مي الغصين: رحلة النقش على النحاس بدأت في المعتقل

مي الغصين: رحلة النقش على النحاس بدأت في المعتقل

04 سبتمبر 2016
تنقش الغصين على النحاس لحماية التراث (فيسبوك)
+ الخط -
تعتبر الفنانة الفلسطينية مي الغصين، (من مواليد قرية بيت سيرا، قضاء رام الله)، أنّ فن النقش والرسم على النحاس امتداد لهوايتها التي مارستها في الأسر، حيث قبعت لسنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

بدأت الرسم حين كانت وراء قضبان السجن في عام 1991، حيث أمضت خمس سنوات، وكانت تستغل أية مخلفات حولها لترسم بها، وتصنع المجسمات واللوحات التي تعبر عن الاعتقال والسجن ومعاناته. ومن بين الأدوات التي استخدمتها أنابيب معجون الأسنان الفارغة.

كانت ترسل هذه اللوحات كهدايا للأحبة خلال الزيارات، وبعد خروجها من السجن قررت أن تستكمل دراستها بعد أنهت الثانوية في السجن أيضاً، وكانت تصدر مجلة شهرية بعنوان "ولنا عودة"، وتقوم بتصميم غلافها وصفحاتها الداخلية.

بعد إطلاق سراحها، التحقت بكلية فلسطين التقنية، ودرست الفنون الجميلة، وحصلت على دورة فنية في الرسم على النحاس، على يد الفنان الفلسطيني عوض أبو عرمانة، ومن هنا بدأت رحلتها.

بدأ نشاط الغصين في اللوحات النحاسية مع إضافة قطع معدنية قديمة، لتعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة تجربة الأسر، وكذلك عن طقوس حياته اليومية.

تمكنت خلال سنوات قليلة من أن تنفرد بهذا الفن في فلسطين، واكتسبت جمهوراً أعجب بمعارضها داخل فلسطين وخارجها.

 أقامت دورات لنساء أحببن هذا الفن، كما قامت بتدريب الأطفال خلال عملها كمتطوعة في المخيمات الصيفية. تشير إلى أنّ سعادتها تكمن حين يسألها أطفال القرية عن موعد الدورة الجديدة. وتؤكد أنّ هؤلاء هم نواة طيبة وسهلة لتعلم الفنون، وقضاء وقت فراغهم.

تطمح الفنانة إلى إقامة ناد للمبدع الصغير في قريتها، يهتم بالمواهب الفنية عموماً لدى الطفل، مثل الرسم والحرف اليدوية والقراءة، وقد طرحت الفكرة على محافظة رام الله وتنتظر المساعدة منها، وهي ترى أن مشروع الرسم والنقش على النحاس من وسائل المحافظة على التراث الفلسطيني.






المساهمون