أزياء الخريف والشتاء: تصاميم تتجه نحو العصرية والجرأة

أزياء الخريف والشتاء: تصاميم تتجه نحو العصرية والجرأة

29 سبتمبر 2018
من مجموعة شانيل 2018 /2019 (Getty)
+ الخط -

مع بداية الخريف وانتظار موسم الشتاء، يقوم المصممون العرب بالتحضير لإطلاق صيحات الموضة الخاصة في العواصم الأوروبية قريبًا. فما هي خطوط الموضة للخريف والشتاء؟ هنا محاولة للإجابة. الخريف طرق الأبواب. دور الأزياء العالمية حسمت أمرها، ونشرت بعض المواقع الخاصة بها، خطوطا وصوراً عن الموضة والأزياء التي ستغلب على التصاميم في الموسم المقبل. تساؤلات تواجه المتابعين للموضة العالمية، في ظلّ انهيار واضح للكلاسيكية التي تقفز إلى الخطوط الخلفية هذا الموسم. بينما تنشط الدهشة في البحث عن موديلات جديدة لهذه السنة، عبر أكثر من دار أزياء عالمية. يكفي أن ننظر إلى خطوط المصمم العالمي، جيفنشي، لنلاحظ الفرق الكبير في الميول والتصاميم. قبل أسابيع قليلة، أطلقت ماركة جيفنشي مجموعتها الجديدة لخريف وشتاء 2018/ 2019 ضمن أسبوع الموضة الباريسي. وقد تميّزت التشكيلة بألوانها إلى جانب تصاميمها العصرية. حرصت العلامة على تجسيد الأسلوب الجريء من خلال إطلاق موديلات وقصّات غريبة، بالإضافة إلى تنوّع الأقمشة وتمازُجِها.

الأبيض والأسود غلبا على المجموعة، في حين تميّزت القصات بأسلوب الجرأة وتنوُّعها. ضمّت التشكيلة، فساتين وبدلات وسترات بأسلوب الـ "كاب". وغلب التطريز على بعض الأقمشة والتصاميم. استغل جيفنشي أقمشة الساتان والمُخمل، وأضاف الريش والفرو، ما عزز التفرد والبعد عن الكلاسيكية التي تميز الدار. لكن، من المؤكد أنّ جيفنشي يلعب على عنصر الغرابة، لذلك استوحى التغيير من خلال القصّات والياقات التي تعلو الفساتين. المعلقون وصفوا هذه المجموعة بأنها تتناسب مع شخصية المرأة الواثقة أو الجريئة. كما أنها لا تحرمها من الشعور بالراحة، أو العودة إلى النمط الكلاسيكي في حال طرأت بعض الإضافات.





من مجموعة "جيفنشي" (Getty)

أطلقت دار شانيل مجموعتها لخريف وشتاء 2018/ 2019، ضمن أسبوع الموضة الباريسي للخياطة الراقية قبل أشهر. وكالعادة، تميّزت التشكيلة بطابعها الراقي بحسب ما كتبت دوريات الموضة في باريس. يختلف أسلوب شانيل عن سائر أساليب الموضة التي تتبّعها دور الأزياء. فلطالما تمتّعت مجموعات شانيل باسم كبير. ومحاولتها هذا الموسم تختصر في المزج الواضح بين المواكبة العصرية في التصميم والجمع بين الخطين، الكلاسيكي والعصري. تتّسم تشكيلة شانيل الجديدة بتنوّع ألوانها وأقمشتها وقصّاتها. فهي تضم فساتين وتنانير وتايورات بفتحات وزخرفات عصرية، في حين طغت ألوان الرمادي والأزرق والزهري والأبيض. وتناقل متابعو العرض تعليقات أكدت على أسلوب شانيل الذي يُكتشف بسرعة حتى لمن لا يعلمون أنهم يشاهدون عرضاً لشانيل، أو شاهدوا صوراً غير موقعة باسم المصمم، إذْ يتجهون بسرعة إلى تسمية الدار والعلامة التجارية ذاتها. دون شك، تعمل دار شانيل على الأقمشة الفاخرة التي أدخل عليها التطريز كنوع من الفن الذي لا يفضله شانيل كثيراً "لعل وصفه بالتطريز الناعم أفضل، لكن الصعوبة تكمن في استغلال فن التطريز على بعض الأقمشة الرقيقة. أمامنا في الصور، مثلاً، الريش المزين للفساتين و"والكشكش". أما الأحذية التي رافقت العرض، وهي من صناعة الدار نفسها، فكانت متميزة بألوانها أيضاً، وحاكت الموديلات بطريقة مناسبة ولو أنها جديدة. لم تهمل شانيل القبعات الملونة التي تزينت بها رؤوس العارضات في العرض الذي شغل الناس عن طريق استغلال باخرة قديمة، وأجواء البحر. الأحذية في العرض امتازت بالبساطة، والألوان المناسبة للأزياء والمتناسقة. اللون الأبيض كان حاضراً، لا بل الأكثر حضوراً في العرض.


لم تبتعد دار إيف سان لوران عن شانيل في بعض الأفكار، ولو أن الخطوط تختلف نوعاً ما. في الهواء الطلق في باريس، وعلى مقربة من برج إيفل، عرضت سان لوران مجموعة جديدة من تصاميمها في ساحة التروكاديرو. المصمم، أنطوني فاكرولو، هو من صمم هذه المجموعة التي طبعت اسم الدار التاريخي هذا الموسم. جمع فاكرولو مجموعة من أفكار دأب عليها سان لوران في السنوات السابقة، وقدمها بطريقة، لعلها جديدة، بحسب ما نقله من حضروا هذا العرض. العودة إلى سبعينيات القرن الماضي كانت الفكرة الأساسية في المعرض. وهذا ما بات طبيعيًا، لا بل ضرورياً، في استحضار خطوط شاهدناها في الماضي، أو نعود إليها في بعض المناسبات أو الأفلام التي تؤرخ تلك المرحلة. القصّات الرجاليّة والسترات الرسمية، هو ما ظهر واضحًا في العرض، وكان لـ"الكشكش" أيضاً حضور على العارضات، لا يشبه ما فعله زميله شانيل. وكذلك العقود التي تختزل الإكسسوار الموسوم على الياقات الخاصة بالقمصان.



من مجموعة "إيف سان لوران" (Getty)


إنها أجواء السبعينيات، دون شك، وبدا ذلك واضحًا في الأكمام ونهايتها الواسعة. نقوش النمر وغيرها لا تغيب صيفًا شتاءً، استغلال متجدد لما يميز هذه الأقمشة في الشتاء، والشعور بالدفء فيها، خصوصاً لما تكون من القماش الثقيل أو المخمل الناعم. القبعات كانت حاضرة أيضاً، إضافة إلى الأحذية المُسطحة التي كشفت عن بساطة تقصدها الدار، وهي الملائمة بين الألوان والموديلات التي عُرِضَت. بين الكلاسيكية والبعد عنها، ثمَّة حنين موسمي لعالم مليء بالألوان، يستمد خطوطه الجديدة من عقود سبقت. لكن الوضع اليوم يبدو أكثر هدوءًا من المواسم السابقة التي تميزت بالغرابة والموديلات الهندسية.

المساهمون