أسماء تاريخية مشهورة قد تكون وهمية... بينها شكسبير!

في عصرنا الحالي، حيث نجد المعلومات في كل مكان، من السهل البحث عن سير المشاهير أو السياسيين. لكن لم يكن الأمر بهذه السهولة في السابق. ولم تُكتب الحقائق عن العديد من الشخصيات التاريخية حتى سنوات وعقود أو حتى قرون، وعن الحياة التي زُعم أنهم عاشوها.

وبالنظر إلى هذا الوقت من الزمن، فإن الدليل على وجود هذه الشخصيات قد يكون قد اختفى تماماً، إلى جانب القصص التي تطاولها، وفق ما يؤكد موقع غرانغ المتخصص في كشف الحقائق التاريخية. 

إليك بعض الشخصيات المشهورة التي تعرفها واطلعت على قصصها، ولكنها قد لا تكون موجودة على الإطلاق، على الأقل وفق ما هو متعارف عليه...

1- وليام شكسبير



بالتأكيد كان وليام شكسبير العظيم حقيقياً، أليس كذلك؟ لديه كتابات وتوجد صور للرجل. كيف يمكن أن تكون زائفة؟ في الحقيقة، يجب إسقاط عبارة "بالتأكيد" عند التحدّث عن هذه الشخصية التاريخية المعروفة، إذ إن كثيراً من الشكوك تدور حول شكسبير، والعديد من الأبحاث والدراسات لم تتوصل حتى اليوم إلى نتيجة نهائية ومقنعة حول حقيقة شكسبير وأصالته.

وفي حين يؤكد عدد من الباحثين أن شكسبير هو نفسه الممثل وليم شكسبير من استراتفورد، الذي نسبت إليه الأعمال التي نعرفها اليوم، يكاد عدد من الباحثين الآخرين يجزم أن شكسبير كان مجرد واجهة لإخفاء الكاتب الحقيقي. لا بل يذهب بعضهم إلى التأكيد على أن هذا الاسم كان واجهة لرابطة من الكتّاب في ذلك العصر، وقد أعلن فعلياً 80 كاتباً أنهم "شكسبير" الحقيقي، بينهم أسماء مرموقة.

أما ما يزيد الشكوك، عدم توفر أي وثائق تشير إلى تحصيله العلمي في السياسة والتاريخ والقانون والاجتماع (نسبة إلى ما ورد في كتاباته) ولا توجد أي خطابات شخصية أو مذكرات أو مخطوطات أو ملاحظات كتبت بيده. هذه الفجوة أثارت اهتمام وحتى ميل كل من والت ويتمان وهيلين كير وسيغموند فرويد وتشارلي شابلن وغيرهم نحو نظرية أن "شكسبير" ليس هو الشخص المتعارف عليه.

2- روبن هود 



البطل الشعبي الأسطوري الإنكليزي روبن هود معروف بالسرقة من الأغنياء والإعطاء للفقراء؛ المقيمين في غابة شيروود مع عصابة من الخارجين على القانون. القصص هي بالتأكيد وهمية، ولكن هل كان روبن هود شخصاً حقيقياً؟ يؤكد الباحثون أن القصص إما مخترعة تماماً وإما هي مزيج من عناصر مأخوذة من مصادر تاريخية مختلفة.

ويصبح تحديد شخص واحد كأساس لاستلهام قصص روبن هود أكثر صعوبة، نظراً لأنه مع بداية قصته في القرنين الثالث عشر والرابع عشر بدأ كثير من الخارجين عن القانون الإنكليز يسمون أنفسهم روبن هود. 

ومع ذلك، فإن بعض المؤرخين تكهّنوا بأن روبن هود كان، في جزء من قصصه على أي حال، هو النبيل فولك فيتزوارين، الذي تمرّد ضد الملك جون. 

وفي برنامج "ملفات محيرة"، الذي بثته قناة ناشيونال جيوغرافيك، قيل إن المؤرخين بحثوا في ملفات قديمة ووجدوا مراجع عدة تشير إلى وجود روبن هود حقيقي، إذ أمضوا سنوات طويلة في التحقيق في ملفات تعود إلى القرون الوسطى... إلا أنه حتى اليوم لا توجد أي وثيقة تؤكد أن هذه الشخصية حقيقية تماماً.

3- هوميروس



هوميروس هو الشاعر اليوناني الذي كتب اثنين من الكتب التي أجبرك مدرس اللغة الإنكليزية على قراءتها في المدرسة الثانوية، وهما الإلياذة والأوديسة. على الرغم من شعبية وأهمية هذه الملاحم لا يزال مؤلفها يكتنفه الغموض. 

يؤكد الباحثون أن هوميروس لم يكن كاتب هذه الملاحم، ويرجّحون أن كاتبها سبق وجوده مولد هوميروس بنحو 1000 سنة. أما بالنسبة للشاعر نفسه، فيقول بعضهم إن هوميروس كان أعمى، في حين يقول مؤلف واحد على الأقل إن هوميروس كان في الواقع امرأة. ولا تتوفر حتى اليوم أي مستندات ووثائق لترجمات موثوقة لسيرته، في حين أن القصص المعروفة عنه تمثل تراكماً لقرونٍ عديدة من الحكي الشفاهي. ويعتقد بعض المؤرخين أن هوميروس لم يكن شخصاً واحداً، بل مجموعة من العلماء اليونانيين. 

4- ليكورغوس



قرأتم بالطبع عن ليكورغوس في كتب التاريخ في المدرسة، هو المشرّع الذي حوّل أسبرطة إلى مجتمعٍ عسكري، وأطلق الفضائل الإسبارطية الثلاث: المساواة بين المواطنين، واللياقة العسكرية، والصرامة.

ذكره كثير من المؤرخين والفلاسفة القدامى في كتاباتهم، مثل هيرودوت وأفلاطون وغيرهما، إلا أن كون ليكورغوس شخصية تاريخية حقيقية يظل غير مؤكّد حتى الآن.

ويعتبر عدد من المؤرخين أن هذه الشخصية لم تكن موجودة، وأن الشرائع التي نسبت إليها هي فعلياً مجموعة من القوانين التي جمعها شخص اسمه ليكورغوس (وهو ليس الشخصية المعروفة).

ويقول عدد من الباحثين إن هذه الشرائع كتبها عدد كبير من المؤلفين ولم تكن من وضع رجل بعينه، بل كانت طائفة من العادات نسّقت وصيغت حتى صارت قوانين، سميت من قبيل التيسير باسم الرجل الذي جمعها وقنّنها. وبالتالي ليكورغوس الشهير، الذي شكّل أساس قانون أسبرطة، يعتقد كثيرون أنه لم يكن حقيقياً.