إصابة صحافيين خلال تغطية الاحتجاجات في لبنان

إصابة صحافيين خلال تغطية الاحتجاجات في لبنان

16 يوليو 2021
نال الصحافيون حصّة من الاشتباكات (حسين بيضون)
+ الخط -

يشهد لبنان، منذ أمس الخميس، سلسلة تحركات احتجاجية عقب اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، تطوّرت في بعض المناطق المحسوبة على "تيار المستقبل" في بيروت خاصةً إلى مواجهات بين المحتجين وعناصر الجيش اللبناني، تخللها إطلاق نار وتراشق بالحجارة، ما أسفر عن سقوط عددٍ من الجرحى.

ونال الصحافيون حصّة من الاشتباكات بتعرّض مراسلين ومصوّرين لإصاباتٍ متفرّقة، أخطرها يعاني منها أحمد عثمان، رئيس تحرير وكالة "النهار الإخبارية" - مقرّ بيروت، نتيجة أضرار لحقت بقرنية العين والشبكية ومن شأنها أن تهدّدَ ليس فقط نظره بل مسيرته المهنية بالكامل، وهو ما يخشاه أحمد، الذي قال لـ"العربي الجديد": "يا ليت الإصابة طاولت جسمي بدل عيني، التي أعجز عن فتحها الآن، ماذا لو خسرت عيني ماذا أفعل؟".

أحمد، الذي لفت إلى أنه كان يرتدي سترة الصحافة الواقية لحماية نفسه وللدلالة على مهنته، أصيب بدايةً بحجارة في قدمه خلال قيام مجموعة من المتظاهرين برشق عناصر الجيش اللبناني أثناء التحركات في منطقة المدينة الرياضية في بيروت، قبل أن تتوجه إليه مجموعة من الشبّان ليطلبوا منه إبعاد الكاميرا ووضعها باتجاه الجيش، فردّ عليهم بأنه في بثٍّ مباشر ولا يستهدف أحداً بل ينقل الصورة كما هي، وعرض عليهم إيصال معاناتهم ورسالتهم إلى المشاهدين والرأي العام ومع ذلك عاد وذهب إلى مكان آخر أكثر أماناً.

ويروي أحمد، "عاودت رسالتي على الهواء، ولم تمرّ 10 ثوانٍ على فتح البثّ حتى أصبت بحجر كبير كان موجّهاً بشكل مباشر نحوي وطاول وجهي وعيني اليسرى، وتم نقلي على الفور إلى مستشفى المقاصد، بيد أنه لم يكن يوجد فيها طبيب عيون، فذهبت إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وانتظرت لبعض الوقت بينما كنت أنزف لإتمام معاملات إدارية وإجراءات مرتبطة بالتكاليف، مع عدم وجود تأمين للتغطية الصحية، علماً أنّ إصابتي هي إصابة حرب ومع ذلك لم تساعدني وزارة الصحة التي اتصلتُ بمكتب وزيرها من دون جدوى، لا بل أدخلني في نقاش حول التأمين، إلى أن تلقيت العلاج في قسم الطوارئ"، لافتاً إلى أنه سيقصد المستشفى بعد أيام لإجراء مزيد من الفحوصات بغية معرفة نسبة الأضرار الحاصلة في العين.

وأسف أحمد لما يتعرض له الصحافيون حتى من قبل الأطباء الذين يتركون المريض ينزف حتى إتمام المعاملات الإدارية و"كأننا سلعة رخيصة"، كما يقول، متابعاً "نحن السلطة الرابعة ولسنا مكسر عصا لا للقوى الأمنية ولا للمحتجين، ومن غير المقبول أن يصبَّ الناس غضبهم على الجسم الإعلامي الذي يقوم بواجبه ويعرّض نفسه للمخاطر من أجل نقل الصورة والحقيقة كما هي".

كما أسف لطريقة تعاطي وزارة الصحة معه، وعدم تواصل وزارة الإعلام أو أي من النقابات المعنية معه، مؤكداً في المقابل، على "الجهد الذي بذله تجمّع نقابة الصحافة البديلة ومؤسسة سكايز للحريات الإعلامية" وسرعة التواصل معه وتأمين الأدوية التي احتاجها ولم يجدها في الصيدليات في ظلّ أزمة الدواء في لبنان وانهيار القطاع الصحي.

في السياق، تعرّض مصور قناة "الجزيرة" خالد حدشيتي لإصابة قوية، اليوم الجمعة، خلال تغطيته التحركات في طرابلس، شمالي لبنان، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار، والمواجهات التي اندلعت في منطقة جبل محسن بين الجيش اللبناني والمحتجين.

وأفاد يحيى حدشيتي، مندوب قناة "LBCI" في طرابلس، وهو شقيق خالد الموجود في المستشفى، وكان معه أيضاً في الميدان، "العربي الجديد"، بأنّ "خالد تعرّض لشظايا في الرأس والأذن والرقبة وكذلك في الصدر ويده اليمنى وقدمه، وطُلبِ منه إجراء مزيدٍ من الفحوص والتحاليل والصور لتبيان وضعه الصحي".

وقال يحيى: "كنا نغطي المواجهات الحاصلة في جبل محسن بين الجيش اللبناني والمحتجين، وعمليات الكرّ والفرّ، وعند محاولة الجيش التقدم باتجاه المتظاهرين لإبعادهم، كنا إلى جانب العناصر، وإذ نفاجأ بقنبلة صوتية تنفجر بجانبنا وأدت إلى سقوط عددٍ من الجرحى في صفوف العسكريين، كما تعرّض شقيقي أيضاً للإصابة".

وعمد محتجون على ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي تجاوز اليوم، الجمعة، حاجز 23 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، وعلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والانقطاع المتواصل في الكهرباء والمياه شمالاً، إلى قطع سكة الشمال في جبل محسن، فتدخل عناصر الجيش اللبناني الذين حاولوا فتح الطريق بالقوة، ما أدى إلى حصول تدافع قوي بين الطرفَيْن وتطوّرت الأحداث الأمنية التي أسفرت عن سقوط عددٍ من الجرحى.

وأشار بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إلى "إصابة عشرة عسكريين بجروحٍ من جراء تعرّضهم للرشق بالحجارة في منطقة جبل محسن من قبل عددٍ من المحتجين".

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ خمس فرق إسعاف عملت على نقل 19 جريحاً حتى الساعة إلى مستشفيات المنطقة، فيما تعمل على معالجة المصابين بجروح طفيفة ميدانياً.

المساهمون