وكالة الطاقة تنتقد "أوبك+" لعدم زيادة الإمدادات.. وسهم "أرامكو" يحلق
قال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، الخميس، إن قرارات الدول المنتجة للنفط في أوبك+ "مخيبة للآمال"، مؤكداً أن لديها مخزونات كافية لاتخاذ إجراءات إضافية في سوق النفط، حيث ترتفع الأسعار.
وأوضح فاتح بيرول، خلال مؤتمر صحافي، قائلاً: "لدينا احتياطات أكثر من كافية للتدخل في السوق إذا لزم ذلك"، فيما أفرجت الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة عن 60 مليون برميل من مخزوناتها للطوارئ، و"هذه الكميات تمثل أربعة في المئة فقط من مخزوناتنا".
وتابع أن أوروبا يمكنها أن تقلل استيراد الغاز الروسي بأكثر من الثلث خلال عام، إذ "لم يعد أحد لديه أي أوهام. استغلال روسيا لمواردها من الغاز الطبيعي كسلاح اقتصادي وسياسي يظهر حاجة أوروبا الملحّة للتحرك بسرعة لتكون مستعدة لمواجهة غموض كبير يكتنف إمدادات الغاز الروسية للشتاء المقبل".
وقرر تكتل أوبك+، الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، ومنهم روسيا، عدم زيادة الإنتاج على المقدار المتفق عليه في اتفاق الإنتاج، والبالغ 400 ألف برميل يومياً في مارس/ آذار، على الرغم من زيادة الأسعار ومطالبة المستهلكين بمزيد من الخام.
وتعتمد أوروبا في العادة على روسيا في الحصول على نحو 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز. وظلت الإمدادات مستقرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الأسعار ارتفعت إلى مستويات قياسية بسبب مخاوف من أن تقلص موسكو الإمدادات بشدة أو أن تستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي عليها صادرات الطاقة.
ونتيجة لارتفاع أسعار النفط، أغلق سهم أرامكو السعودية اليوم الخميس عند مستوى 44.3 ريالاً، محققاً مكاسب قدرها 2.9 في المئة خلال الجلسة، على وقع الارتفاعات التاريخية لأسعار النفط.
وواصلت أسعار النفط صعودها اليوم الخميس، واتجه خام برنت صوب تسجيل 120 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ نحو عشرة أعوام بفعل عقوبات أميركية على شركات تكرير روسية واضطراب الشحن وانخفاض مخزونات الخام الأميركية إلى أقل مستوى في أعوام.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى 119.84 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ مايو/ أيار 2012. وزاد سعر خام برنت 6.85 دولارات أو 6.1 بالمئة إلى 119.78 دولاراً للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 116.57 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2008، وسجل 116.41 دولاراً للبرميل بزيادة 5.81 دولارات، أو 5.3 بالمئة للبرميل.
وقالت المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون، يوم الخميس، إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ستؤثر تدريجاً بدخل موسكو من النفط، على الرغم من عدم استهداف صادرات النفط والغاز الروسية مباشرةً.
وفرض الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، عدة حزم من العقوبات على روسيا، بما في ذلك حظر تصدير تقنيات تكرير معينة إلى روسيا من أوروبا، ما يجعل تحديث مصافي النفط لديها "أصعب وأكثر تكلفة على روسيا".
وتابعت سيمسون أمام لجنة بالبرلمان الأوروبي: "لذلك سنرى أنه بمرور الوقت سيكون هناك نضوب في عائدات النفط المكرر الذي حقق في عام 2019 نحو 24 مليار يورو من الإيرادات لروسيا".
بدوره، نقل موقع إلكتروني تابع لوزارة النفط الإيرانية عن الوزير جواد أوجي قوله، اليوم الخميس، إن طاقة إنتاج النفط في البلاد يمكن أن تصل إلى الحد الأقصى لها بعد أقل من شهرين من التوصل إلى اتفاق نووي.
وإيران رابع أكبر دولة لديها احتياطيات نفطية في العالم، لكن إنتاجها انخفض منذ فرض العقوبات الأميركية على اقتصادها عام 2018 عندما سحب الرئيس آنذاك دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.
وبلغ متوسط إنتاج إيران 2.4 مليون برميل يومياً عام 2021، وتعتزم زيادته إلى 3.8 ملايين برميل يومياً إذا رُفعَت العقوبات عنها.
