The Mummy بداية محبطة لسلسلة أفلام الوحوش

The Mummy بداية محبطة لسلسلة أفلام الوحوش

15 يوليو 2017
توم كروز في افتتاح الفيلم في نيويورك (Getty)
+ الخط -
منذ عامين، أعلنت شركة "يونيفرسال" نيتها بدء سلسلة سينمائية جديدة، تجمع فيها شخصيات الأشرار والوحوش الشهيرة التي قدمتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ولكن في عالم واحد هذه المرة يسمى Dark Universe. ويصبح من المتوقع أن نرى فيه "فرانكشتاين" يواجه "دراكولا" و"الرجل الخفي" يجتمع مع "شبح الأوبرا"، وصولاً إلى ضمّهم جميعاً في فيلم واحد أسوة بما ابتكرته "مارفيل" في سلسلة The Avengers، وسارت على دربها "دي سي" في جمع شخصيات "باتمان" و"ووندر وومان" وغيرهم.
لذلك، فإن الأهمية الحقيقية لفيلم The Mummy ليست في كونه إعادة إنتاج للشخصية المرعبة التي قدمت في عدة أفلام سينمائية من قبل، وأشهرها العمل الذي يحمل نفس الاسم من إنتاج 1999، ولكن في كونه الخطوة الأولى في هذا العالم، وتأسيس للشخصيات التي سترافقنا بعد ذلك. لذلك، فقد منحت شركة "يونيفرسال" للعمل كل مقومات النجاح: التكلفة الإنتاجية، 6 كتاب سيناريو على رأسهم كريستوفر مكويري الذي سبق له الحصول على الأوسكار، نجوم بحجم توم كروز وراسل كرو، إلا أن النتيجة النهائية كانت كارثية، سواء على المستوى الفني، أو على مستوى الاستقبال الجماهيري، والخسائر الضخمة التي تسبب فيها.
يؤسس الفيلم لـ3 شخصيات، الأولى هي شخصية "أمنت" أو "أمنحوتب"، الأميرة الفرعونية التي عاشت قبل آلاف السنين، وكانت تستعد لحكم مصر، لولا ميلاد طفل ذكر لوالدها سيؤول إليه الإرث، مما يجعلها تمتلئ بالحقد والشر وتعقد اتفاقاً مع "سيت" (إله الموت) ليحكما العالم، تقتل والدها وأخيها، ولكن يفشل المخطط ويتم القبض عليها وتحنيطها، ومع إيجاد "التابوت" الذي دفنت فيه في العصر الحالي تعود للحياة. لتتفاعل مع الشخصيتين الأخريين: "نيك مورتن"، جامع الآثار والتحف الذي يشعر بشيء ما يجمعه بهذا التابوت ويجعله ركناً أساسياً في الحكاية، و"دكتور هنري جيكل"، الطبيب الذي يدير مؤسسة سرية، ضد "الوحوش والآلهة الذين سيغذون عالمنا" حسب تعبيره.
من تلك القصة، يظهر جانب أساسي من أسباب معاناة الفيلم والمستوى الضعيف جداً الذي خرج عليه، وهو اهتمامه بأن يكون "تمهيداً للسلسلة" عوضاً عن إحكام حبكته كعمل منفصل، لأن شخصية "المومياء" نفسها تبدو فرعية تماماً، تنتهي قصتها الرئيسية في الدقائق الأولى، وتصبح أقل حضوراً وأهمية وخطورة بكثير من مثيلاتها التي ظهرت في نسخة 1999، والتي أعطت الفيلم حينها (رغم عيوبه) بعض المشاهد الأيقونية التي كانت ثورية وجاذبة جماهيرياً، ولكن هنا لا تبدو طموحات "سيطرة العالم" و"روح الشر" حاضرة في المومياء، بقدر ما تظهر حبكة مرتبكة وغير واضحة لها علاقة بـ"مورتون" نفسه، ورغبتها في أن تتم الاتفاق مع "سيت" من خلاله ليحمل الروح الشريرة ويحكما العالم سوياً، لتكون نهاية العمل هي تمهيد لثنائية "الخير والشر" بداخل نيك مورتون، من أجل دمجها مع "عالم الوحوش" في أفلام لاحقة، وكذلك التأسيس لشخصية "دكتور جيكل" وظهور الجانب المظلم فيه "مستر هايد" في أحد مشاهد الفيلم ليكون المحرك الأساسي والعنصر المشترك، على الأغلب، في الأجزاء المتتابعة المقبلة.
اختيار توم كروز كبطل للفيلم، يحمل هو الآخر معضلة أخرى، فيظهر، وهو في الـ55 من عمره، أكبر كثيراً من شخصية "المستكشف الأثري" التي يفترض أن يقوم بها، غير مقنع تماماً في مشاهد الركض والحركة والصراع، ويجعل مظهر الفيلم "عجوزاً" جداً، وهو أمر سيتكرر لاحقاً في السلسلة التي تضم حتى الآن إلى جانبه وجانب راسل كرو، الممثلين خافيير بارديم (سيلعب دور وحش فرانكنشتاين) وجوني ديب (في دور "الرجل الخفي). ولا يبدو أن الاختيارات تمت بناء على ملاءمة الممثلين لشخصياتهم بقدر ما هو اتجاه لشكل السلسلة مرتبط بوجود "نجوم كبار" (حتى لو خفتت أسهمهم) في أدوار البطولة. وشخصية "كروز" تشير إلى أن هذا الاختيار خاطئ تماماً وسيضر السلسلة، تماماً كما ضرها أن يكون جزؤها الأول الذي يؤسس للعالم بهذا الضعف، وتصل خسائره المالية إلى قرابة 100 مليون دولار.


دلالات

المساهمون