"مهرجان ريف 4": اهتمام بالأشجار وجهدٌ لأجل "صفر نفايات"

"مهرجان ريف 4": اهتمام بالأشجار وجهدٌ لأجل "صفر نفايات"

17 اغسطس 2022
ريم صالح: "جمعية" مصرية تكشف أحوال أناسٍ وحكاياتهم وانفعالاتهم (الملف الصحافي)
+ الخط -

 

دورة جديدة لمهرجانٍ سينمائيّ مُختصٍّ بالبيئة، تُقام بين 1 و4 سبتمبر/أيلول 2022، في منطقة القبيات (قضاء عكار، محافظة الشمال، لبنان). "مجلس البيئة" وجمعية "بيروت دي سي" يُنظّمان الدورة الـ4 لـ"مهرجان ريف ـ أيام بيئية وسينمائية"، بعنوان "ريف صفر نفايات"، ويُعلنان، في بيان، أنّ قوى مدنية واجتماعية وثقافية مختلفة تجتمع "لتحقيق هذه المهمة (صفر نفايات)، وللبحث في مسائل" تراها القوى "مُلحّة"، كـ"موضوع الأشجار وسبل التضامن"، خاصة "في ظروفنا الصعبة". علماً أنّ هناك تمديداً لـ"ريف"، يُقام يومي 1 و2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في منطقة راشيا الوادي (قضاء راشيا، محافظة البقاع).

الدورة الـ4 هذه تُقام بعد عامٍ على تنظيم "دورة استثنائية"، إذْ تعاني عكار، حينها، حرائق مدمّرة: "نشعر بضرورة المثابرة بالالتزام، فنحن لا نزال قلقين بشأنٍ وضع أشجارنا في لبنان، المُهدَّدة باستمرار، بسبب خطر الحرائق والقطع العشوائي". وبحسب البيان نفسه، هناك "قناعة بأنّ الحفاظ على الغابات وأنواع الأشجار يُمكنه محاربة تغيّر المناخ، وحماية التنوّع البيولوجي". لذا، "نريد القيام بالتوعية، للحفاظ على أشجار عكار، وأشجار لبنان، بترميم العلاقة السليمة بين الناس والغابات، وإعادة إحياء العلاقة القديمة، التي ربطت الناس بالغابة، في القرون الماضية".

في الإطار نفسه، أعلن المجلس والجمعية اختيارهما الضبع رمزاً لمهرجان "ريف 2022"، فالضبع المرقّط "حيوانٌ لبناني بامتياز، ويُعتبر ثروة بيئية، لأنّه يساهم في جعل الغابة "خالية من النفايات"، بتنظيفها من الحيوانات الميّتة. لكنْ، للأسف، "تُلاحقُ الضبع سمعةٌ خاطئة بأنّه يهاجم البشر، ما يجعل قتله يزداد، وهذا فعلٌ إجرامي يُهدّد وجود الضباع، ويُسرّع انقراضها". في الواقع، "يخاف الضبع اللبناني من الإنسان، ويهرب منه". ومن خلال "ريف"، يُراد "تسليط الضوء على حسنات هذا الحيوان"، لعلّ هذا "يُساعد في الحفاظ عليه".

يضمّ البرنامج أنشطةً وورش عمل، وعروضاً لأفلام مختلفة، "لمناقشة هذه المواضيع، وزيادة الوعي"، بالإضافة إلى "برنامج خاص"، يحتوي على أفلامٍ تبثّها المنصّة اللبنانية "أفلامنا" (aflamuna.online). وفي أيامها الـ4، "تُنظّم، صباح كلّ يومٍ، جولات عدّة في القبيات، وفي مناطق مجاورة، لتعريف الزائرين، خاصةً الشباب، بالأشجار المختلفة في عكّار: تاريخها، وخصائصها، ودورها في الحفاظ على الحياة والأرض، وفي التأثير على المناخ، وأهميتها الاقتصادية والسياحية". كما تُنظّم زيارات خاصة "لأشجار مميّزة، كالشوح والأرز واللزّاب والقطلب"، ويُقدِّم خبراء التاريخ والبيئة "معلومات حول الأشجار"، ويروون "قصصاً وأساطير فريدة، تتعلّق بكلّ نوع".

