مزارعو قصب السكر في مصر يهددون بعدم توريد المحصول

مزارعو قصب السكر في مصر يهددون بعدم توريد المحصول

21 ديسمبر 2016
مزارعو قصب السكر يهددون بوقف توريد المحصول (وكالة الأناضول)
+ الخط -

رفض مزارعو قصب السكر في محافظات صعيد مصر "أسوان - الأقصر - قنا - سوهاج" حصد محصول قصب السكر في موعده المحدد نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، بسبب إصرار الحكومة على زيادة سعر طن القصب 100 جنيه فقط، ليكون 500 جنيه بدلاً من 400 جنيه خلال الموسم الجديد لحصاد المحصول.

وأكد المزارعون أن هذا السعر لا يغطي تكاليف المحصول، معللين ذلك، بارتفاع أسعار الغاز والسماد، وتكاليف المصروفات التي يتكبدها المزارع طوال العام.

وأشار عدد من المزارعين إلى أن رفضهم حصد المحصول هذا العام، جاء أيضاً بسبب ارتفاع أسعار السكر في المحال التجارية، بحيث وصل سعر الكيلوغرام من السكر إلى 17 جنيهاً، كما أن طن السكر الذي ينتج نحو 110 كيلوغرامات، يصل سعره إلى 1870 جنيهاً، بفارق 1370 عن سعر الحكومة، ناهيك عن استخراج الكثير من المنتجات من القصب مثل العسل الأسود. كما يدخل مصاص القصب بعد استخلاص السكر منه في الكثير من الصناعات المحلية، مثل صناعة الورق والخشب الحبيبي والكحول والخل وخميرة البيرة الجافة وغيرها من الصناعات.

بدوره، قال عضو لجنة الإرشاد الزراعي في محافظات صعيد مصر محمد عبد الكريم حماد  "وقع ظلم كبير على مزارعي قصب السكر في مصر، بسبب رفع سعر الطن 100 جنيه فقط"، مؤكداً أن هذه السلعة الاستراتيجية تواجه أزمة كبيرة غير مسبوقة في منطقة الصعيد التي تشتهر بزراعة القصب، كما أن الكثير من المزارعين فضّلوا بيع القصب إلى العصّارات التي تبيع "القصب عصيراً في الشوارع" لكون سعره أعلى من ذلك.

وأضاف أن "الزيادة الجديدة لا تقارن بالزيادة الكبيرة في أسعار العام الحالي، بعدما زادت أسعار الوقود والغاز وأجور العمال وغيرها، فضلاً عن تحميل شركات السكر المزارع تكلفة نقل القصب من الحقل إلى المصنع".

وطالب أحد أكبر مزارعي قصب السكر في محافظة الأقصر، طنطاوي محمود، الحكومة بالنظر إلى المزارع بعين الرحمة، وتلبية متطلباته قبل فوات الأوان، حتى لا تقف وحيدة في سد عجز احتياجات الشعب من السلع الأساسية والغذائية، حين "يزيل" الجميع يده.

وقال "إن رفع قيمة طن القصب إلى 800 جنيه طبيعي لصالح المزارع من أجل زيادة إنتاج المحصول أسوة بارتفاع أسعار الغاز والسماد، وتكاليف المصروفات التي يتكبدها المزارع طوال العام".

أما محمد محمود، مزارع في منطقة قنا التي يوجد بها 3 مصانع سكر هي "نجع حمادي -قوص - ودشنا"، فقد أكد أن هناك مشكلة أخرى تواجه المزارع، تتعلق بتعثر الكثيرين في تسديد القروض التي تمنح لمزارعي القصب من بنوك التنمية، والتي تهدد الكثير بالحبس.

وأوضح أن رفع سعر الطن إلى 800 جنيه، سيجعل المزارع قادرا على سداد القروض المفروضة، خاصة وأن المزارع اقترض بسبب عدم قدرته على متطلبات زراعة القصب، مهدداً بعدم توريد المحصول هذا العام وعدم زراعته مرة أخرى حال استمرار الحكومة على "إهانة المزارع" وعدم الحصول على حقوقه المشروعة، متهماً الحكومة بأنها وراء توقف عجلة الإنتاج، وابتعاد المزارع عن أرضه.

عبد الفتاح صابر، أحد مزارعي القصب في مركز قوص حديثه،  قال لـ"العربي الجديد" "ارتفعت أسعار السكر بشكل جنوني في الأسواق. وفي المقابل، فإن سعر طن القصب من المزارع لا يزال في التدني، ولا يغطي التكلفة بسبب ارتفاع الأسعار".

وأشار إلى أن تكلفة الفدان تصل إلى أكثر من 30 ألف جنيه، فيما يصل إنتاج الفدان من القصب إلى أقل من 40 طناً، وبحسبة بسيطة يكون العائد على المزارع هو 20 ألف جنيه فقط، إذا كان سعر الطن 500 جنيه، وهذا ظلم واضح من جانب الحكومة ضد المزارع.

وأوضح أن زراعة القصب بالصعيد مهددة بسبب تراكم المشاكل على المزارعين، محذراً من استمرار الحكومة في تجاهلها لمزارعي القصب الذي يعد أساس عملية التنمية.

المساهمون