الإعلام النيوزيلندي: انحياز لإسرائيل يقتبس من الميديا الغربية

الإعلام النيوزيلندي: انحياز لإسرائيل يقتبس من الميديا الغربية

06 مارس 2024
يساير الإعلام الغربي سياسة الحكومات (العربي الجديد)
+ الخط -

تُتّهم وسائل الإعلام النيوزيلندية بأنها تسير على خطى وسائل إعلام كبيرة في جميع أنحاء العالم الغربي، من ناحية تضخيم رواية الاحتلال الإسرائيلي، مع تهميش وجهات النظر الفلسطينية. وقد نظّم المئات، خلال الأسبوع الماضي، مسيرة تضامن مع فلسطين في مدينة أوكلاند النيوزلندية، دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العدوان على قطاع غزة، إذ أدان المتحدثون تحيز الإعلام ودعايته المؤيدة لإسرائيل. ولوّح نحو 500 متظاهر بالأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"قتل الأطفال ليس دفاعاً عن النفس". وأدانوا وسائل الإعلام النيوزيلندية لاعتمادها على التغطية الغربية "المعيبة"، والصحافيين المرافقين لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، قال سكرتير شبكة التضامن مع فلسطين، نيل سكوت، خلال المظاهرة، إن وسائل الإعلام النيوزيلندية "تسلخ" المعلومات "لخلق تصورات عامة، بدلاً من إعلام الجمهور بالحقائق حتى نتمكن من التوصل إلى نتيجة مفادها أن ما تفعله إسرائيل في غزة هو إبادة جماعية".

انحياز الإعلام النيوزلندي

ونقل موقع إيجا باسيفيك ريبورت عن الناشط النيوزيلندي، جون مينتو، قوله إن "الكثير من الدعاية الإسرائيلية التي تقود الهجوم الضخم على الفلسطينيين في غزة قد تتفكك بسرعة، لكنها لا تتلقى التغطية المناسبة في الدول الغربية مثل نيوزيلندا". وأضاف أن "المزاعم مثل قطع رؤوس الأطفال، والادعاءات المتعلقة بالاعتداءات الجنسية المروعة، والادعاءات المتعلقة بتورط وكالة أونروا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول قد انكشفت جميعها، ولكنّ النيوزيلنديين لم يفهموا هذا".
وقدّم مثالاً بأن "الادعاءات التي نُشر عنها دولياً أن المتظاهرين المؤيدين لفلسطين هتفوا عبارات معادية للسامية خارج دار الأوبرا في سيدني بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول قد ثبت أنها مجرد هراء كما كانت دائماً". وختم بأنه "على الرغم من نشر وسائل الإعلام النيوزيلندية للادعاءات الأولية على نطاق واسع، إلا أننا لسنا على علم بأي تصحيحات أو اعتذارات، أو تعديلات من شأنها نقل الحقيقة إلى النيوزيلنديين".
من جهته، يورد موقع سكوب النيوزيلندي أنه "في هذا البلد، أصبح هناك هيكل واضح في التغطية الإعلامية لغزة. أولاً، هناك غلبة للمتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية/الجيش الإسرائيلي في نشرات الأخبار". ويوضح: "في يوم إخباري نموذجي، ستنقل وسائل الإعلام كلمة عن الفظائع الأخيرة التي ارتكبها جيش الدفاع الإسرائيلي، ثم تقدم صوتاً لتبرير أفعال جيش الدفاع الإسرائيلي لها، وبعد ذلك، قد يتمكن شخص آخر من وصف المذبحة على الأرض". يضيف الموقع: "يميل الأشخاص الذين يقدّمون هذا الوصف إلى أن يكونوا من غير العاملين في الأمم المتحدة أو منظمة أطباء بلا حدود، أو أي وكالة إغاثة أخرى".
ولاحظ الموقع أن "الإطار التفسيري الإعلامي يميل إلى أن يكون إسرائيلياً بنسبة 95 في المائة"، وأن الصحافيين اليهود الذين يقدّمون رؤية إنسانية لغزة والوضع فيها "غائبون تماماً عن التغطية الإعلامية لنيوزيلندا".

الإعلام يساير السياسة الخارجية

يلاحَظ أن الإعلام الغربي عادة ما يساير سياسة بلدانه الخارجية عندما يتعلّق الأمر بالعدوان على قطاع غزة والقضية الفلسطينية، وينطبق ذلك على إعلام أميركا وبريطانيا وأستراليا، كما يظهر من المقارنة بين بيانات الدول وتقارير إعلامها.
بدوره، نشر موقع نيوزروم النيوزيلندي عن جون هوبز وريتشارد جاكسون أن "حكومة نيوزيلندا قالت مراراً وتكراراً إننا ننتهج سياسة خارجية مبدئية ومستقلة. ولكن من الواضح أننا نخذل الشعب الفلسطيني في ما يتعلق بقيمنا المعلنة".
وأوضح المقال: "نحن نتحدث عن دعم عملية السلام (اتفاقيات أوسلو 1993) وحل الدولتين، لكننا نفشل في القيام بأي شيء استباقياً لإبقاء هذا الاحتمال حياً". يتابع الكاتبان: "قد يجادل المرء أنه ببساطة لا يمكن كسب أي شيء من سعي نيوزيلندا إلى دفع عجلة حل الصراع. ففي نهاية المطاف، نحن بلد صغير، ويجب أن يكون تركيزنا أقرب إلى وطننا، هكذا تقول الحجة. لكن هذا لا يفسّر تورطنا في الشأن الأوكراني، والأفغاني في الماضي القريب".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

يبدو أن الإعلام النيوزيلندي لا يحب إغضاب أميركا، كما لا تحب السياسة الخارجية النيوزيلندية فعل ذلك. يقول الكاتبان: "ما يبدو أكثر أهمية هو خطر إغضاب حليفتنا الرئيسية الولايات المتحدة، المستثمرة بعمق في الصراع ومصلحتها الجيواستراتيجية في دعم إسرائيل بأي ثمن".
"إن غياب صوت حكومة نيوزيلندا بشأن الصراع، أو خطابها المحايد الذي صيغ بعناية، ويهدف إلى عدم الإساءة إلى أصدقائها المقربين من التحالف الغربي الناطق باللغة الإنكليزية، خذل الشعب الفلسطيني وفشل فشلاً ذريعاً"، يقول المقال.
يدعو المقال نيوزيلندا إلى "أن تقف بحزم خلف الشعب الفلسطيني، لأن صمتنا يديم الظلم، ويفشل في محاسبة إسرائيل، ولا يتماشى مع نهجنا المبدئي والمستقل القائم على القيم في السياسة الخارجية". 
من جانبه، قاد سكوت وفداً من المتظاهرين إلى مقر تلفزيون نيوزيلندا، مستشهداً بأمثلة عدة على المعلومات المضللة عن عدم وجود تغطية عادلة و"صادقة". لكن الإدارة رفضت التحدث إلى المتظاهرين، ولم يغطِّ فريق 1News الاحتجاج، بحسب ما نقله "إيجا باسيفيك ربورت". وأضاف أن "ما تفعله إسرائيل في فلسطين هو فصل عنصري، وما تفعله إسرائيل في فلسطين هو احتلال، وكلا الأمرين يمثّل جرائم ضد الإنسانية". وعندما سأل سكوت الجمهور "وماذا تقول وسائل الإعلام النيوزيلندية حول هذا الأمر؟"، أجابوا: "لا شيء!".

المساهمون