متحف فراغونارد للعطور... تاريخ يقرأ بالأنف

متحف فراغونارد للعطور... تاريخ يقرأ بالأنف

20 مايو 2019
زجاجات عطر تعود للقرن التاسع عشر (فرانس برس)
+ الخط -

يتيح متحف فراغونارد للعطور في باريس جولة في تاريخ هذه الصناعة، وطرق تحضيرها ابتداء من قطاف الزهور مروراً بتقنيات استخلاص الروائح، وصولاً إلى تعبئتها في القوارير.

ويمكن للزوار الدخول والحصول على جولة مع مرشد داخل المتحف مجاناً، دون الحاجة لحجز مسبق، حيث تبدأ جولة جديدة كل عشرين دقيقة على مدار اليوم، وتستمر الجولة الواحدة نصف ساعة، ويتحدث المرشدون الفرنسية والإنكليزية.

يعرض المتحف الذي تأسس عام 1983 مجموعة استثنائية من الزجاجات القديمة، التي تسترجع تاريخ العطر من مصر القديمة إلى القرن العشرين، بما فيها أواني الكحل، والمباخر، والقوارير الثمينة.

وهناك أقسام مخصصة للمواد الأولية من مناطق مختلفة من العالم، وكذلك غرفة تستعرض تاريخ العلامات التي كانت تلصق بزجاجات العطر، في القرن التاسع عشر.

أما المغرمون بمهنة العطارة، والراغبون باستكشاف أسرارها، فيستطيعون الانضمام إلى دورة تدريبية في المختبر المخصص للعطارين المبتدئين من 12 عاماً فما فوق.

وخلال الجلسة التي تمتد ساعة ونصف، يتاح للمشارك ابتكار عطره الخاص القائم على مكونات عطرية من الحمضيات والبرتقال.


ويستطيع المشارك الاحتفاظ بزجاجة العطر التي صنعها بحجم 100 مل، وذلك مقابل 95 يورو.

يقودك المتحف إلى تاريخ العطور منذ آلاف السنين، حيث كانت تستخدم قديماً لأغراض طبية، وفي الطقوس الدينية.

ومن بين كل الحضارات القديمة تركت مصر البصمة الأعمق في تاريخ العطور، التي لعبت دوراً مركزياً في الحياة الدينية، ويعتقد أن العطور التي كانت تتمتع بجودة عالية استخدمت فقط أثناء الشعائر الدينية، وفي البلاط الملكي.

وقد تمكن المصريون من إتقان تركيب العطور في وقت مبكر، واستخدموها في البخور، والدهون، والزيوت العطرية، وكذلك في التحنيط، رغم أن مصر كانت تفتقر إلى المواد الخام التي كانت تجلبها من مناطق أخرى.

وبالتدريج أصبحت العطور تدخل في الحياة اليومية، وبدأ استخدامها كنوع من العلاج، وتطييب رائحة المنازل، وكذلك الاستخدام الشخصي.

وكذلك بالنسبة للإغريق القدماء، فقد توسع استخدام العطر لأغراض غير دينية، حيث دخل في المجال الطبي والنظافة، وتم استخدامه في الحمامات والملاعب، واعتبر التجمل بالعطور نوعاً من العبادة التي طبقت على كل من الرجال والنساء.

وتعرض في المتحف واحدة من أقدم أواني العطر، وتمثل مزهرية يطلق عليها اسم "كول" جاءت من بلاد ما بين النهرين، ويعود عمرها إلى 3000 عام قبل الميلاد، حيث كانت العطور تستخدم للتجميل أيضاً في ذلك الوقت وليس للطقوس الدينية فحسب.

وكانت دار فراغونار المتخصصة بصناعة العطور قد أنشأت المتحف، واختارت مسرح ليدين تياتر القديم مكاناً له، وكان قد شيد على طراز استشراقي، بإيحاءات من العمارة المصرية والهندية.

وإلى جانب المتحف، هناك متجر مخصص لمنتجات الدار من العطور، والصابون، والمنتجات العطرية، على غرار سلسلة المتاجر المنتشرة في العديد من المدن الفرنسية.

دلالات

المساهمون