الكتاب الأول عن تاريخ مهنة الحلاقة في غزة

الكتاب الأول عن تاريخ مهنة الحلاقة في غزة

10 اغسطس 2016
محمد يحمل الكتاب (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يجتمع الفلسطيني محمد بكير (32 عاماً)، في مكان عمله، مع أمثاله من الحلاقين في قطاع غزة، يُفتشون في صفحات الكتاب الذي تناول تاريخ الحلاقة بغزة، وأشهر ممارسي المهنة منذ ما قبل النكبة الفلسطينية، مبتهجين لكونه الكتاب الأول في فلسطين، والذي يتحدث عن تاريخ مهنتهم.
بكير كان له السبق في تأليف كتاب "الموسوعة التاريخية لمهنة الحلاقة وحلاقي مدينة غزة"، إذ لم يكن يتصور أن يتحقق حلمه في تأريخ المهنة التي عمل بها وتربى عليها من والده الحلّاق، منذ 16 عاماً، إلى أن تحقق مُراده، وينضم الكتاب إلى دائرة المكتبات الفلسطينية التي توثق تاريخ وأصالة الفلسطينيين.

ويوضح بكير لـ"العربي الجديد" أنه يعمل في مهنة الحلاقة منذ 16 عامًا، بعدما تتلمذ على يد والده الذي بلغ 45 عاما بالعمل في المجال نفسه، إذ كان الأول يتردد على المكتبات الفلسطينية، باحثًا عن كتاب يتناول فيه تاريخ الحلاقة، متسائلاً عن السر في عدم وجود كتاب واحد يتحدث عنها.
الثلاثيني أنهى دراسته الثانوية، وفرّغ وقته لتعلم الحلاقة، كونه يسعى لأن "يكون تلميذ أبيه بالمهنة"، ويقول بكير: "تاريخ الحلاقة في غزة منذ القدم، كان شاملا الأمور الصحية والخدمات الطبية على اختلاف حالاتها، فكان من الواجب إعطاء المهنة حقها في كتاب يُؤرخ للتاريخ".
ويضيف أنه قرر حينها خوض التجربة، وإنشاء كتاب عن الحلاقة في غزة، وبدأ جاهدًا في البحث عن السيرة الذاتية لأشهر حلاقي غزة القدماء بمساعدة والده.
ويبين بكير أن جمع المعلومات والتحقق منها، إضافة إلى توثيقها ببعض الصور لشكل الحلاقة بالماضي، اقتضى 3 أعوام كاملة حتى طباعته بنسخته الأولى، كونه يسعى لإنشاء الكتاب بجزئه الثاني مطلع العام القادم، بعد أن لاقى رواجاً واسعاً، وقبولاً من أصحاب المهنة وغيرهم في غزة.
ويحتوي كتاب "الموسوعة التاريخية لمهنة الحلاقة وحلاقي مدينة غزة" على 336 صفحة، ويضم نحو 700 صورة توثق الحلاقة في غزة بالماضي وأشكالها، ويتناول فصولاً عن تاريخ الحلاقة منذ عام 1945، إلى تطورها، والأدوات المستخدمة بالحلاقة بالماضي وطُرقها.
ويكشف بكير أن الكتاب يتحدث عن الحلاقة منذ القرن الماضي، كونها أخذت أشكالًا متعددة من الخدمات، ولم تقتصر على الحلاقة بحذ ذاتها، إذ كان الحلاقون يقدمون خدمات طبية متنوعة، كختان الأطفال، وخلع الأسنان وتقديم الوصفات الطبية، حتى تجبير الجروح والكسور وتطهيرها.
ويتابع أن الكتاب كذلك يتحدث عن 200 حلاق من غزة، ممن عملوا بالقطاع بعدما هجّروا من بلدانهم الفلسطينية عقب النكبة في عام 1948، مشيرًا إلى أن هناك 9 حلاقين منهم ما زالوا على قيد الحياة، منهم 3 لم يتوقفوا عن ممارسة المهنة إلى يومنا هذا.

ويلفت في كتابه إلى أن مهنة الحلاقة بغزة في القرن الماضي، لم تكن تأخذ شكل نقدياً في الدفع للحلاقين، إذ كانت تقتصر على تقديم بعض الطعام المنزلي أو البيض، وحبات البرتقال، وبعض الحاجيات البسيطة، إلى أن تطورت وأصبحت تعتمد على النقود.
ويقول بكير لـ "العربي الجديد": "أن أعداد الحلاقين قبل عام 1945 لم تتجاوز 45 حلاقاً، إلى أن تضاعفت أعدادهم عقب نكبة عام 1948"، مضيفًا أن الكتاب يتحدث أيضاً عن المهنة وتطورها في غزة بعد عام 1975، بعدها أصبحت شاهدةً على انتشار الحلاقين من وسط المدينة إلى صالونات خاصة بهم بكل أنحائها.

ويوضح بكير أنه واجه تحديات كثيرة خلال فترة طباعة الكتاب، إذ إن أغلب الحلاقين المشهورين في غزة كانوا لا يحتفظون بسيرة خاصة لمراحل مهنتهم.
ويطمح بكير إلى إصدار الجزء الثاني من الكتاب مطلع العام القادم، إضافة إلى سعيه لترجمة الكتاب إلى الإنكليزية ونشره في المكتبات الدولية، لجعل تاريخ المهن الفلسطينية وأصالتها، حاضراً في عقول الفلسطينيين وغيرهم، في سبيل استعادة حقهم الشرعي في كل الأرض الفلسطينية.

المساهمون