حاكم كنتاكي: ألعاب الفيديو لا الأسلحة المسؤولة عن القتل

حاكم كنتاكي: ألعاب الفيديو لا الأسلحة المسؤولة عن حوادث القتل

16 فبراير 2018
قتل أخيراً 17 شخصاً بإطلاق نار في مدرسة(ديفيد ماكنيو/getty)
+ الخط -
ركز حاكم ولاية كنتاكي الأميركية، مات بيفين، في بيانه الأخير، على دور ألعاب الفيديو العنيفة، في صناعة الموت، في أعقاب حادثة إطلاق النار التي أسفر عنها مقتل 17 شخصًا على الأقل، يوم الأربعاء الماضي، في مدرسة ثانوية بالقرب من بوكا راتون بولاية فلوريدا، من دون الإشارة إلى السهولة التي أصبح المرء يحصل بها على السلاح.

وقال بيفين في لقاء صحافي يوم الخميس الماضي مع الإعلامي ليلاند كونواي: "تصنف بعض ألعاب الفيديو كألعاب للبالغين، إلا أن الأطفال يلعبونها أيضًا بسبب عدم وجود رادع، والجميع على دراية بذلك". وأضاف: "تحتفي هذه الألعاب بقتل الناس، وتصوره كشيء بطولي، حيث يحصل اللاعب في بعضها على نقاط مقابل فعل ذات الشيء الذي حدث في المدرسة الثانوية، في حين يحصل على نقاط إضافية مقابل قتل شخص يتوسل أمامه من أجل حياته" وفقًا لموقع "أرستيكنيكا".

وأشار كونواي في اللقاء، إلى قرار المحكمة العليا الذي صدر عام 2011، ومنع القيود على محتوى الألعاب، قائلًا: "تشبه هذه الألعاب الأفلام الإباحية إلى حد كبير، من حيث الحط من قيمة الحياة البشرية، كرامة المرأة، وقيمة الآداب العامة، ونحن اليوم نحصد ما زرعناه بالأمس".

وطلب بيفين من منتجي هذا النوع من الألعاب أن يتحملوا المزيد من المسؤولية، وقال: "أعتقد أننا اليوم أمام سؤال مهم، ما القيمة التي تضيفها هذه الألعاب، لماذا نحتاج للعبة فيديو، مقال، أم فيلم يشجع على قتل الناس، أنا أطالب منتجي هذه المواد بالإجابة عن هذا السؤال، بعيدًا عن الدولارات التي يجنونها منها، والثمن الضخم الذي يدفعه المجتمع جراءها".

وكانت ألعاب الفيديو وغيرها من المواد الثقافية، جزءًا من قائمة طويلة من الأسباب التي اقترحها بيفين، لزيادة حوادث إطلاق النار في المدارس الثانوية، وفقدان المجتمعات للبوصلة الأخلاقية، كما أكد أن الآباء والمدارس يتحملون قسمًا من المسؤولية، بسبب ترك الأطفال يفعلون ما يرغبون به، من دون الاكتراث بالعواقب، وأشار بشكل موجز إلى دور تعاطي المخدرات في انتشار العنف، من دون التطرق لقضية انتشار السلاح، التي تشكل محور المشكلة.

وذكر بيفين أن بعض الأولاد، الذين كانوا يجلبون بنادق اللعب إلى المدرسة بشكل منتظم بعد أعياد الميلاد، في طفولتهم، هم أنفسهم من يسمحون لأطفالهم اليوم بفعل الشيء ذاته، وأضاف: "علينا كبالغين، أن نتوقف عن التصرف كالأطفال الذين كناهم، وأن نوضح لأولادنا الفرق بين الصحيح والخاطئ، حتى لو أننا لم نميز بينهما في طفولتنا".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها بيفين ألعاب الفيديو، كسبب محتمل لزيادة العنف في المدارس، حيث نشر فيديو في وقت سابق على "فيسبوك"، بعد أيام من حادثة إطلاق النار في مدرسة بينتون بكنتاكي، وصنف فيه ألعاب الفيديو، كجزء من نفايات الترفيه، التي تساهم في تشكيل الواقع المأساوي للشباب اليوم، وخاصة بعد ارتباطها بالكثير من مرتكبي الجرائم المراهقين، إذ ثبت أن الجانيين في مذبحة ثانوية كولومباين عام 1999 التي راح ضحيتها 12 طالبًا ومدرس، كانا مولعين بلعبة Doom.

وركزت بعض التقارير الإعلامية أيضًا، على ولع مطلق النار في مذبحة جامعة فرجينيا عام 2007، التي راح ضحيتها 33 شخصًا، بلعبة Counter-Strike، كما ذكر أحد المراهقين، في محاكمته بتهمة إطلاق النار على تجمع بشري كبير، أنه تدرب على انتقامه باستخدام لعبة Call of Duty: Modern Warfare 2.

وتبين الإحصاءات العالمية وجود علاقة وثيقة مطردة، بين قيمة إنفاق الفرد على الألعاب العنيفة، وعمليات القتل المرتبطة باستخدام الأسلحة، إلا أن الدراسات الاجتماعية لم تستطع إثبات هذه العلاقة بشكل قاطع، حيث أظهرت أحدها أن الأطفال الذين كانوا يلعبون بألعاب الفيديو، في التسعينيات من القرن الماضي، لوحظ عليهم زيادة طفيفة فقط في المشاكل السلوكية، في حين ذكرت أبحاث أخرى أن لاعبي ألعاب الفيديو العنيفة، يصبحون أقل حساسية تجاه العنف في الواقع، على الأقل في المدى القصير.

يذكر أن ألعاب الفيديو أصبحت محط اهتمام العديد من السياسيين والإعلاميين الذين يبحثون عن تفسير منطقي لهذه الموجة الكبيرة من العنف في الآونة الأخيرة، متجاهلين تأثير انتشار الأسلحة، على زيادة عدد حوادث إطلاق النار على التجمعات البشرية.

(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون