"مسرح الشارع" في جنوب العراق

"مسرح الشارع" في جنوب العراق

05 اغسطس 2018
نجحت فكرة مسرح الشارع( العربي الجديد)
+ الخط -
أطلق مجموعة من فناني مدينة "سوق الشيوخ" التابعة لمحافظة ذي قار (جنوب العراق)، أول تجمع فني تمثيلي يُعنى بتقديم عروض مسرحية في الأحياء والبلدات، باستخدام الشوارع والأرصفة، بتجربة جديدة تُضاف إلى المدن الجنوبية المعروفة بفقر سكانها وإهمال الحكومة العراقية لها.
وتعمل فرقة "جذور الطيب" للفنون المسرحية على عرض مشكلات الجنوب، وترجمتها إلى نصوص تمثيلية يتشارك فيها ممثلون من نفس هذه المدن، وتستغل الشوارع والأرصفة لطرح أفكارها، بهدف معالجة الآثار النفسية للحرب الأخيرة التي مرّت على البلد، وعبور أزمات التطرف، فضلاً عن تناول مواضيع التجاهل والإهمال الذي تعاني منه شريحة واسعة من جنود الجيش العراقي، الذين تعرضوا لأضرار جسدية وصحية بالغة أثناء الحرب، دون أن ينالوا حقوقهم.
وقال ميثم الدراجي، وهو ممثل من ذي قار، لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من خريجي كليات التمثيل والفنون، تجمعوا على وضع لمساتهم ضمن فرقة فنية، يطلقون من خلالها أفكارهم وآراءهم، بالإضافة إلى تفعيل النشاط التمثيلي في المدينة، التي تعاني كثيراً من مشكلات أصبحت يومية، منها سوء الخدمات، ومن خلال الفرقة أيضاً، نحاول أن نعزز الجانب الترفيهي والترويحي للأهالي".
وأضاف أن "فنانين كثرا يشتركون في الأعمال، ودون أي دعم من أي جهة حكومية أو شبه حكومية، حتى إن غالبية الممثلين لا يعتمدون على التمثيل كمصدر رزق، إنما يشتغلون في اختصاصات ليست لها أي علاقة بالفن"، مشيراً إلى أن "استغلال الشوارع أعطانا حرية في تناول الموضوعات، لأن المسارح الحكومية تفرض علينا عدم تناول موضوعات معينة، لاسيما المتعلقة بالتقصير الحكومي".
وتابع، أن "أعمالنا الفنية، حققت نجاحاً جيداً على الرغم من أجواء العرض الصعبة، حيث إننا لم نستطع توفير مستلزمات الراحة للضيوف، إلا أن الحاضرين أبدوا ترحيبهم بالأفكار، وكانوا منصتين لنا خلال العروض التي لا تتجاوز 30 دقيقة، ونحاول أن نكون ضمن مشهد واحد، دون الدخول في مشاهد أخرى، لأننا لا نملك ستارة، نبدّل من خلالها الديكور أو الملابس".
من جانبه، أشار رئيس محفل "بلاديون"، علي الغريفي، إلى أن "فعالية مسرح الشارع، انطلقت من خلال تجربة مسرحية، كانت هي الأولى من إخراجهم وتأليفهم وتم عرضها في الشارع الثقافي في مدينة سوق الشيوخ"، مبيناً أن "التجاوب من قبل الناس والنخب، كان لافتاً. ويحاول الشبان مناقشة قضايا اجتماعية مثل المعاقين لاسيما من قوات الجيش الذين اهملتهم الحكومة عقب انتهاء الحرب، فالمسرحيات تبحث عن الحب والسلام وتنمية الشعور الوطني".

وأضاف الغريفي في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الممثلين لا يربطهم أي ارتباط مع الحكومة"، مشيراً إلى أن "فكرة مسرح الشارع نجحت، وهناك عروض ستُقام خلال الأيام المقبلة، وعلى ضوء هذه الخطوة، برزت مجموعة أخرى من الشباب سيقدمون عروضا موسيقية في الشارع، فهم يريدون التعبير عن معاناة المجتمع في ذي قار ونقص الخدمات ويحاولون إيصال رسالتهم بأسرع ما يمكن إلى الجهات المختصة والحكومية".

من جهته، أكد الصحافي من ذي قار حسن نعيم، أن "الحركة الثقافية الشبابية في سوق الشيوخ، ومحافظة ذي قار عموماً لا تحظى بأي دعم حكومي، سواء من اللجان المحلية أو وزارتي الثقافة، والشباب والرياضة"، كاشفاً عن أن "قاعات السينما والمسارح في ذي قار، تحولت إلى مخازن للمواد الأولية وتسيطر الأحزاب الإسلامية عليها وتستغلها لأمور شخصية".

المساهمون