انقلاب "أرابتك"

انقلاب "أرابتك"

03 نوفمبر 2014
الكل ينقلب، فلماذا لا تنقلب "أرابتك" الإماراتية على المصريين؟(أرشيف/Getty)
+ الخط -

الكل ينقلب، فلماذا لا تنقلب شركة أرابتك الإماراتية على المصريين؟

وإذا كان قيادات المؤسسة التي تعاقدت معها الشركة لبناء مليون وحدة سكنية قد انقلبوا على الرئيس الشرعي للبلاد، فما العيب أن تنقلب شركة العقارات المملوكة لحكومة خليجية تؤيد الانقلاب في مصر منذ اللحظة الأولى؟

انقلاب أرابتك أخذ صوراً عديدة تصب كلها في اتجاه واحد، وهو أن الشركة ضحكت على ملايين المصريين الذين تصوروا في لحظة ما أنها ستحل أزمة السكن بشكل جذري، وهي الأزمة التى فشلت كل الحكومات المصرية المتعاقبة في حلها.

البداية كانت في مارس/آذار الماضي، حينما أعلنت شركة أرابتك عن اتفاقها مع الجيش المصري على بناء مليون وحدة سكنية للفقراء ومحدودي الدخل، خاصة من الشباب، والنهاية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، حينما تبين أن المشروع موجه للأغنياء والطبقة المتوسطة، وأن هناك قراراً رئاسياً بانسحاب الجيش من المشروع وإحالته لوزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية.

أرابتك تصورت أن مشروع المليون شقة هو بمثابة مشروع العمر بالنسبة لها سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً.

فسياسياً سيساعد مشروع المليون وحدة سكنية المشير عبد الفتاح السيسي في معركة الانتخابات الرئاسية وحصد مزيد من الأصوات، وسيقنع المشروع ملايين المصريين بضرورة دعمه، لأنه راعى الاتفاق مع الشركة الإماراتية ويرأس قمة المؤسسة التي ستشرف علي تنفيذه، وسترسل الشركة أيضاً من خلال المشروع رسالة قوية مفادها دعم الإمارات القوي للمشير السيسي في معركته ضد جماعة الإخوان المسلمين.

ومن جهة أخرى فإن الشركة الإماراتية ستدخل في شراكة مع الجيش المصري حال تنفيذ المشروع السكني، وهو ما يعطي لها قوة سياسية ونفوذاً بين منافسيها وثقة في أنشطتها.

وأرابتك رابحة اقتصادياً؛ لأنها ستحصل على الأراضي بالمجان ومزودة بالمرافق، ولن تتحمل تكلفة كبيرة عند تنفيذ المشروع؛ لأن البنوك المصرية ستوفر 288 مليار جنيه وما يعادل 40 مليار دولار لتمويل الإنشاءات والمباني، وكذا ستقوم البنوك بتمويل مشتري الوحدات السكنية عند طرحها.

واجتماعياً، فإن أرابتك تلعب على وتر خطير يتعلق بأزمة السكن، وهي من الأزمات العنيفة التي فشلت الحكومات المتعاقبة في حلها، حيث تحتاج مصر أكثر من 600 ألف شقة جديدة للمتزوجين حديثاَ.

البعض تصور خطئاً أن "الحداية بترمي كتاكيت"، وأن شركة تعاني من عجز مالي ونقص في السيولة ومديونيات متأخرة لدى عملائها بقيمة 2.5 مليار دولار ستساند فقراء مصر الذين يزيدون عن ربع الشعب، وستدعم شبابها المطحون القابع علي المقاهى في انتظار فرصة عمل حتي ولو مؤقتة، وأن شركة شيدت أطول برج في العالم وتبني القصور والفيلات والمولات التجارية والفنادق ذات السبع نجوم، ستبني وحدات سكنية لمعدومي الدخل وسكان العشوائيات والقبور.

المساهمون