مطار هيثرو يقلّص خسائره مستفيداً من قيود السفر

مطار هيثرو يقلّص خسائره مستفيداً من قيود السفر

26 يوليو 2022
خسارة هيثرو المعدّلة بلغت 321 مليون جنيه إسترليني قبل حسم الضرائب (الأناضول)
+ الخط -

بعد أسابيع من طوابير طويلة وإلغاء العديد من الرحلات، ومع عودة أعداد الركاب إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل الوباء، أبلغ مطار هيثرو عن خسارة قدرها 321 مليون جنيه إسترليني قبل حسم الضرائب للنصف الأول من العام.

تجدر الإشارة إلى أنّ خسارة هيثرو المعدّلة بلغت 321 مليون جنيه إسترليني قبل حسم الضرائب خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022، بانخفاض من 787 مليون جنيه إسترليني في الفترة ذاتها من العام الماضي. (الجنيه= 1.1986 دولار).

وقال المطار إنّ هذا التحسن ناجم عن قفزة في عدد الركاب من 3.9 ملايين إلى 26.1 مليون، وارتفاع الرسوم التي دفعتها شركات النقل. لكن المطار قال اليوم الثلاثاء إن هذا قابلته زيادة في التكاليف، حيث استثمر قبل الطلب.

وعلى الرغم من الأرقام التي تسير في الاتجاه الصحيح، قال الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو، جون هولاند كاي، إنّه "لا يمكننا أن نتجاهل أن كوفيد ترك قطاع الطيران متضرراً بشدة، وإنّه سيحتاج إلى السنوات القليلة المقبلة من الاستثمارات لإعادة بناء القدرات، مع التركيز على السلامة وخدمة المستهلك والمرونة والكفاءة".

وأصرّ هولاند كاي على أن إدخال سقف يومي يصل إلى 100 ألف مسافر حتى أوائل سبتمبر/أيلول، نتج منه تحسن ملموس في الأداء منذ أن بدأ العمل به.

وأعلن أكثر المطارات البريطانية ازدحاماً أن إدخال سقف يومي للركاب في وقت سابق من هذا الشهر جعل العطلة الصيفية تبدأ بشكل جيد بعد أن تعثّر في التعامل مع الطلب المرتفع على السفر. 

وأدى هذا القرار إلى تقليص آلاف الرحلات الجوية وإلغاء عشرات الآلاف من الرحلات في الأشهر الأخيرة، وسط فوضى السفر ونقص الموظفين وطوابير الأمن الطويلة وتعطل نظام الأمتعة. كذلك، أوضح المطار أنّ تقييد قدرته ومعاناته جميع هذه المشاكل، إنّما يعودان إلى نقص الموظفين الأرضيين.

ووفق ما ذكر مطار هيثرو في نتائجه، فإن شركات الطيران كانت تفتقر إلى حوالى 30% من الموظفين الأرضيين مقارنة بما كانت عليه الأمور قبل كوفيد، بيد أنه لم تكن هناك أي زيادة في هؤلاء العمال منذ يناير/كانون الثاني.

كذلك، أشار إلى أنّه عبّر عن مخاوفه بشأن هذا النقص لمدة 9 أشهر، وأنه منذ أواخر يونيو مع بدء أعداد الركاب بالارتفاع، شهد المطار زيادة مقلقة في مستويات الخدمة غير المقبولة لبعض الركاب، بما في ذلك التأخير المتزايد في إقلاع الطائرات، وبقاء حقائب المسافرين في المطار، أي سفر الركاب من دونها، أو تسليمها في وقت متأخر للغاية لصالة الأمتعة، بالإضافة إلى انخفاض التزام المواعيد وإلغاء بعض الرحلات الجوية بعد صعود الركاب إلى الطائرات.

ومع ذلك، قال مطار هيثرو إنّ المطار كان مشغولاً خلال أوقات ذروة السفر، لكن جميع الطوابير كانت تدار جيداً ومن دون توقف.

وبحسب ما أوردت صحف بريطانية الثلاثاء، عانى المسافرون من أسابيع من المشاكل، حيث ساهم النقص في الموظفين في الاضطراب. وكافحت المطارات وشركات الطيران، التي أقالت العديد من الموظفين خلال عمليات إغلاق كوفيد، لتوظيف عمال جدد مع عودة الطلب على السفر، وخاصة الموظفين الأرضيين المسؤولين عن مجموعة من الخدمات في المطارات، بما في ذلك تحميل الأمتعة وتفريغها.

وأدّت هذه المشاكل التي أثارت احتجاجات المسافرين إلى تبادل إلقاء اللوم بين شركات الطيران والمطارات. ففي يوم الاثنين 25 يوليو/تموز، انتقد المدير المالي لشركة "رايان إير" (Ryanair)، نيل سوراهان، المطارات وقال إن لديها وظيفة واحدة، هي ضمان وجود عدد كافٍ من الموظفين. 

ورد رئيس مطار هيثرو، هولاند كي، على الانتقادات الموجهة من شركة "رايان إير"، في حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بأنّ "من الغريب إلقاء اللوم على المطارات لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين، لأنّ شركات الطيران هي المسؤولة عن توفير الموظفين الأرضيين". وقال هذا الأمر يشبه اتهامنا بعدم وجود عدد كافٍ من الطيارين.

بدوره، قال خبير النقل الجوي جون ستريكلاند إن الركاب لا يكترثون من المسؤول عن هذه المشاكل، بل يريدون فقط السفر. وأضاف أنّ "من الواضح أن هناك حرباً كلامية جارية، لكنها ليست مفيدة في وقت يواجه كل شخص في هذه الصناعة تحدّيات، بدءاً من شركات الطيران إلى المطارات، إلى أطراف ثالثة مثل وكالات المناولة".

وقال ستريكلاند إن الوباء أدى إلى نقص في الموظفين في جميع جوانب الصناعة، وإن "المسألة تحتاج إلى المزيد من الوقت لبناء الأعداد احتياطياً". وتابع: "كان من الممكن أن تكون هناك مشاركة أعمق في وقت سابق بين شركات الطيران والمطارات لتجنب هذه المشاكل".

في المقابل، قال هيثرو إنه وظف 1300 شخص في الأشهر الستة الماضية، وإنه سيعود إلى مستويات ما قبل الوباء لموظفي الأمن بحلول نهاية يوليو/تموز. وأضاف أنه ما زال يتكبد خسائر ولا يتوقع دفع أي توزيعات أرباح لمساهميه لبقية العام، لكنه عوّض التكاليف المتزايدة من خلال ارتفاع الرسوم.

المساهمون