من العراق إلى لبنان... سياحة الفقراء تنتعش

من العراق إلى لبنان... سياحة الفقراء تنتعش

18 سبتمبر 2022
كورنيش المنارة في بيروت (Getty)
+ الخط -

أضحى لبنان الوجهة السياحية المفضلة للكثير من العراقيين، بعد قرار مجلس الوزراء اللبناني قبل نحو أسبوع، إعفاء العراقيين من الحصول على تأشيرة دخول، وخفض أسعار الطيران من الجانب العراقي، إلى نحو ما يعادل 50 دولاراً عبر الخطوط الجوية العراقية من بغداد إلى بيروت، وهو ما يجعل السياحة لا تقتصر على الأغنياء أو الميسورين، بل حتى الفقراء في بلاد الرافدين.

يقول العراقي علي خضير (34 عاماً)، من بغداد، إنّه "لم يسافر في حياته إلى أي دولة، بسبب المشاكل المادية وغلاء تكاليف السفر، لكنه بعد إلغاء لبنان التأشيرة للعراقيين وتخفيف الشروط المالية، يمكنه السفر لمدة أسبوع، من دون الحاجة حتى لشركات السياحة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنّ "الفقراء في العراق لا يستطيعون السفر من العراق بهدف السياحة، فهم يكتفون بالمحافظات العراقية، سواء في الوسط والجنوب، وإقليم كردستان (شمال)".

يضيف خضير أنّ "السفر إلى لبنان بات سهلاً، وهو لم يعد معقداً، كذلك فإنّ اللغة مشتركة، وبالتالي إنّ قضاء مدة أسبوع أو 10 أيام، قد يحتاج إلى 300 دولار، وهو مبلغ من السهل جمعه وإنفاقه دون التأثير في المصروفات اليومية والمنزلية"، مؤكداً أنّ "الكثير من أصدقائه سافروا بالفعل إلى لبنان خلال الأيام الماضية".

ووفق قرار مجلس الوزراء اللبناني، الصادر مطلع الأسبوع الماضي، يُمنح العراقيون الذين يرغبون في القدوم إلى لبنان تأشيرة دخول وإقامة مجانية لمدة شهر قابلة للتمديد حتى ثلاثة أشهر للرعايا القادمين للسياحة. كذلك شُطب العراق من المادة المتعلقة بحيازة القادمين على مبلغ ألفي دولار أميركي نقداً أو شيكاً مصدقاً من بنك معروف، كشرط أساسي للدخول إلى الأراضي اللبنانية.

عقب القرار اللبناني، أعلنت الخطوط الجوية العراقية تخفيض سعر تذكرة السفر إلى لبنان، للذهاب والإياب لتصبح ما يُقارب 160 دولاراً، بحسب العروض الخاصة بالشركة.

تقول إيناس عبد الله (28 عاماً)، وهي محامية من مدينة بابل، وسط العراق إنّ "من أكثر الدول التي كنّا نريد السفر إليها والتمتع في مناطقها والتنزه في مدنها، لبنان، لكنّ الحكومة اللبنانية كانت تشدد الخناق على العراقيين ببعض الشروط القاسية، لكنّها أزيلت الآن، وصار بإمكان العراقيين جميعاً دخول لبنان".

تشير إيناس في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ "العراقيين، وتحديداً من الشرائح المتوسطة والفقيرة، كانوا خلال السنوات الماضية يسافرون إلى إيران، بسبب رخص أسعار السفر والمعيشة والتنقل فيها، لكنّهم كانوا يعانون من سوء المعاملة وصعوبة التواصل مع الإيرانيين، إضافة إلى المسافات الطويلة بين المدن الإيرانية، لكنّ لبنان صغير المساحة ويتحدثون العربية وباتت الأسعار مناسبة" مؤكدة أنّها "ستتوجه قريباً إلى لبنان مع عدد من زملائها وزميلاتها".

من جهته، يقول أمير السامرائي، مدير شركة عطارد للسفر والسياحة في بغداد، إنّ "الإعلان الأخير من الحكومة اللبنانية جعل العراقيين يفكرون جدياً في السفر إلى لبنان، من دون الحاجة حتى إلى شركات السفر، وبالرغم من أنّ هذا الإعلان أضرّ بعملنا، إلّا أنه أمر جيد للكثير من العراقيين الراغبين في السفر بغية السياحة".

ويضيف السامرائي أنّ "تكلفة السفر شاملة تذاكر الطيران والإقامة لا تتجاوز 450 دولاراً للأسبوع، وقد تكون أقل من ذلك"، معتبراً أنّ "لبنان سيكون الوجهة الجديدة للعراقيين، بعدما كانت إيران، كذلك فإنّ السياحة في إقليم كردستان ستتراجع، لأنّها ستكون مكلفة بالنظر إلى تكاليف السفر إلى لبنان".

المساهمون