"ابتسم أيها الجنرال" وكل تلك المتابعة

"ابتسم أيها الجنرال" وكل تلك المتابعة

03 ابريل 2023
تُحصر شخصية الرئيس في صراعات عائلية (العربي 2)
+ الخط -

رغم بعض الانتقادات التي لاقتها الحلقات الأولى من مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" (كتابة سامر رضوان وإخراج عروة محمد)، لا يزال المسلسل يستقطب أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي.
أسباب كثيرة وراء نجاح "ابتسم أيها الجنرال"، لعل أبرزها يكمن في سعي المشاهد العربي إلى معرفة ما يجري داخل أروقة وقصور الحكام وأصحاب السلطة، والأمثلة كثيرة على الانتاجات المشابهة، ومنها ما قدمته الدراما المصرية منذ سنوات. لكن الفرق هنا هو الكلام عن عاصمة افتراضية يحكمها رئيس يُدعى فرات (مكسيم خليل)، المهووس بالسلطة والتحكم بمصائر الناس.
يبدو واضحاً أن نص الكاتب سامر رضوان لم يتغير، لطالما كان اتجاه رضوان إلى النفس المعارض، وتسليط الضوء على الفساد، خصوصاً ذلك المرتبط بالسلطة العسكرية والضباط، وكانت له تجربة في ذلك عندما قدم عام 2019 "دقيقة صمت"، وبنى أيضاً القصة الأساسية على رجلين جرى تهربيهما من السجن لتقلب المنظومة السياسية والعسكرية في سورية رأساً على عقب، بسبب تداعيات هذا القرار.
لا يمكن الجزم بنجاح "ابتسم أيها الجنرال" بالكامل ونحن في منتصف شهر رمضان، علينا الانتظار. لكن ذلك لا يخفي حجم المتابعة بين الجمهور، بشهادة ما يكتبه المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يحتل العمل مساحة كبيرة، دفعت بعضهم إلى القول إنه كل يوم عند العاشرة مساءً تفرغ الشوراع في دمشق وبعض المحافظات السورية لمشاهدة "هداك المسلسل"، كما يُطلق عليه في سورية، خوفاً من بطش السلطة السياسية.
بعض المشاهدين كتبوا أسماء الشخصيات التي وجدوا أنها تمثّل أخرى حقيقية، كوزير الدفاع السوري الراحل مصطفى طلاس. وقال بعضهم إن القصة تتمحور حول فساد رجال الدولة في البلد الافتراضي.
كل ذلك لا يعفي مخرج العمل عروة محمد من بعض الهفوات التي كان بإمكانه تفاديها، وتقديم مشاهد صادمة أو مشوقة كما هو حال معظم مسلسلات سامر رضوان التي لا تخلو من عنصر المفاجأة، ثم يأتي إلى مرحلة العلاج والمحاسبة بطريقة يغلب عليها حضور الأجواء البوليسية وأجهزة الأمن والمخابرات، ويسجل له النهايات المفتوحة التي توصل الرسالة كما يشاء كاتبها.

حاول عروة محمد حصر شخصية "السيد الرئيس" ضمن النطاق العائلي والمشاكل التي تعانيها العائلة النافذة، في محاولة لكشف أوراق أفراد العائلة التي تصب في خانة القمع والسلطوية من الأب المورّث، إلى جانب العائلة التي تدرك جيداً كيفية الإمساك بزمام السلطة، ولو عن طريق القتل والاعتقالات، رغبة في زيادة معدل القهر والقمع.
يؤدي مكسيم خليل دوره بإتقان، وكذلك فريق الممثلين أصحاب المراكز الأمنية والمخابرات، مثل عبد الحكيم قطيفان، وغطفان غنوم الذي يلعب دور شقيق الرئيس (عاصي)، ومازن الناطور، وكذلك سوسن ارشيد التي تلعب دور شقيقة الرئيس المغلوب على أمرها بسبب تسلط "السيد الرئيس"، وتحولت من ضحية داخل القصر إلى جلادة تحاول القفز والانتصار على هزيمتها الأولى بعد حرمانها ليلة زفافها من زواجها من ضابط أحبته. محاولة جيدة لكشف تفاصيل حكاية حاكم عربي، تستحق المتابعة وتحقق أعلى نسبة متابعة حتى اليوم.

المساهمون