متحف الخزف الإسلامي في القاهرة

متحف الخزف الإسلامي في القاهرة

20 نوفمبر 2017
بالمتحف معروضات من الطراز المصري المملوكي والأيوبي والأموي (Getty)
+ الخط -


في حي الزمالك بالقاهرة وعلى ضفاف نهر النيل؛ يقف قصرٌ مهيبٌ ذو شرفاتٍ إسلامية العمارة، وقبة تشبه قباب المساجد الأثرية وأعمدة رخامية وواجهة مزخرفة على الطراز المملوكي.

إنه قصر الأمير عمرو إبراهيم، حفيد الخديوي إسماعيل، شيده في عام 1923، ولكنه الآن يضم متحف الخزف الإسلامي الموروث منذ القرن الثاني الهجري، وآثاراً مجلوبة من العراق وسورية وإيران والأندلس والمغرب وتونس، بالإضافة إلى ما تركته أسرة محمد علي باشا من تحف خزفية نادرة.

يسمى المكان "مركز الجزيرة للفنون"، ويحتل المتحف طابقين من القصر، هما الطابق الأرضي والأول، ويجمع المكان بين عناصر الهندسة المغربية والتركية والأندلسية. ومدخل القصر الرئيسي من الواجهة الغربية له، ويرتفع عن الأرض عدة درجات من سلم رخامي، تعلوه شرفة ثلاثية الزوايا محمولة على أعمدة رخامية أيضاً، تعلوها مظلة خشبية عليها نص مكتوب بالخط الإسلامي المتشابك.

يضم القصر عدداً من القاعات الواسعة الفخمة، تتوسطها القاعة الرئيسية المغطاة بالقبة المميزة للقصر، وتقع في مركزها نافورة من الرخام الملون. والنافورة تأخذ شكلاً هندسيّاً مزخرفاً من البلاطات الرخامية المكونة للجدران، وبالقاعات مجموعة مذهلة من نوافذ الزجاج الملوّن والمعشق بالجص. وتحيط النوافذ بالقطر الدائري للقبة التي تعلو بارتفاع الطابقين.

في المتحف، قاعات مختصة بالتحف الإسلامية وفقاً للعصور التاريخية، مثل القاعة الفاطمية التي تعرض مقتنيات صنعت في مصر والمغرب العربي في عصر الفاطميين، وجدران القاعة مزخرفة حتى منتصفها ببلاطات ملونة باللون الأزرق والأبيض والأحمر، وفي كل بلاطة شكل هندسي يحيط به زهور صغيرة ملونة.

وعلى سقف القاعة لوحة زخرفية بداخلها اسم صاحب القصر الأمير عمرو إبراهيم مع عبارة: "لا غالب إلا الله" التي اتخذها بنو الأحمر شعاراً لهم في غرناطة الأندلسية قبل سقوطها. ويتوسط القاعة سفرة طعام صُنعت من الرخام، تعرض عليها العديد من القطع الفاطمية، كما تضم القاعة حوالي 74 قطعة من الأطباق والصحون والقوارير والقدور وغيرها. وجميع نوافذ وأبواب القاعة مزدانة بالزخارف الإسلامية.

أما القاعة التركية التي تقع على شمال باب المتحف، فتزدان جدرانها حتى منتصفها ببلاطات رخامية أيضاً باللونين الأزرق والأحمر على الطراز التركي، ويتكرر على السقف نفس الشكل الموجود في القاعة الفاطمية. وعلى اليمين من الباب توجد مدفأة لحرق الخشب، مخروطية الشكل ومصنوعة من البلاطات الخزفية  التركية وعليها كتابة داخل مربعات تحمل عبارات مثل "نعمة شاملة" ولا غالب إلا الله" ولفظ الجلالة في بعضها، واسم الرسول محمد في بعضها.

وتحوي القاعة 12 فاترينة زجاجية مختلفة الحجم والشكل، منها واحدة كبيرة تتوسط القاعة، وتعرض تلك الفاترينات 96 قطعة تعود إلى العصر العثماني بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وتتنوع المعرضات بين صحون وأباريق وأكواب وغيرها.

وفي المتحف أيضا قاعة للمعروضات من الطراز المصري المملوكي والأيوبي والأموي، وقاعة تسمى قاعة الأمير في الطابق العلوي، وفيها بعض الأثاث القديم للقصر في عهد الأمير عمرو، وخمس قطع أثرية ثمينة من المغرب وسورية، وتوجد كنبة بزخارف خشبية مذهبة وصندوق مجوهرات مطعم بالصدف، وسقف إحدى حجرات القاعة مغطى بالخشب المذهب كما كان شائعاً في ذلك العصر.

 

دلالات

المساهمون