هناك أيضاً لقاء، يتناول "تعرّض الأشجار للخطر"، وتُطرح فيه "حلول لاستعادة النهج التقليدي القديم للسلوك المسؤول، الذي كان يحكم العلاقة بين المُزارع والأشجار، على نطاق فردي، ما يسمح للسكّان باستخدام الأشجار من دون قطعها، بل بتقليمها أو تشحيلها أو تفريدها".

 

الأرشيف
التحديثات الحية

 

سينمائياً، تُعرض أفلامٌ محلية ودولية، تهتمّ بموضوع الأشجار، و"تصوّرها على أنّها أبطال من كوكبنا". وتُقام مسابقة للأفلام القصيرة، بعنوان "التضامن"، اختيرت لها أفلامٌ لمخرجين شباب، عن العمل الجماعي الفعّال، "للتكيّف مع الاضطرابات الاجتماعية والبيئية الناشئة، وكيف تؤثّر المبادرات الجماعية على تمكين المجتمع ودعمه. في المسابقة هذه، هناك 9 أفلامٍ لبنانية وسورية، وتتألّف لجنة تحكيمها من الممثلة اللبنانية كريستين شويري، والمخرجة المصرية أمل رمسيس، والمنتج الإسباني فيليبي لاج كورو، تمنح جائزتين، بينما يمنح الجمهور جائزة ثالثة.

"يهدف ريف، أيضاً، إلى تشجيع المُبدعين المحلّيين على سرد قصصهم، والتعبير عن أفكارهم إزاء قضايا بيئية وريفية مُهمّة". لذا، تُقام ورشة تدريب على التحريك للمُراهقين والشباب عن الأشجار، مع المخرج فادي سرياني (منصّة "الرسوم المتحركة للشباب" Youth Animation Platform)؛ وورشة ثانية مع أمل رمسيس، مهمّتها تدريب على إنجاز أفلامٍ، مدّة كلّ واحد منها 6 دقائق، "تتوجّه إلى نساء عكار من أعمار وخلفيات مختلفة، وتشجيعهن على استعمال السينما للتعبير عن أفكارهنّ".

الأفلام الوثائقية المختارة: "شجرة السنديان" (تحريك، فرنسا) لميشيل سيدو ولوران شاربونييه، و"الحياة السرّية للأشجار (ألمانيا) ليورغ أدولف ويان هافت، و"الإقليم" (البرازيل/المملكة المتحدة/الدنمارك) لأليكس ريتز، و"ترويض الحديقة" (سويسرا/جورجيا) لسالومي جاشي، و"مياه باستازا (البرتغال) لإيناس ألفيس. هناك روائيان طويلان: "كوستا برافا" للّبنانية مُنية عقل، و"الغريب" للسوري أمير فخر الدين، إلى فيلمٍ قصير بعنوان "ثم حلّ الظلام" للّبنانية ماري روز أسطا، وآخر تحريك، "جاكوب والكلاب المتكلّمة" (بولندا) لإدموندز جانسون.

اختيارات "أفلامنا" (سبتمبر/أيلول المقبل) تتضمّن 4 وثائقيات: "الجمعية" (لبنان/مصر) لريم صالح، و"تأتون من بعيد" (مصر/إسبانيا) لأمل رمسيس، و"بمشي وبعدّ" (لبنان) لسينتيا شقير، و"المطلوبون الـ 18" (فلسطين) لعامر شومالي بول كوان، وروائيّ واحد بعنوان "يوم الدين" للمصري أبو بكر شوقي.

المساهمون