عابد فهد... موالٍ في الحقيقة ومعارض في المسلسلات

عابد فهد... موالٍ في الحقيقة ومعارض في المسلسلات

25 مايو 2019
واجهته انتقادات عدة أخيراً (فيسبوك)
+ الخط -
لم يمض أكثر من شهر على تصريح الممثل السوري، عابد فهد، والذي أهدى من خلاله جائزة "موركس دور" التي حصل عليها، للجيش السوري التابع لنظام الأسد، حتى بدأ عرض مسلسلين يشارك فيهما فهد هما: "دقيقة صمت" و"عندما تشيخ الذئاب". ثمة إشكاليَّة واضحة في الأدوار التي يؤديها بطل "لعبة الموت"، بقالب دراماتيكي يتماهى مع الأحداث، وينقلها بحرفيَّة تامة إلى الناس، وهي إشكالية الإهداء لجيش النظام السوري الذي قتل المدنيين السوريين ولا يزال، رغم الإيحاءات السياسيَّة الواضحة، والتي تنقد النظام وممارسته في أدواره الأخيرة، سواء في "عندما تشيخ الذئاب"، أو نقد السلطة العسكريّة الدكتاتوريَّة في "دقيقة صمت".
يلعب عابد فهد دور "جبران"، الشاب الشيوعي، في مسلسل "عندما تشيخ الذئاب". والواضح، أنَّ "جبران" قد عاش أيام ذروة الحركات الشيوعيَّة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات. وشارك فهد الى جانب جاره في الحارة "أبو فاروق"، والذي يؤدِّي دوره أيمن رضا، في مقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. ثمَّة سياق مُقنعٌ خصوصاً، عندما يفقد "جبران" صديقته المعارضة "سلاف"، والتي تؤدّي دورها سارة فرح، إذْ يعتقلها النظام الاستخباراتي في دمشق، بعدما كُشِفَت عودتها إلى سورية، ومحاولتها المشاركة في جنازة شقيقها المتوفى. أكثر من ذلك يطرد ابن شقيقة "جبران" من عمله في المحاماة، بسبب ما يُحكى عن عمل خاله في صفوف المعارضة. يُوبَّخ الشاب المتخرج بدرجة امتياز في اختصاص الحقوق من قبل مخابرات النظام، ويدفع ثمنًأ لمجرد أنّ خاله معارضٌ سياسي. يلبس عابد فهد دوره بعفوية قلّ مثيلها. ويغامر بأدوارٍ يختارها كل سنة، تزيد من حنكته وتصقل موهبته، وكأننا نراه للمرة الأولى.


في "دقيقة صمت"، يواجه "أمير ناصر" المتهم بالقتل، قضيَّة إعدامه، محاولاً التفلت من أنياب السلطة، وخصوصاً من قبضة مجموعة من ضباط المخابرات الذين يضحّون بكل شيء، حتى لو كان أحد السجناء لديهم، في سبيل المحافظة على كراسيهم ونفوذهم. لا يهم إن كان من تتمّ التضحية به شخصاً داخل السجن أو خارجه، أو حتّى كان إذا هذا الشخص عميداً له وزن سياسي وعسكري. لكن "أمير ناصر" المحكوم بتهمة الإعدام، يُوقِعُ السلطة في مأزق كبير، محاولاً النجاة من حبل المشنقة. إذْ تحاول السلطة استدراجه قبل حكم الإعدام بدقائق، وتخرجه من السجن لإتمام صفقة، في سبيل مصالح بعض القادة. لتجد السلطة نفسها في ورطة مع "أمير ناصر" الذي يملي شروطه عليها، ويحاول الفوز برهانات وفرضيات، دفعت ببعض المتابعين الموالين للنظام، لمهاجمة المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي، والطلب من المحطات التي تعرضه التوقف. لكنْ، ثمّة تعليقات تساءلت عن كيفية موافقة الرقابة السوريَّة على تصوير المسلسل داخل سورية في مدن اللاذقية ودمشق. في المقابل، يؤكد كاتب المسلسل، سامر رضوان، أن الرقابة حذفت ما تريد من المسلسل.

لا تعليقات كثيرة من قبل عابد فهد حول دوره في المسلسلين. إذْ إنّه يقوم فقط بنشر التغريدات التي تثني على أدواره. والواضح أن فهد لا يريد الدخول في النقاشات السياسية، ولا المشادات الكلاميَّة. وكانت كل مواقف عابد فهد بشأن الثورة السورية مقتضبة، وبعيدة عن التشدد إلى جانب النظام أو غيره من المجموعات العسكريّة في سورية.

المساهمون