فلسطين على رمال بحر غزة: التأريخ بالحفر

فلسطين على رمال بحر غزة: التأريخ بالحفر

11 مارس 2017
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
حطّ التاريخ الفلسطيني رحاله من الذاكرة على رمال شاطئ بحر مدينة غزة، حيث استطاع الغزّي أسامة سبيتة، تأريخ القضية من نكبتها إلى اليوم، في 9 تواريخ حفرها على رمال البحر، ضمن معرض "الأرض بتتكلم"، الأول من نوعه في المدينة المحاصرة إسرائيليًا للعام الحادي عشر على التوالي.

وأقام سبيتة، معرضه الخاص والمختلف فكرة وتطبيقاً، على شاطئ غزة، في رسالة يريد من خلالها إحياء أبرز ما مرّت به القضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 مرورًا بالنكسة وانتفاضة الأقصى وغيرها من الحروب الثلاث التي دمرت الحجر والشجر وأوقعت آلاف الشهداء، خلال أعوام 2008، 2012، و2014.
وأوضح الفنان الفلسطيني، لـ"العربي الجديد"، أن "الأرض بتتكلم" هو الأول من نوعه في الوطن العربي، كونه يوصل رسائله بطريقة مختلفة عمن سبقوه، إذ أنه استخدم ما يُتقنه بالرسم على البحر والنحت برماله، في تأريخ القضية الفلسطينية ببعضٍ من أبرز ما مرّت به في السنوات الماضية.

9 أحداث بتواريخها، تشكلّت بلوحة فنّية جمّلت رمال البحر على طول 75 مترًا، لفتت أنظار رُواد ذلك المنفس الوحيد للمدينة التي هرِمت من آثار نكبات فلسطين وحروب دمرت واقع غزة، وأضحت تداعياتها تطفو على سطح الوجوه الشاحبة لسكان القطاع المحاصر.

وأشار سبيتة إلى أنه كابد الليل بالنهار ليستطيع إنجاز معرضه الأول من نوعه، في حين أن رسائل فنّه لا تخلو من زج قضية شعبه ومعاناتهم في صورة وشكل جديد، قد يُلقي بالاً لدى شعوب العالم بالنظر إلى ويلات الفلسطينيين وما عانوه على مدار التاريخ.
وقال: "نريد لفت أنظار العالم إلى أبرز محطات التاريخ الفلسطيني التي كانت وما زالت سببًا في ضياع حقوقهم وتدهور أوضاعهم المعيشية والاقتصادية"، ناهيك عن النكبة الفلسطينية التي كانت سببًا في تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وضياع حقهم في العودة لبيوت عاش بها أجدادهم.
ولفت إلى أنه اختار اسم المعرض كون الفن لا يقتصر على اللوحات الخشبية والجدران، إذ أن هناك طرقا أخرى للتعبير، كالتي نحتها على الرمال، في إشارة إلى أن اللوحة الطولية التي رسمها عليها توضح أن الأرض تحكي قصة الفلسطينيين وقضيتهم التي يعيشون من أجلها.

ويحترف سبيتة فنّ النحت والرسم على رمال البحر، عبر استخدام مواد بسيطة في كتابة ما يجول بخاطره على الرمل، بشكل لاقى إعجاب الفلسطينيين وغيرهم، ممن وجدوا في هذا الفن صورة أخرى وحديثة من صور التعبير عن معاناة الشعب، حيث يتفاعل الشاب مع أبرز الأحداث الفلسطينية بفنّه على الأرض.

المساهمون