عن كتاب سينمائي عربي مفقود

عن كتاب سينمائي عربي مفقود

13 اغسطس 2018
الكتاب السينمائي: وفرة غربية وغياب عربي (فيسبوك)
+ الخط -
تفتقد صناعة الكتاب في الغالبية الساحقة من الدول العربية اهتمامًا بالكتاب السينمائي المؤلَّف والمُترجَم. يميل التأليف إلى أنواع أدبية وبحثية وعلمية مختلفة، وتغلب على الترجمات الرواية الأجنبية. في مصر والمغرب تصدر كتبٌ سينمائية مختلفة، وإن بتفاوت واضح في الأهمية والمبيعات والتصميم والطباعة. لكن التوزيع منعدم، إذْ تبقى الإصدارات حكرًا على سوق محلية، لن تستجيب كثيرًا لهذه الكتب. بينما تختفي الكتب السينمائية في باقي المدن، وإنْ يصدر، بين حينٍ وآخر، كتابٌ أو أكثر مرة كل فترة طويلة، في هذه المدينة أو تلك، ونادرًا ما توزّع الإصدارات القليلة هذه خارج المدن نفسها.

كلامٌ كهذا يتردّد دائمًا، من دون العثور على "ناشرٍ مُغامر" يتولّى تحقيق إنجاز يحتاج، فعليًا، إلى جرأة خوض المغامرة. لكن، لعلّ الغالبية الساحقة من النقّاد والكتّاب والمعنيين بالشأن السينمائي في العالم العربي تتحمّل مسؤولية فقدان المكتبة العربية الكتاب السينمائي بنوعيه المؤلَّف والمُترجم، إذْ يُسرفون في أعمالٍ يومية في ظلّ وضع اقتصادي مرتبك يُثير قلقًا دائمًا إزاء العيش ومتطلباته، أو يكتفون بجمع مقالاتٍ لهم منشورة في صحف ومجلات، لإصدارها في كتابٍ.

إذًا، ينبثق المأزق من مصدرين اثنين: عدم اهتمام الناشرين بهذا الجانب غير المُربح ماليًا لهم (كما يُرددون غالبًا)، وعدم اهتمام نقّاد وكتاب وباحثين ومعنيين بالفن السابع بهذا الجانب الأساسي في مهنة الكتابة الضرورية. لذا، فالمأزق مُرشَّحٌ للاستمرار، طالما أن لا أحد من المصدرين راغبٌ في تبديل الحالة، علمًا أن مؤسّسات مختصّة بالدراسات والأبحاث غير منتبهة إلى هذا الجانب البحثي النقدي السجالي العلمي، مستندة ـ كناشرين كثيرين ـ إلى "الشمّاعة" التي تُلقى عليها المصيبة كلّها: غياب المال.

السينما العربية، خصوصًا الجديدة منها (أي تلك المُنجزة في الأعوام القليلة الفائتة بجهود شبابية غالبًا)، تحتاج إلى متابعة نقدية أعمق من مقالة صحافية، أو تحقيق صحافي، أو حوار صحافي، لكثرة ما فيها من معطيات غنيّة للنقاش والتحليل والمعاينة. وهذا لن تحتويه إلّا صناعة متكاملة للكتاب السينمائيّ العربيّ.

دلالات

المساهمون