اعتقال عراقية بادلت طقم أثاث بمخطوطة توراة نادرة

اعتقال عراقية بادلت طقم أثاث بمخطوطة توراة نادرة

03 مايو 2017
يبلغ طول المخطوطة 7 أمتار (فيسبوك)
+ الخط -

 

  

بين الحين والآخر، تعثر القوات الأمنية العراقية على آثار مسروقة أو تقبض على مهربين في حالة تكرّر الأمر، وذلك منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003. ويتعلق الأمر هذه المرة بمخطوطة قديمة للتوراة يبلغ طولها سبعة أمتار.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية وثائق من داخل محكمة التحقيق المركزية في بغداد، حيث صادقت على اعترافات متهمة بحيازة آثار، من بينها مخطوطة قديمة جداً للتوراة "لا تقدر بثمن".

وأكدت في أقوالها، أنها حصلت في عام 1991 على مخطوطة للتوراة لقاء "طقم أثاث"، وقالت متهمة قُبض عليها في بغداد، الأسبوع الجاري، "كان لدينا متجر لبيع المنتجات العريقة أديره مع زوجي في شارع السعدون يحمل اسم "أيام زمان"، لكننا أغلقناه بسبب الأوضاع الاقتصادية عام 1994".

وتابعت المتهمة "جاء رجلان إلى المتجر عام 1991، ومعهما مخطوطة وادعيا أنهما حصلا عليها من محافظة البصرة وعرضاها للبيع"، وأشارت إلى "أننا أبلغنا البائعين بعدم وجود أموال، وعرضنا عليهما استبدالها بأي شيء موجود في المتجر".

وأشارت المتهمة إلى أن "طول المخطوطة يبلغ سبعة أمتار، ومقسمة إلى 13 جزءاً، وقد وقع الاختيار على طقم أثاث مطلي بالفضة كنا قد عرضناه بمبلغ 6000 دولار في حينها، لكن لم يشتره أحد".

ولفتت إلى أنّ "شكوكاً راودتنا طيلة المدة الماضية بأن المخطوطة قديمة، وأردنا في الفترة الأخيرة معرفة حقيقتها، وفي اتصال مع إحدى الصديقات التي طلبت منها أن تدلني على شخص يقدر قيمة المخطوطة، وبعد الاتفاق مع أحد المقيمين، داهمتنا قوة أمنية وجرى القبض علينا".

من جانبها، ذكرت مصادر تحقيقية، أنّ المؤشرات الأولية تدل على أن المخطوطة المضبوطة بحوزة المتهمة لا تقدر بثمن، وأنها تمثل العهد القديم للتوراة مكتوبة بالخط العبري الآشوري، وأنها من مقتنيات اليهود المهاجرين من العراق منتصف القرن الماضي، وأن القوة الأمنية التي قبضت على المتهمة بموجب مذكرة قبض أصدرها القاضي المختص، عثرت بحوزتها أيضاً مسكوكات قديمة أثرية بعضها من الذهب والآخر من الفضة.

إلى ذلك كشفت المستشارة في المتحف البريطاني وعالمة الآثار العراقية، لمياء الكيلاني، في تصريحات صحافية، أنَّ عدد القطع الأثرية المسروقة من المتحف الوطني العراقي بعد العام 2003 يناهز 200 ألف قطعة أثرية.

وأكدت أنه لا توجد أرقام دقيقة مسجلة للقطع الأثرية المسروقة من المتحف الوطني العراقي، والقطع الأثرية المسجلة هي فقط المهمة، كما أشارت، إلى أن سرقة 5000 ختم سومري قد تمت من السراديب في المتحف الوطني العراقي.

وكانت العديد من المتاحف العراقية بعد أبريل/نيسان 2003 قد تعرّضت لعمليات سلب ونهب، كما تتعرّض المواقع الأثرية في عموم البلاد إلى عمليات نبش عشوائي وسرقة في ظل غياب الحراسة عليها، في حين قام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بعد سيطرته على الموصل وتوسعه في ما بعد في يونيو/حزيران من عام 2014، بتدمير الكثير من الآثار والتماثيل في متحف الموصل ومناطق أخرى في نينوى.

وبحسب مختصين فإنّ العراق تمكّن حتى بداية 2014 من استعادة نحو ستة آلاف قطعة أثرية من القطع المسروقة، فيما لا يزال البحث جارياً عن باقي الآثار المنهوبة داخل وخارج البلاد.

المساهمون