والدولي، أو لكسب رأي عام موالٍ.

وفي جانب آخر، أدى قرار إيلون ماسك بإزالة العلامات الزرقاء من حسابات تويتر إلى تسريع انتشار المعلومات المضللة في السودان، حيث قام حساب يزعم أنه يمثل قوات الدعم السريع، مكتمل بعلامة زرقاء، بالتغريد بأن محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد مات في القتال الدائر في السودان، في ما شاهد ما يقرب من مليون شخص هذه التغريدة. وتعتبر هذه الحادثة واحدة من عشرات الأخبار الزائفة المتداولة عبر الحسابات الموثّقة على منصّة تويتر التي انتشرت وجرى التفاعل معها باعتبارها موثوقة.

كذلك تحدث خبراء عن إعادة تفعيل حسابات تحديداً على منصّة تويتر لنشر دعاية وبروباغندا لقوات الدعم السريع، فيما ساعدت خدمة العلامة الزرقاء في تويتر بإضفاء الموثوقية على بعض هذه الحسابات.

 

المساهمون