عربات الفول.. ملاذ آلاف العاطلين في مصر

عربات الفول.. ملاذ آلاف العاطلين في مصر

17 مايو 2015
إقبال كبير على عربات الفول في مصر (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تنتشر في العاصمة المصرية القاهرة آلاف عربات بيع الفول المدمس (المطهي)، بعد أن وجد فيها شباب ضالتهم لحل مشكلة البطالة، عبر مشروع صغير بدون الحاجة إلى رأس مال كبير، وتشهد هذه الأكلة الشعبية إقبالاً من المواطنين، ولا سيما في المناطق الشعبية.

ويقول صاحب عربة فول، محمود جابر، بشارع المحطة في محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، إن مشروعه مربح وفيه مكاسب وفيرة، رغم تراجع حركة المبيعات خلال الأيام الماضية.

وأضاف جابر البالغ من العمر 46 عاماً، والحاصل على دبلوم تجارة، أنه يتربح من بيع الفول يوميا مبلغاً يتراوح بين 250 جنيهاً (33 دولاراً) إلى 300 جنيه (39 دولاراً)، لكن يشتكي جابر من المضايقات التي يتعرض لها يومياً من قبل أفراد الشرطة وإدارة المحليات ومباحث التموين ووزارة الصحة، حيث تتهمهم بإشغال الطريق وعدم تطبيق الاشتراطات الصحية. وقال إنهم يطاردوننا رغم أننا لا نأخذ سوى مساحة متر مربع من الشارع، وأغلب

العربات تعمل فوق الأرصفة، وتلتزم بالشروط الصحية.

ويشير جابر إلى أن لديه ثلاثة أبناء، أكبرهم وائل في الصف الثالث الثانوي، ويحاول إلحاقه بكلية الطب، مشيراً إلى أنه من الأوائل على مستوى مدرسته. وأضاف أنه أنفق على أبنائه مبالغ كبيرة في الدروس الخصوصية.

كما يأمل أن يلتحق ولداه الآخران اللذان ما زالا في التعليم الابتدائي والإعدادي أيضاً بكليات القمة، مشدداً على أنه يوفر لهم كل وسائل الراحة، حتى لا يتعرضا للمصاعب.

وأكد جابر أنه لا يوجد وقت محدد للعمل، حيث لا يعود إلى منزله إلا بعد أن يبيع جميع الكميات لديه، في "قدر الفول" على العربة التي يمتلكها، موضحا أن متوسط ما يبيعه قدرا فول يوميا، يستغرق فيهم اليوم بأكمله.

اقرأ أيضاً: تحذيرات من نقص السلع الغذائية في مصر قبل رمضان

ويشتكي جابر من ارتفاع الأسعار الذي أثر في حجم المبيعات، موضحاً أن كيلو الزيت ارتفع من 8 جنيهات إلى 10 جنيهات، والخبز بلغ سعره ربع جنيه للرغيف، كما أن سعر أنبوبة البوتاجاز (غاز الطهي) وصل إلى نحو 75 جنيها في السوق السوداء، رغم أن سعرها الرسمي 8 جنيهات.

وأشار إلى أن زيادة التكلفة دفعته لرفع أسعار الوجبات التي يقدمها لزبائنه، بما يتراوح ما بين 20 إلى 30%، ما أدى إلى تراجع الإقبال في الآونة الأخيرة.

وأكدت دراسة سابقة قدمها الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات الاجتماعية والاقتصادية، أن عدد عربات الفول في مصر يبلغ نحو 60 ألف عربة، تكلفة الواحدة ما بين 4 إلى 5 آلاف جنيه ومتوسط أرباحها أكثر من 200 جنيه يوميا، ويأكل المصريون فولاً بقيمة 1.8 مليار جنيه في شهر رمضان فقط.

بينما قدرت شعبة الغلال بالغرفة التجارية بالقاهرة، متوسط استهلاك المصريين من الفول قرابة 300 ألف طن في السنة، وأكدت الشعبة أن استهلاك المصريين للفول المدمس يتضاعف خلال شهر رمضان ليصل إلى 70 ألف طن؛ أي ما يعادل ثلث الاستهلاك السنوي، ويوجد بالقاهرة وحدها نحو 81 ألف محل تجاري لبيع الفول.

وبجانب الفول يبيع جابر، الطعمية (الفلافل) التي يشتريها من أحد المحلات، والجبنة والبيض

المسلوق، بجانب الخبز الذي يتفق على شرائه من أحد أفران أقاربه الذي يوفر له الكميات التي يطلبها، مضيفا أنه لا يستعمل أية مواد ضارة لتسهيل عملية الطهي.

ويطالب جابر، الحكومة بحماية العربات بدلاً من مطاردتها، إذ سيساهم ذلك في حل مشاكل العديد من الشباب العاطلين، كما ستوفر خدمة جيدة للمواطنين.

وأكد جابر، أن تقنين وضع بائعي الفول وترخيص عملهم سيحقق أرباحا للحكومة، من خلال فرض ضرائب طفيفة على كل عربة فول، لا تحرمهم من المكسب ولا تؤثر على مبيعاتهم، وذلك من أجل توفير الأمان من البلدية (المحليات) التي لا ترحم، بحسب جابر، على أن يجدد الترخيص سنويا.

وكانت وزارة التموين والتجارة الداخلية أكدت أنها ستعمل علي تقنين عربات الفول، وتوفير حصص خبز مدعم لهم شريطة التنظيم والالتزام بتسعيرة معقولة يتحملها المواطن، غير أن هذا المقترح لم يطبق حتى الآن.


اقرأ أيضاً: مصريون يجهّزون أكبر طبق فول في العالم

دلالات

المساهمون