مصر: ارتفاعات قياسية في أسعار ‏الأسمدة

مصر: ارتفاعات قياسية في أسعار ‏الأسمدة

25 يوليو 2021
عقبات عديدة تواجه المزارعين (الأناضول)
+ الخط -

سجلت أسعار الأسمدة الزراعية في مصر ارتفاعات تاريخية، إذ وصل سعر ‏طن اليوريا في السوق السوداء إلى 7000 جنيه، مقابل 3290 ‏جنيهاً لسعر الطن المدعم، و6500 جنيه لطن النترات مقابل ‏‏3190 جنيهاً للمدعم (الدولار = نحو 15.7 جنيهاً). ‏

ويعتمد قطاع الزراعة المصري على الأسمدة في زيادة إنتاجية الفدان من السلع المختلفة.

وأكد نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، أنّ الارتفاعات ‏التاريخية في أسعار الأسمدة ترجع إلى عدم وصول الأسمدة المدعمة حكومياً ‏إلى مستحقيها، خصوصاً مع زيادة الطلب عليها خلال الموسم الصيفي (‏‏2.4 مليون طن)، وبالتالي لجوء المزارعين للسوق السوداء التي لا تخضع لرقابة الدولة. ‏

وأرجع أبو صدام، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أسباب القفزة إلى ‏خلل في منظومة مراقبة توزيع الأسمدة من قبل وزارة الزراعة، ‏قائلاً: "الشركات لا تورد حصتها بالكامل لوزارة الزراعة (55 في ‏المائة)، وهو ما يؤدي إلى تراجع حصة المزارعين من الأسمدة ‏المدعمة، بالإضافة إلى فساد إداري في منظومة التوزيع، يتم ‏من خلالها بيع الأسمدة المدعمة في السوق السوداء بأرباح تصل ‏إلى 3 آلاف جنيه في كلّ طن".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويقول أحد خبراء التسويق الدولي لمنتجات الأسمدة: "تورد شركات الأسمدة المحلية ‏‏75 في المائة من إنتاجها لوزارة الزراعة بسعر التكلفة، لتوزيعه ‏على الفلاحين طبقاً للحيازات الزراعية (الأراضي المسجلة)، على أن تسمح لها ‏بتصدير 25 في المائة للخارج، فيما تسمح للشركات العاملة في المنطقة الحرة بتصدير 75 في المائة من إنتاجها للخارج". ‏
‏ويضيف الخبير، الذي رفض ‏ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "نتيجة ‏لارتفاع الأسعار عالمياً ووصول سعر الطن إلى 550 دولاراً، ‏تسمح الحكومة للشركات برفع نسبة الكميات المصدرة ما بين 5 ‏إلى 15 في المائة، وذلك للاستفادة من الحصيلة الدولارية، إذ إنّ ‏الحكومة تفرض رسوماً على كلّ طنّ يتم تصديره تقدر بـ2500 ‏جنيه". ‏

ويتوقع ارتفاع ‏سعر الطن خلال الأيام المقبلة إلى 8 آلاف جنيه للطن، وفق تجار، نتيجة زيادة الطلب وارتفاع الأسعار عالمياً، ثم يعاود ‏التراجع خلال الشهرين المقبلين، مع انخفاض الطلب ودخول ‏شركات جديدة إلى دائرة الإنتاج، حسب مراقبين.  

ويشير الخبير إلى أنّ أحد أسباب الأزمة في المعروض يرجع إلى وجود حوالي ‏مليوني فدان غير محيزة (غير مسجلة)، لا تعلم عنها الدولة شيئاً، ما يمثل ‏ضغطاً على مبيعات السوق المحلي. ‏
ويبلغ حجم إنتاج مصر من الأسمدة 23 مليون طن من السماد الأزوتي سنوياً، ‏من خلال 15 شركة، يعمل بها أكثر من 50 ألف عامل، ويتم ‏استهلاك 9 ملايين طن محلياً، وتصدير الباقي للخارج بقيمة ‏نحو ملياري دولار.

المساهمون