مصر: الأزمة الاقتصادية تعصف بأشهر محلات الفول بالإسكندرية

مصر: الأزمة الاقتصادية تعصف بأشهر محلات الفول بالإسكندرية

07 يناير 2015
أحد محلات الفول في مصر (أرشيف/getty)
+ الخط -

تشهد محافظة الإسكندرية شمال العاصمة المصرية القاهرة، حالةً من الاستياء والغضب بين المواطنين، بعد أن فوجئوا مع بداية العام الجديد بإعلان إغلاق محلات فول "محمد أحمد"، أشهر وأقدم المطاعم المتخصصة في تقديم الوجبات والأكلات المصرية والشعبية، لأول مرة منذ إنشائه عام 1957.

وتباينت وجهات النظر حول أسباب قرار الغلق وتصفية أعمال المحل العتيق، بعد أن اكتفى القائمون عليه بتعليق لافتة على واجهته مكتوب عليها "مغلق بسبب انتهاء فترة التعاقد وسيتم صرف مستحقات العاملين وفقا لأحكام القانون"، وأكد عدد من العاملين في المحل لـ"العربي الجديد" أن تدهور الحالة الاقتصادية ومشاكل إدارية مع الجهات الحكومية الدافع الرئيسي للإغلاق.
 
ويعدّ الفول من أشهر وأرخص الوجبات التي يعتمد عليها المصريون، ويبلغ متوسط استهلاكهم قرابة 300 ألف طن في السنة، ويعدّ شهر رمضان الأكثر استهلاكاً بنحو 70 ألف طن، ويوجد في العاصمة القاهرة وحدها نحو 81 ألف محل لبيع الفول، بحسب شعبة الحبوب بغرفة تجارة القاهرة.

ويتميّز مطعم "محمد أحمد" بالإسكندرية، منذ نشأته عام 1957، بتقديم الفول والفلافل، بمذاق ونكهات مختلفة تعرف بالطريقة الإسكندرانية التي تميّزه عن كثير من المطاعم التي تقدّم الوجبات نفسها.

فالمحل، المكوّن من طابقين، يقع في قلب الإسكندرية في منطقة محطة الرمل، وشهرته تخطّت حدود المحافظة، إلى درجة أنه لا يمكن أن يخلو أي برنامج سياحي للمدينة من زيارته، وأصبح مقصداً للعديد من المشاهير في مختلف المجالات الذين تزين صوّرهم وتوقيعاتهم جدران المكان، وأبرزهم الملكة صوفيا ملكة إسبانيا والممثل دينيس روسوس والأديب المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ، ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين، والمخرج صلاح أبو سيف، والفنان الراحل فؤاد المهندس.

وتحسّر العديد من رواده على ذكرياتهم فيه، فجاءت تعليقاتهم مزيجاً من الحزن والحسرة لفقدان أحد معالم المدينة، كما يقول المواطن سعد إبراهيم لـ "العربي الجديد"، إن "زيارتي للمدينة ليس لها معنى بدون تناول الفول والفلافل في المطعم العريق، يمكن تخيّل كل شيء إلا الإسكندرية بدون فول محمد أحمد".

وفيما حاول آخرون التقليل من الحدث واعتباره فرصة لكثير من أصحاب المحلات الأخرى للمنافسة وتحقيق مكاسب، اعتبر المواطن محمود إبراهيم أزمة غلق المحل العريق الذي تشكّل الطبقة الوسطى النسبة الغالبة من زبائنه، تعكس أزمة حقيقية يعيشها المجتمع المصري في ظلّ الظروف الاقتصادية التي يمر بها وتؤرق الجميع.

المساهمون