مشاكل سياسية وفنية تعرقل افتتاح مطار كركوك الدولي

مشاكل سياسية وفنية تعرقل افتتاح مطار كركوك الدولي

11 أكتوبر 2021
المطار يخدم ملايين المواطنين (الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من انتهاء أعمال إنشاء مطار كركوك الدولي (250 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد)، منذ مطلع شهر فبراير/ شباط العام الحالي، ضمن خطة تشييد مطارات جديدة في البلاد، إلا أن المطار الذي يستهدف نقل نحو ثلاثة ملايين مسافر سنويا لم يعمل لغاية الآن، رغم صدور عدة تصريحات من مسؤولين محليين وبرلمانيين بشأن جاهزيته.
مطار كركوك الذي بدأ العمل فعليا به مطلع عام 2019 على أنقاض مطار عسكري ضخم استخدمه العراق لمقاتلات السيخوي في حرب الثماني سنوات مع إيران 1980 ـ 1988، تم الانتهاء من تحويله إلى مطار مدني بشكل فعلي شهر فبراير/ شباط الماضي إلا أنه ظل مغلقا مع تضارب تصريحات المسؤولين بشأن ذلك.

مطار كركوك بدأ العمل فعليا به مطلع 2019 على أنقاض مطار عسكري ضخم استخدمه العراق لمقاتلات السيخوي في حرب الثماني سنوات مع إيران 1980 ـ 1988

وفي الوقت الذي تؤكد مصادر في مدينة كركوك وجود مشاكل فنية متعلقة بطلبات من سلطة الطيران المدني للشركة المستثمرة لإتمامها قبل السماح بعمل المطار كونها ملاحظات مهمة تتعلق بسلامة الرحلات، يتحدث مسؤول في بغداد لـ"العربي الجديد"، عن مساع لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بحل هذه المشاكل وأخرى متعلقة بوضع الشركة المستثمرة كون المطارات أساسا من المشاريع السيادية في العراق ولا يمكن منح رخص استثمار كاملة لها في هذا الإطار.

وتعول حكومة كركوك الغنية بالنفط على المطار في خلق فرص عمل كثيرة، إضافة إلى إلغاء ما تصفه حلقات زائدة بالنسبة للشحن الجوي، فسكّان المحافظة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة يعتمدون على مطاري أربيل القريب ضمن إقليم كردستان.
وفي هذا السياق عزا وزير النقل العراقي الأسبق، كاظم فنجان، تأخر افتتاح المطار إلى وجود "ضغوط على المستثمر بقصد الابتزاز"، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير الذي يتمتع بصفة نيابية حاليا بعد فوزه بمقعد في انتخابات عام 2018 أنه "يتحدى أي مسؤول بقول غير هذا السبب".
واعتبر أن العقد بين الحكومة والمستثمر كتب آنذاك بطريقة وطنية وعاقلة تضمن الحقوق المالية لكل الأطراف المستفيدة، والمطار حاصل على الترخيص الدولي، وهناك شفرة نداء مسجلة دوليا في النقل الجوي الدولي له، ومدارج المطار مؤهلة تماما في الإقلاع والهبوط".

عزا وزير النقل العراقي الأسبق، كاظم فنجان، تأخر افتتاح المطار إلى وجود "ضغوط على المستثمر بقصد الابتزاز"

وبشأن تأخير افتتاح المطار لغاية الآن وتأجيل ذلك عدة مرات، أكد فنجان أن سبب تعطيل افتتاحه هو ممارسة الضغط على المستثمر بقصد الابتزاز، لافتا إلى أن "الجدوى الاقتصادية مهمة بسبب موقعه المتميز، وسيوفر فرص عمل لــ4000 من أبناء كركوك حصرا".
ويمتلك العراق عدة مطارات عاملة في الوقت الحالي، لكن خمسة منها فقط تصنف دولية، وهي مطارات بغداد والنجف وأربيل والسليمانية والبصرة، أما الأخرى فتستخدم محليا مثل ذي قار والموصل، في وقت بدأت الأنبار كبرى مدن البلاد والحدودية مع السعودية والأردن وسورية بتشييد مطار أيضا تقول إن جزءاً منه سيكون مخصصا لأغراض الشحن الجوي.

الخبير في شؤون الطيران المدني، فارس الجواري، قال لـ"العربي الجديد"، إن "المطار من الممكن أن يقدم خدمة لأكثر من مليون مواطن محلي من كركوك وكذلك لأكثر من 3 ملايين آخرين من سكان الموصل وصلاح الدين وديالى المجاورة، بالتالي سيساهم في تقليل الزحام عن بغداد ومطارات إقليم كردستان".

خبير في شؤون الطيران المدني لـ"العربي الجديد" : المطار من الممكن أن يقدم خدمة لأكثر من مليون مواطن من كركوك وأكثر من 3 ملايين آخرين

وبين الجواري أن "مطار كركوك فيه مدرجان يعمل منهما مدرج واحد فقط وكامل ومؤهل تماما للعمل، إضافة إلى قاعات المسافرين، والجهات الفنية قامت بزيارته وأكدت جاهزيته".

عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة كركوك، حسن توران، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن إرادة سياسية تسببت في تأخير افتتاح المطار، وهناك تعويل كبير على المطار في إنعاش اقتصاد المحافظة".

المساهمون