النمر الملكي في نيبال يبتعد عن الانقراض

النمر الملكي في نيبال يبتعد عن الانقراض

11 نوفمبر 2018
النمور وصلت حافة الانقراض خلال الحرب الأهلية النيبالية (Getty)
+ الخط -
استطاع القائمون على محمية بارديا الوطنية في جمهورية نيبال الحصول على آلاف الصور الملتقطة عبر كاميرات خفية، في أدغال المحمية، وخصوصاً النمور الملكية البنغالية، التي كادت تنقرض في هذا البلد الآسيوي، لكن أعدادها تضاعفت الآن، في المحمية.

نصبت أكثر من 3200 كاميرا لتسجيل أنشطة النمور. وقال مان باهادور خادكا رئيس قسم الحياة البرية والمتنزهات القومية في نيبال "لم تكن عملية سهلة، بل محفوفة بالمخاطر"، مشيراً إلى بدء هذه العملية التعداد في نوفمبر/ تشرين الأول 2017 وبحلول مارس/ آذار التالي، وجمع أكثر من 4 آلاف صورة للنمور.

إحاطة النمور بالرعاية والفرحة الوطنية، بإبعادها عن حافة الانقراض، يكلل تسع سنوات من الجهود المبذولة لحمايتها. فقد كشف إحصاء شامل في وقت سابق من هذا العام، أن عدد هذه القطط الكبيرة ارتفع من 121 في عام 2009 إلى ما يقدر الآن بنحو 235.

ويقول المضطلعون بحماية النمور إن وراء نجاح نيبال استراتيجية وطنية، لتحويل القرويين الذين يخافون من النمور، ويكسبون آلاف الدولارات من صيدها إلى حماة لها.

في عام 1900، قدر عدد النمور في العالم بأكثر من مائة ألف، لينخفض العدد إلى مستوى قياسي بلغ 3200 على مستوى العالم في عام 2010.

وفي نيبال تناقص عددها بشكل كبير، في أعقاب الحرب الأهلية التي دامت عقداً من الزمن، وانتهت عام 2006.

في عام 2009، غيرت الحكومة نهجها وذهبت إلى تجنيد الهيئات المجتمعية لحماية الحيوانات، وتجنيد مئات من المتطوعين الشباب لحماية المحميات الوطنية في نيبال، وتسيير دوريات لمراقبة الصيادين، ورفع الوعي وحماية الموائل الطبيعية.

وقالت سانجو باريار (22 عاماً) التي كانت مراهقة عندما انضمت الى جماعة لمكافحة الصيد غير المشروع "النمور ثروتنا وعلينا حمايتها"، مضيفة "يعي الناس أنه إذا نمت أعداد النمور ووحيد القرن، سيأتي السياح ويجلبون الفرص. إنه أمر جيد بالنسبة لنا".

وبعد هذه الجهود، أصبح السكان المحليون ينبهون مسؤولي المحمية، إذا رأوا أي شيء، أو أي شخص مشبوه.

وتفرض نيبال عقوبات صارمة على الصيادين تصل إلى 15 سنة سجناً وغرامة باهظة. وفي مارس/ آذار الماضي، ألقت الشرطة القبض على صياد كان هارباً منذ خمس سنوات، بعد ضبطه مع خمسة جلود للنمور و 114 كيلوغراماً من العظام.

ويعتقد أن السلع المهربة كانت موجهة إلى الصين، وهي سوق كبير لمهربي الأحياء البرية، حيث تستخدم قطع الحيوانات النادرة في الطب التقليدي.

في عام 2010، وقعت نيبال و12 دولة أخرى اتفاقاً لمضاعفة أعداد النمور بحلول عام 2022. ومن المقرر أن تكون الدولة الواقعة في جبال الهيمالايا أول من يحقق هذا الهدف.

لكن المدافعين عن حماية البيئة يدركون أن ارتفاع أعداد النمور هي أيضاً أخبار جيدة للصيادين والسوق السوداء المربحة التي توفرها مع قطع الحيوانات المهددة بالانقراض.

يقول اشوك بهانداري أحد حراس المحمية الوطنية "من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن نظل يقظين".

يذكر أن محمية بارديا واسعة النطاق بمساحة 968 كيلومتراً مربعاً، وهي إضافة إلى النمور الملكية، موطن للفيلة وحيوانات وحيد القرن. وتتنوع المحيمة ما بين غابات السافانا، والغابات المطيرة والنهرية، وتحيط بها قرى تسكنها مجموعة عرقية أصلية تسمى "ثارو".

وتشهد المحمية إقبالاً سياحياً من منتصف سبتمبر/أيلول حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول ومن بداية فبراير/شباط حتى نهاية مايو/ أيار، إذ تتراوح درجات الحرارة ما بين 25 إلى 37 درجة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

دلالات

المساهمون