مصارف الاستثمار تتوقع انخفاض أسعار النفط في 2018

مصارف الاستثمار تتوقع انخفاض أسعار النفط في 2018

01 سبتمبر 2017
هارفي يعطل صناعة التكرير (سكوت اولسن/ Getty)
+ الخط -

خفضت مصارف الاستثمار العالمية توقعاتها لأسعار النفط في العام المقبل 2018 إلى 54 دولارا في المسح الشهري الذي نشرته "وول ستريت جورنال" اليوم الجمعة.

وحسب المسح الذي نشرته الصحيفة المالية الأميركية، وشمل 14 مصرفاً استثمارياً، فإن خبراء النفط في هذه المصارف توقعوا أن يبلغ سعر خام برنت في المتوسط خلال العام المقبل 2018 نحو 54 دولاراً بانخفاض دولار واحد عن توقعاتهم لسعر الخام الخفيف في شهر يوليو/ تموز الماضي.

وهو ما سيؤثر على خطط مجموعة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" الطامحة لضبط الحصص وخفض الانتاج لتحسين أسعار البترول في الأسواق العالمية. 

يذكر أن خام برنت، هو الخام الذي تقاس عليه معظم الخامات العربية الخفيفة، أي المنخفضة الكبريت. كما توقع المسح أن ينخفض خام غرب تكساس الأميركي الوسيط في المتوسط خلال العام المقبل دولارين إلى 52 دولاراً، مقارنة بتوقعاتهم له في شهر يوليو/تموز الماضي.

وربط محللون استندت إليهم الصحيفة بين إعصار هارفي وبين التأثرات الكبيرة على الأسعار حينما تنحسر الفيضانات ويتم حساب خسائر إنتاج النفط والمصافي بشكل فعلي بعيداً عن التقديرات المتفاوتة التي نشرت حتى الآن في ولاية تكساس الغنية بالنفط.

وهنالك مخاوف من إعصار آخر في طور التكوين ربما يضرب بعض السواحل الأميركية، وهو إعصار "أرما"، الذي يتحرك نحو السواحل الأميركية بسرعة 180 ميل/ساعة حسب مصلحة الأرصاد الأميركية.

وقالت وزارة الطاقة الأميركية يوم الخميس، إنها ستفرج عن مليون برميل من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي وذلك في ظل الارتفاع الحاد لأسعار وقود السيارات بفعل الأضرار التي ألحقتها العاصفة المدارية هارفي بصناعة النفط.

وبحسب بيان للوزارة نقلته وكالة رويترز، فإن الكمية المفرج عنها ستُوجه إلى مصفاة "فيليبس 66" في مدينة ليك تشارلز بولاية لويزيانا والتي لم تتأثر بالعاصفة التي ضربت الساحل الأميركي على خليج المكسيك لعدة أيام.

وهذا أول سحب من الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي منذ عام 2012 وتشمل الكمية 400 ألف برميل من الخام منخفض الكبريت و600 ألف برميل من الخام عالي الكبريت وستُرسل إلى المصفاة عبر خط أنابيب. ويحوي الاحتياطي الذي أنشئ في السبعينيات بعد الحظر النفطي العربي 679 مليون برميل من الخام.

والكمية المفرج عنها ضئيلة قياساً إلى حجم الاستهلاك الأميركي البالغ نحو 20 مليون برميل يومياً. وأوقف هارفي نحو ربع الطاقة التكريرية الأميركية بعد أن تسبب في سيول عارمة في هيوستن قبل أن ينتقل إلى لويزيانا وهي مركز تكرير مهم أيضاً للصناعة النفطية.

وكانت أسعار البنزين قد ارتفعت في العقود الآجلة للبنزين أكثر من 13% يوم الخميس وأغلق النفط الخام مرتفعا نحو ثلاثة بالمئة مع استمرار توقف نحو ربع طاقة التكرير الأميركية ومسارعة التجار إلى إيجاد مسارات بديلة لملايين البراميل من الوقود.

وصعدت عقود البنزين الأميركية الآجلة أكثر من 28 بالمئة منذ الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها في عامين متجاوزة الدولارين للغالون مدعومة بالمخاوف من نقص الوقود قبل أيام من عطلة يوم العمال الأميركي الذي يشهد طفرة في الرحلات. وارتفع سعر البنزين 25.52 سنتا بما يعادل 13.54 بالمئة ليتحدد سعر التسوية عند 2.1399 دولار.

كان الإعصار هارفي الذي تسبب في سيول عارمة بمركز صناعة النفط الأميركية في تكساس وأودى بحياة 39 شخصاً قد أصاب بالشلل ما لا يقل عن 4.4 ملايين برميل يومياً من طاقة التكرير وفقا لتقارير الشركات وتقديرات رويترز.

وقال مكتب السلامة والحماية البيئية التابع لوزارة الداخلية الأميركية إن نحو 13.5% من إنتاج النفط في خليج المكسيك متوقف حتى مساء الخميس.

وواصلت أسعار النفط انخفاضها في الأسواق العالمية، حيث سجل مؤشر بلومبيرغ للأسعار في صباح أمس الجمعة انخفاضاً بمعدل 32 سنتاً للبرميل لخام برنت، الذي بلغ في التعاملات الصباحية 52.54 دولارا للبرميل. كما انخفض خام غرب تكساس الأميركي الوسيط إلى 46.75 دولارا منخفضاً 48 سنتاً عن المستويات التي سجلها في إغلاق البورصة الأميركية مساء الخميس.

وقال أوليفر جاكوب من شركة "بتروماتركس" للاستشارات الأميركية لرويترز "إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة أصبحت عند مستويات لا تبلغها عادة إلا عندما يكون سعر النفط نحو 84 دولاراً للبرميل بينما تبلغ أسعار العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط الأميركي 51 و46 دولارا على الترتيب". وقال جاكوب "لا بد أن أوبك تستشيط غضباً، إنهم لا يحصلون على أي من هذا (المكسب)".

وعلى خلاف الأعاصير الكبيرة السابقة مثل كاترينا في 2005 فإن أسعار النفط انخفضت فعلياً خلال الإعصار هارفي مع تركيز المتعاملين على الأثر السلبي على طلب المصافي الأميركية المتضررة بدرجة أكبر من الضربة التي تلقتها الإمدادات بسبب تضرر الإنتاج. وقال جين مكجيليان مدير أبحاث السوق في "تراديشن إنرجي": "السوق عكست اتجاهها بشكل حاد.. هناك بعض المؤشرات على استعادة التوازن بصرف النظر عن هارفي".

وحتى الآن تفاوتت التقديرات للطاقة الإنتاجية التكريرية التي تم تعطيلها بواسطة الاعصار هارفي، حيث قدرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، طاقة التكرير المعطلة بحوالى 3.9 ملايين برميل يومياً، فيما قدر مصرف "غولدمان ساكس"، الكمية بحوالى 4 ملايين برميل. وقال المصرف في نشرته المالية إن "10% من هذه الطاقة ستحتاج إعادتها إلى شهور".

المساهمون