كريستيان لوبوتان: "الكعب العالي من أشكال الحرية"

كريستيان لوبوتان: "الكعب العالي من أشكال الحرية"

24 فبراير 2020
لوبوتان: "من يأتين إليّ لا يبحثن عن خفين"(ريتش بولك/Getty)
+ الخط -

يقول كريستيان لوبوتان، مصمم الأحذية النسائية المميزة بنعلها الأحمر وكعوبها الشاهقة، إنه "حين يصممها لا يفكر في الراحة"، مشدداً على أن إبطاء مشية النساء "شكل من أشكال الحرية" لا يؤثر عليه مرور الزمن.

ويؤكد مصمم الأحذية، البالغ 57 عاماً، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، عشية معرض استعادي يفتتح يوم الأربعاء في قصر "بورت دوري" في باريس لمناسبة مرور 30 عاماً على بدء نشاطه، إن "النساء لا ترغبن في التخلي عن الكعوب العالية".

صمم لوبوتان، الآتي من عالم المسرح، وهو يعتبر من رموز الثقافة الشعبية، آلاف الأحذية الفاخرة التي تتراوح بين كعوب مسطحة و16 سنتيمتراً. وقبل عشر سنوات، خاض غمار الأحذية الرياضية للنساء، لأن زبوناته كن يتهافتن على المقاسات الصغيرة منها في متجر الرجال.

إلا أن التصميم الذي جعل اسمه على كل لسان في العالم حذاء أنثوي بامتياز، إذ يقوس القدم بفضل كعب شاهق. وأتى هوسه بالكعب العالي من رسم حذاء بكعب عال مشطوب بالأحمر اطلع عليه كريستيان لوبوتان وهو في سن العاشرة، عند زيارته متحف "بورت دوري" الذي يستضيف معرضه الاستعادي حتى يوليو/تموز المقبل.

كان هذا اللوح يشير إلى منع انتعال الكعوب العالية في المتحف، لعدم إلحاق الضرر بالأرضية الخشبية.

ويؤكد لوبوتان "بدأت أرسم بسبب هذا اللوح. وقد يكون الحظر لعب دوراً في اللاوعي عندي (...) وثمة جانب من لغز أيضاً، إذ أن رسم الحذاء غالباً ما يرتبط بجانب جنسي". وتغرقه هذه الصورة أيضاً في "عالم الانحناءات والتقوسات" الذي تحكّم في أسلوبه المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكعب العالي.

لكن هل الكعوب لا تزال مناسبة مع الإقبال على الأحذية الرياضية والبحث عن الراحة مع أنماط حياة نشطة أكثر فأكثر، فيما الكعوب تغيب عن منصات عروض الأزياء ويمرر مصممون، من أمثال الإيطالية ماريا غراتزيا كيوري من دار "ديور"، رسائل مدافعة عن حقوق المرأة من عروضهم بأحذية مسطحة؟ يرد كريستيان لوبوتان: "ينبغي أن تتمتع المرأة أيضاً بحرية أن تكون أنثوية. لِمَ نمتنع عن واحد عندما يمكننا الاستمتاع بالاثنين؟".

ترعرع لوبوتان مع ثلاث شقيقات، لكنه كان يشعر بأنه "محاط بـ300 امرأة". وهو يؤكد أن ما من امرأة "تريد ارتداء بزّة موحدة". ويضيف أن "تقييد الحرية مع اعتبار أن النساء سيسلكن اتجاهاً واحداً يعني أن كل النساء متشابهات، وهو أمر يختزل المرأة بسلبية في رأيي". ويرى أن انتعال أحذية لوبوتان بكعب عال و"التوقف عن الركض، أمر إيجابي أيضاً".

ويؤكد "ما من حذاء علو كعبه 12 سنتيمتراً يوفر الراحة (...)، إلا أن النساء اللواتي يأتين إليّ لا يبحثن عن خفين!". ويتابع "لا أريد أن يقال عندما ينظر إلى أحذيتي إنها (تبدو مريحة جداً)، المهم بالنسبة إليّ أن يقال (ما أجملها، وتعجبني كثيراً)".

ويرى المصمم أن الحداثة والتطور الأساسي الرئيسي في مجال الأحذية لا يتمحور على الكعوب، بل على مفهوم "نيود" (اللون الجلدي). ويوضح "قبل 10 سنوات، كان هذا اللون يسمى (بيج)، أما اليوم فنحن نفكر في كل تدرّجات لون الجلد".

وباشر مجموعات "لي نيود" عام 2009، وتهدف إلى إطالة رِجل المرأة من خلال اللعب على تواصل اللون مع القدم المنتعلة للحذاء. وكرست قاعة كاملة لهذا الميل، مع تسع منحوتات ضخمة مغطاة بالجلد من إنجاز الثنائي الإنكليزي ويتكر/ماليم، مع ألوان مجموعة "نيود" المختلفة.



ويروي المعرض المكرس للوبوتان جوانب معروفة وغير معروفة من حياة المصمم الشهير مع سينوغرافيا غنية ولافتة. ويرى مدير متحف الفنون التزيينية ومفوض المعرض، أوليفييه غابيه، أن كريستيان لوبوتان من القلائل الذين قرّبوا الموضة من الثقافة الشعبية. ويوضح "لوبوتان اسم يتكرر كثيراً في أوساط الراب والسينما، والأشخاص يتعرّفون عليه سريعاً عندما يطرح اسمه".

وهو أمر يسعد المصمم الذي يختم قائلا "الثقافة الشعبية غير متحكم بها، ولا يمكن التحكم بها، وعندما يرتبط اسمي بها فإن الأمر يسعدني".

(فرانس برس)

المساهمون