بكين تدعو واشنطن إلى التعامل مع المسائل التجارية بعقلانية

بكين تدعو واشنطن إلى العقلانية التجارية... وتفاؤل أوروبي بالاستثناء من رسوم ترامب

20 مارس 2018
الرسوم على الصلب تهدد باندلاع حرب تجارية عالمية (Getty)
+ الخط -

دعا رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانغ، الولايات المتحدة، الثلاثاء، إلى التعامل مع مسائل التجارة "بعقلانية". فيما أعلن مسؤولون أوروبيون عن تفاؤلهم، خلال المحادثات الجارية مع مسؤولين أميركيين حول الرسوم الجمركية الأميركية المقررة على الصلب والألومنيوم.

وقال لي، خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء الجلسة السنوية العامة لمجلس النواب "نأمل أن يظل الجانبان ملتزمين بالعقلانية، وعدم التصرف تحت تأثير العاطفة، وتجنّب حرب تجارية".

ويدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ إجراءات جديدة بحق الصين حول ما يقول إنه "سرقة" للملكية الفكرية الأميركية، وذلك بعد أن أعلن رسوما جمركية على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم من عدة دول، إلا أن لي تعهّد بتوفير "حماية صارمة للملكية الفكرية للشركات الأميركية".

وكان ممثل الولايات المتحدة للتجارة، روبرت لايتهايزر، اقترح مؤخرا فرض ما مجمله 37 مليار دولار من الرسوم على الصين، لكن ترامب يريد نسبة أعلى، بحسب وسائل الإعلام الأميركية.

وبلغ حجم العجز التجاري الأميركي إزاء الصين، 375 مليار دولار، في عام 2017، لكن الصادرات الأميركية إلى هذا البلد كانت قياسية أيضا للفترة نفسها.

تفاؤل أوروبي

بدوره، أعلن وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، خلال زيارة إلى واشنطن الإثنين ونشرتها "فرانس برس" اليوم، أنه يمكن التوصل إلى تسوية هذا الأسبوع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم.

وقال وزير الاقتصاد للصحافيين خارج البيت الأبيض "إن المباحثات مع المسؤولين الأميركيين قد تجعل من الممكن إيجاد حل يمكن من خلاله تفادي الانزلاق إلى حرب تجارية كبيرة".
وأعطت هذه التعليقات أملا بحصول انفراج بعد أسابيع من التجاذبات التجارية الدولية المتصاعدة.

وأشار ألتماير إلى أنه "على اتصال وثيق مع مفوضة الاتحاد الأوروبي المسؤولة"، في إشارة إلى سيسيليا مالمستروم، مضيفا أن على "ألمانيا أن تدعم هذه المحادثات". 

كما لفت إلى أنه من المقرر أن يلتقي مع الممثل التجاري الأميركي، روبرت لايتهايزر، اليوم الثلاثاء، ولم يقدّم المسؤول الألماني أي تفاصيل عن الترتيبات الجديدة الممكنة، لكنه أكد أن وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، يشاركه التفاؤل.

وقال المسؤولان، في بيان مشترك "جمعتنا مناقشات أولية بنّاءة جدا في كل الأمور ذات الصلة في علاقتنا الاقتصادية، واضعين نصب أعيننا تخفيف التوتر التجاري"، وتابعا "نتوقع المزيد من المناقشات خلال الأيام القليلة المقبلة".

ويأتي هذا الإعلان قبل الزيارة المقررة، هذا الأسبوع، لمفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي، سيسيليا مالمستروم، إلى واشنطن، والتي ستلتقي خلالها أيضا روس ومسؤولين أميركيين آخرين، اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء.



وخلال حديث مع الصحافيين في بروكسل، أمس الإثنين، قالت مالمستروم إنها مستعدة للعمل بشكل بناء مع واشنطن للتوصل إلى حل مشترك، لكنها كررت أن الصادرات الأوروبية لا يجب أن تكون خاضعة للرسوم الجديدة، وقالت "يجب استثناء الاتحاد الأوروبي بكامله". 
وصدّرت أوروبا ما قيمته 6.5 مليارات دولار من الصلب، و1.4 مليار من الألومنيوم، العام الماضي.

كان المسؤولون الأوروبيون قد هددوا بالرد على رسوم ترامب، وأصدروا لائحة بالصادرات الأميركية التي يمكن استهدافها، بينها منتجات الألبسة ليفايز ودراجات هارلي ديفيدسون وزبدة الفستق، لكن تسوية ما يمكن أن تقلل المخاوف من إجراءات تجارية متبادلة، ما يمكن أن يكبح الزخم الاقتصادي ويزيد الضغوط التجارية. 

وبعد التعهد في البداية بعدم إعفاء أحد من الرسوم الجديدة، أعلن ترامب أنه سيتم إعفاء كندا والمكسيك من الرسوم التي ستدخل حيز التنفيذ نهاية الشهر الجاري، قبل أن يضيف أستراليا إلى قائمة الدول المرجح أن يتم إعفاؤها.

وبدأت وزارة التجارة، الإثنين، قبول استمارات من المستوردين الأميركيين للحصول على إعفاءات على منتجات معينة مصنوعة من الصلب والألومنيوم، وأوضحت الوزارة أن ذلك سيجعل الرسوم محددة بشكل أكبر، ويقلل احتمال تكلفة أعلى على المصنّعين والتجار.

وواصل ممثلو صناعة الصلب، الضغط على البيت الأبيض، آملين إقناع ترامب بإلغاء قرار بشأن الرسوم. وفي خطاب حصلت عليه صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت هيئات تجارية إن الرسوم ستتسبب في "سلسلة ردود فعل ذات تداعيات سلبية". 

وسيطر القلق على شركاء الولايات المتحدة التجاريين والمجموعات الصناعية والنواب الجمهوريين والأسواق الذين كانوا في فترة ترقب، وسط مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية، منذ إعلان ترامب، هذا الشهر، بطريقة مفاجئة، فرض رسوم بقيمة 25% على واردات الصلب، و10% على الألومنيوم، بدعوى حماية المصالح الوطنية الأميركية.


(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون