أقدم دليل على استئناس الكلاب في شبه الجزيرة العربية

أقدم دليل على استئناس الكلاب في شبه الجزيرة العربية

18 ابريل 2021
أسفر العمل الميداني عن اكتشاف 26 قطعة من عظام كلب واحد (Getty)
+ الخط -

كشف فريق من علماء الآثار عن أقرب دليل على استئناس الكلاب من قبل السكان القدامى لمنطقة ما يعرف اليوم بشمال غرب المملكة العربية السعودية وتحديدا في محافظة العلا.

وجد الباحثون عظام كلب إلى جوار رفات 11 إنسان في موقع دفن يعد من أقدم المقابر الأثرية التي تم تحديدها في شبه الجزيرة العربية، وهي معاصرة تقريباً لمقابر مثيلة مؤرخة بالفعل في شمال بلاد الشام. وهذا دليل إضافي يؤكّد على علاقة الإنسان القديمة بالكلاب، والتي تُعتبَر أقدم الحيوانات الأليفة.

الدراسة نشرت في 18 مارس في مجلة Journal of Field Archaeology وأعلن الفريق البحثي، الذي تقوده الهيئة الملكية لمحافظة العلا عنها يوم 8 أبريل، علمًا أنّ محافظة العلا تقع في المملكة العربيّة السعودية. تظهر الأدلة أن أول استخدام للمقبرة كان حوالي 4300 قبل الميلاد وتم دفنهم لمدة 600 عام على الأقل خلال العصر الحجري الحديث، أو ما يسمّى بـ "العصر النحاسي"، وهو مؤشر على أن السكان ربما كان لديهم ذاكرة مشتركة عن الأشخاص والأماكن والعلاقة بينهم.

من خلال تحليل عظمة واحدة من الرجل الأمامية اليسرى للحيوان أثبت الباحثون أن العظام التي عثروا عليها تعود لكلب وليس لذئب أو حيوان آخر. تشير عظام الكلب إلى أنه عانى من التهاب في المفاصل، وهو ما يعني أنه عاش فترة طويلة مع سكان المنطقة حتى بلغ سن الشيخوخة. ويعد هذا أقدم دليل على وجود كلب مستأنس في شبه الجزيرة العربية.

في تصريح لـ"العربي الجديد" يقول، هيو توماس، الباحث في جامعة غرب أستراليا والمؤلف المشارك في الدراسة إن نتائج الدراسة ستحدث ثورة في الطريقة التي ننظر بها إلى فترات مثل العصر الحجري الحديث في الشرق الأوسط. ويضيف الباحث أن عمليات الحفر تركزت على موقعين للدفن فوق الأرض يعود تاريخهما إلى 4000 و5000 قبل الميلاد ويقعان على بعد 130 كيلومتراً من بعضهما البعض، أحدهما في المرتفعات البركانية والآخر في الأراضي الوعرة القاحلة.

كانت بداية عثور الباحثين على الموقعين حين لاحظوهما على صور الأقمار الصناعية، ومن ثم أجروا عمليات تصوير جوي للمنطقة باستخدام مروحيات هليوكوبتر للتأكد من وجودهما، حتى بدأ العمل الميداني في الموقعين عام 2018. وأسفر العمل الميداني عن اكتشاف 26 قطعة من عظام كلب واحد جنباً إلى جنب مع عظام 11 شخصا بينهم ستة بالغين ومراهق وأربعة أطفال، تم العثور عليهم في موقع المرتفعات البركانية.

يقول "توماس" إن الأمر الأكثر إدهاشا هو كون العظام التي تم تأريخها وتعود للفترة بين حوالي 4200 و4000 قبل الميلاد، كانت متأثرة بعلامات التهابات المفاصل، وهو ما يشير إلى أن الحيوان عاش مع البشر حتى منتصف عمره أو الشيخوخة، وهو ما يعني بوضوح أن الكلب كان قد تم تدجينه بالفعل وكان جزءا من الأسرة ويعيش معهم. توضح الدراسة أن النقوشات على الصخور في المنطقة، والتي تعود إلى العصر الحجري الحديث، تشير إلى أن سكان المنطقة استخدموا الكلاب عند صيد الوعل والحيوانات الأخرى.

المساهمون