أوروبا تناقش مقترحات لـ"دور عالمي أقوى لليورو"

أوروبا تناقش مقترحات لـ"دور عالمي أقوى لليورو"

06 ديسمبر 2018
محل صرافة في لندن (Getty)
+ الخط -
نشرت المفوضية الأوروبية اليوم الخميس، العديد من المقترحات لتعزيز دور عملة  اليورو على المسرح العالمي. وحسب وكالة "يورو نيوز"، طرحت المفوضية مقترحاتها في تقرير مفصل وزعته في كتيب، أوضحت فيه الاستراتيجية المستقبلية "نحو دور عالمي أقوى لعملة اليورو".

وكان وزراء المالية في منطقة اليورو قد أعلنوا أمس الأربعاء، أنهم اتفقوا على تعميق الاتحاد المصرفي، وتعزيز صندوق إنقاذ سيادي لمنع إمكانية انتشار أزمة مالية تشهدها إحدى الدول الأعضاء إلى أعضاء الكتلة الآخرين مثلما حدث في أزمة إفلاس اليونان.

ونشر"العربي الجديد" سابقاً تقريراً مفصلاً قبل يومين تحت عنوان "كيف تعمل أوروبا على محاصرة الدولار"، ومن بين المحاور التي شملها التقرير، استخدام اليورو بدلاً من الدولار في المعاهدات والاتفاقات الدولية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالطاقة.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان صحافي: "لا تزال التجارة الأوروبية تتداول باستخدام الدولار، حتى في بعض الأحيان في التجارة بين الدول الأوروبية، وهذا يسبب مخاطر للعملة والسياسة على حد سواء".

كما أيدت المفوضية التوصيات الخاصة بانتشار أوسع لعملة اليورو، ودعت الدول الأعضاء في المنظمة إلى استخدام اليورو "في المجالات الاستراتيجية".


ويشير التقرير الأوروبي، إلى أن هناك تحفيزاً لمقدمي الخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي على التوصل إلى "نظام دفع فوري متكامل تماماً في الاتحاد الأوروبي"، بدلاً من الاعتماد على "عدد صغير من مزودي الخدمات العالميين عند إجراء عمليات الدفع عبر الإنترنت".

ومن المتوقع أن يناقش الزعماء الأوروبيون خطة تعزيز اليورو في المسرح العالمي الأسبوع المقبل، حيث أوضحت المفوضية أن تعزيز دور اليورو وتقويته يتطلب تقوية الجانب الاقتصادي والمالي للتكتل "بما في ذلك اعتماد جميع المقترحات المعلقة لاستكمال الاتحاد المصرفي والتقدم الحاسم في اتحاد أسواق رأس المال".

وفيما يتعلق بخطوات ملموسة بهذا الشأن، فإن المفوضية بصدد اقتراح استخدام اليورو في عقود الطاقة على دول التكتل، حيث يتم تسعير جميع واردات أوروبا من النفط بالدولار، فضلاً عن 70% من واردات الغاز.

واليورو هو العملة الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي، ويعد ثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي بعد الدولار، ويتم التحكم باليورو من قبل البنك المركزي الأوروبي الذي يوجد مقره في فرانكفورت بألمانيا. كما أنه العملة الرسمية المتداولة في 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين، وكذلك العملة الرسمية في ست دول أخرى هي ليست أعضاء في التكتل.

وعلى الرغم من التقارب في الحجم الاقتصادي بين أوروبا وأميركا، إلا أن الدور الذي يلعبه الدولار في الاقتصاد العالمي يتفوق بثلاثة أضعاف على اليورو. 

ويقدر الحجم الاقتصادي لدول الاتحاد الأوروبي بحوالى 18.8 ترليون دولار، فيما تبلغ حصة عملة اليورو من احتياطات البنوك المركزية حوالى 20%، مقارنة بحجم الاقتصاد الأميركي المقدر بحوالى 20 ترليون دولار، فيما يأخذ الدولار حصة أكثر من 62% من احتياطات البنوك المركزية في العالم. 


ويركز التقرير الأوروبي على الفجوة ما بين القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي واستخدام اليورو كعملة عالمية.

وترى المفوضية الأوروبية أنها باتت محاصرة في قراراتها السيادية، حيث تفرض واشنطن على شركاتها "الحظر الثانوي" الذي يمنعها من حرية الحركة خارج نطاق القرارات السياسية الأميركية. وهو ما يحدث حالياً بالنسبة للحظر الإيراني، حيث تعارض أوروبا الحظر على طهران، ولكنها تجد صعوبة في المتاجرة مع إيران بسبب العقوبات الثانوية التي تفرضها أميركا على المتاجرة مع الدول المحظورة.

ومن بين أهم العوامل التي تحفظ قوة الدولار في الوقت الحالي هو ضعف العملات التنافسية الأخرى، فمنطقة اليورو تعاني من مشاكل، والصين حذرة من مسألة تدفق رؤوس الأموال المفتوحة والتجارة العالمية.

يحدث ذلك في الوقت الذي تعارض فيه معظم دول العالم السياسات الأميركية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

المساهمون