النووي الإيراني يساعد باكستان على تفادي المظاهرات

النووي الإيراني يساعد باكستان على تفادي المظاهرات

29 يوليو 2015
جانب من مظاهرات أزمة الطاقة في باكستان (أرشيف/Getty)
+ الخط -
فتح الاتفاق النووي الإيراني المجال أمام مشروع أنبوب الغاز المتوقف بين إيران وباكستان ليخدم البلدين في تصدير الغاز لكل من باكستان والهند والصين معا. وتعاني باكستان من أزمة طاقة وكهرباء طاحنة، وتئن بسبب عجز هائل من آلاف الميغاواتات، وتواجه البلاد انقطاعات مستمرّة للإمداد الكهربائي.

ومن المقرر أن يفتح رفع الحظر الاقتصادي عن إيران الباب أمام الحكومة الباكستانية لاستيراد كميات من الغاز الإيراني تقدر بحوالي 2.5 مليارَي دولار سنويا، وذلك حسب تصريحات وزير الطاقة الباكستاني، شاهيد خاكين عباسي، في الأسبوع الماضي، ونقلتها صحيفة" فاينانشال تايمز".

ولدى باكستان عجز كبير في الغاز الطبيعي يصل إلى 2.5 مليارَي قدم مكعبة في الشتاء. ويسبب نقص الغاز أزمات لدى الشعب الباكستاني ومضايقات للحكومة الباكستانية، حيث تتبع النقص عادة مظاهرات شعبية.

وسيتمكن أنبوب الغاز الإيراني المقترح بين إيران وباكستان من تصدير غاز إيراني يقدر بحوالي 750 قدماً مكعبة سنوياً. وتأمل الحكومة الباكستانية مستقبلاً في زيادة هذه الكميات في حال الحصول على سعر مجز من شركة الغاز الإيرانية.

وقررت إسلام أباد بناء الجزء الباكستاني من خط أنابيب الغاز القادم من إيران بعد اتفاق الإطار النووي بين طهران والمجموعة الدولية. وتم إكمال الصفقة خلال زيارة الرئيس الصيني لباكستان حيث وقع على تمويل المشروع بكلفة ملياري دولار، بحسب ما نقلته صحيفة طهران تايمز.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال وزير الطاقة الباكستاني، شاهيد خاكين عباس: "لقد بدأنا وسوف نكمل هذا المشروع حتى النهاية". ومشروع أنبوب الغاز بين إيران وباكستان سيستخدم لاحقاً في تصدير الغاز الإيراني عبر باكستان للهند والصين.

ومن هذا المنطلق يلاحظ حرص الحكومة الإيرانية على المضي قدماً في تنفيذ الاتفاق حتى قبل رفع الحظر الغربي عن إيران، حيث أن منافع إيران من المشروع تفوق المصالح المالية التي تجنيها من بيع الغاز إلى زبون كبير والمصالح السياسية بربط باكستان معها بمصلحة مادية كبرى، إلى مد مصالح أخرى وهي فتح مجال للطاقة الإيرانية عبر باكستان إلى الهند والصين.

اقرأ أيضاً: باكستان تتوقع إحياء مشروع أنبوب غاز مع إيران

وعلى صعيد باكستان، فإن مصالح الغاز الإيراني تتجاوز تلبية النقص في غاز التدفئة وتوليد الكهرباء إلى مصدر دخل للحكومة الباكستانية من الرسوم، التي ستجنيها من عبور الغاز عبر أراضيها إلى الهند والصين.

وطرح المشروع لأول مرة منذ عشرين عاماً، كما أن الأنبوب الذي يبلغ طوله 1682 كيلومتراً، سينقل الغاز من جنوب إيران الى المدن الباكستانية مثل جاودير وناوباشاه، ومن ثم إلى كراتشي، أكبر مدن باكستان، والتي يبلغ عدد سكانها 27.3 مليون نسمة.

وحسب الخطة ستتم تغذية كراتشي بالغاز عبر أنابيب غاز موجودة أصلاً سيتم ربطها بمشروع أنابيب الغاز الإيرانية.

وتم تمويل مشروع أنبوب الغاز الإيراني بغطاء صينيّ، إذ مولت الصين القسم الأكبر منه، أي بنسبة 85% من كلفة المشروع التي تقارب الملياري دولار على شكل قرضٍ للحكومة الباكستانية، فيما تتولى شركة النفط الصينية الوطنية " ساينوبيك" بناء الأنبوب.

وحسب محللين " تواجه الحكومة الباكستانية ضغوطاً من الحكومة الإيرانية بالإسراع في تنفيذ المشروع، الذي ترى فيه خطوة مهمة لعزل باكستان عن السعودية ودول الخليج، ولتفادي عرقلة المشروع من قبل دول مجلس التعاون التي ترى فيه خطراً على مصالحها مع إسلام أباد.

وكانت الحكومة الباكستانية مترددة في السابق في تنفيذ المشروع، بسبب معارضة بعض أعضاء البرلمان له وتتذرّع بالحظر الاقتصادي الدولي على الحكومة الإيرانية.

ومن هذا المنطلق، يلاحظ أن إيران ربطت عقد تنفيذ مشروع أنابيب الغاز بعقوبات مالية تصل إلى 3 ملايين دولار عن كل يوم تؤجل فيه باكستان تنفيذ المشروع.

وفي حال اكتمال هذا المشروع، فإنه سيربط عملياً مصالح باكستان بإيران. كما أنه سيكون من أهم مشاريع ربط تصدير الغاز الإيراني بأسواق آسيا، التي تعد من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم للغاز.

اقرأ أيضاً:
التجار الإيرانيون في دبي يتطلعون إلى رفع العقوبات
الاقتصاد الإيراني بحاجة لوقت طويل للتعافي رغم رفع العقوبات

المساهمون