لبنان: قرار بتوقيف ممثل "كارادينيز" التركية وشخصين في صفقة البواخر

لبنان: قرار قضائي بتوقيف ممثل شركة "كارادينيز" التركية وشخصين في صفقة بواخر الكهرباء

16 مارس 2021
أزمة الكهرباء في لبنان لم تنته رغم انتهاء الحرب الأهلية منذ العام 1990 (فرانس برس)
+ الخط -

أصدر النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، اليوم الثلاثاء، قراراً بتوقيف ممثل شركة "كارادينيز" التركية في لبنان رالف فيصل والمدعوَيْن فاضل محمد رعد وحسن محمد أمهز على خلفية دفع عمولات ورشاوى بهدف إتمام صفقة بواخر الطاقة.

وقال القاضي إبراهيم لـ"العربي الجديد"، إنه ادعى على الأشخاص الثلاثة بتهمٍ مرتبطة بدفع رشاوى وقبولها، بما يشكل هدراً للمال العام، وتبييضاً للأموال، ومخالفة لقانون الإثراء غير المشروع، وأتمّ واجباته من هذه الناحية، كنيابة عامة مالية، وقد أحال الملف إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا، بعد إصدار مذكرات توقيف وجاهية بحقهم.

وأكد القاضي إبراهيم أن الملف قد يشهد ادعاءات جديدة في مراحل مقبلة تبعاً لمسار التحقيقات ولمن يظهر تورطهم.

وتؤمن البواخر التركية الثلاث، التي تصفها الشركة التركية بأنها محطات طاقة عائمة مجهزة بأفضل التقنيات، ما بين 35% و40% من الكهرباء في لبنان.

وينتهي عقد الدولة اللبنانية مع شركة "كارادينيز" في سبتمبر/أيلول المقبل، في ظلّ تعثر الجانب اللبناني في دفع المستحقات التي تفوق 100 مليون دولار متأخرات من العام الماضي، والتي كانت الشركة قد طالبت بالحصول عليها بالدولار وإلا الانسحاب.

ويشكل ملف البواخر التركية الذي يكلف الدولة اللبنانية مئات ملايين الدولارات سنوياً نقطة خلاف كبيرة بين التيارات السياسية، في ظلّ انقسام حاد بوجهات النظر بين بقائها والدعوة الى إنهاء العقد معها نتيجة الاتهامات المتصلة به بالفساد والهدر.

وعام 2010، وافق مجلس الوزراء اللبناني على ورقة سياسة قطاع الكهرباء التي أعدها وزير الطاقة السابق ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والتي حدّدت الخطوات اللازمة لإصلاح القطاع مع وعود بخطة شاملة من شأنها أن تؤمن التغذية الكهربائية 24/24 مع خدمات متطورة وتوازن المداخيل لإنهاء العجز المالي، ومن ضمنها البواخر التركية، التي وقع باسيل على عقد استقدامها عام 2012 بعد تأخير لسنتين.

وأكد حينها أنه يقتصر على 3 سنوات، بيد أن التجديد كان سيد الموقف، وفشلت الخطة في حل أزمة الكهرباء، لا بل زادت من العجز بما يفوق 40 مليار دولار، وباتت الشفافية في قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد والهدر فيها من الشروط الأساسية التي يتوقف عليها الدعم الدولي المالي للبنان.

وخرج وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، الذي لعب دوراً أساسياً في إعداد ورقة سياسة قطاع الكهرباء عام 2010 وتحديثها عام 2019، قبل أيام ليحذّر اللبنانيين من العتمة الشاملة ويطلعهم على عواقب انقطاع التيار الكهربائي على كافة المستويات والانعكاسات الكارثية التي تشمل القطاع الصحي واللقاحات.

ووضع غجر مجلس النواب أمام ضرورة إقرار سلفة مالية بقيمة مليار دولار لمؤسسة كهرباء لبنان لشراء الفيول التي وردت في اقتراح القانون المعجل المكرر الذي تقدم به نواب في "التيار الوطني الحر"، وهو ما اعتبره نواب في البرلمان بمثابة ابتزاز وتخيير اللبنانيين بين المساهمة المالية أو العتمة.

وقد أقرت اللجان المشتركة في جلستها، اليوم الثلاثاء، سلفة بقيمة 200 مليون دولار من البنك المركزي لصالح المؤسسة من أجل تغطية عجز شراء المحروقات، رافضةً دفع مليار دولار دفعة واحدة من دون خطة شفافة وواضحة انطلاقاً من برنامج إصلاحي في ظلّ عدم تشكيل حكومة والانهيار المالي والنقدي والتجارب غير المشجعة على صعيد السلفات المالية المخالفة لقانون المحاسبة العمومية.

وقالت الجمعية المتخصصة بالدفاع عن حقوق المودعين في لبنان، إن "اللجان النيابية سرقت اليوم 200 مليون دولار من الأموال المتبقية للمودعين في مصرف لبنان المركزي".

ودعت الجمعية إلى "تحرير هذه الأموال فوراً لأصحابها ولتتحمل الدولة مسؤوليتها في دعم الشعب اللبناني وعلى حسابها وليس على حساب المودعين"، داعية أيضاً اللبنانيين والمودعين للنزول إلى الشارع في كافة المناطق للتظاهر والاعتراض على القرار والوقوف بوجه تنفيذه.

وأعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، في مقابلة مع وكالة بلومبورغ اليوم، أن الاحتياطيات بالعملات الأجنبية المتبقية في مصرف لبنان تبلغ 16 مليار دولار، ولا يمكن استخدام سوى مليار و1.5 مليار دولار منها فقط لتمويل الدعم، ما يكفي لشهرين أو 3 أشهر.

وأشار وزني إلى أن الحكومة تخطط لزيادة الأسعار تدريجياً في محطات الوقود خلال الأشهر المقبلة، ولخفض دعم البنزين من 90% إلى 85%. وقال وزني إن دعم القمح والدواء والوقود لتوليد الكهرباء سيستمر في الوقت الحالي.

المساهمون